فلاح هادي الجنابي
الحوار المتمدن-العدد: 6441 - 2019 / 12 / 18 - 15:58
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
يوما بعد يوم، تزداد الاعترافات المرة من جانب نظام الطغمة الدينية الحاکمـة في إيران بخصوص إنتفاضة 15 تشرين الثاني 2019، وحالة الرعب التي فرضتها على قادة وجلاوزة النظام وجعلت منهم أقزاما أمام عظمة إرادة الشعب وصوته الهادر عندما ينتفض بوجه الظلم والقمع والاستبداد، ومن دون شك فإن هذه الانتفاضة التي إمتدت في سرعة متناهية الى أکثر من 190 مدينة وکان عدد شهدائها 1500 شهيدا وأکثر من 4000 جريح و12000 معتقلا، فإن الهستيريا التي أصابت نظام الملالي وجعلته يفقد توازنه ويقوم بعلميات قتل وإبادة جعلت المجتمع الدولي يدينها ويستنکرها بقوة، إنما کان ذلك لأنه"أي النظام" قد أحس بالجناب التنظيمي للإنتفاضة وهو الامر الذي أفقده صوابه لکونه يعلم جيدا بأن منظمة مجاهدي خلق هي الوحيدة التي بإمکانها القيام بذلك.
منظمة مجاهدي خلق التي لها تأريخ عريق وطويل في مواجهة الديکتاتورية والقمع تمتد من النظام الملکي السابق ولايمکن أن تنتهي إلا بإسقاط نظام الفاشية الدينية الحالي، تخوض صراعا لامثيل له ضد هذا النظام منذ بداياته وکان هناك العديد من الفصول لهذا الصراع بدءا من النضال السياسي الفکري ومرورا بمواجهات في المدن وحرب الجبهات والنضال على الصعيد الدولي، وهو يعتبر بمثابة تأريخ مجيد للمنظمة يٶکد ويثبت إصرارها وعزمها على إسقاط النظام مهما تطلب الامر، وإن صحيفة"جوان"التابعة للحرس الثوري القمعي عندما تکتب في إفتتاحيتها قائلة:" الانتفاضات الأخيرة كانت مماثلة لما حدث في حروب الشوارع لعام 1981 في العديد من المدن، بما في ذلك محافظة خوزستان، كان هناك نزاع مسلح واستهدفت القوات الأمنية والعسكرية بالنيران المباشرة وبالمناسبة کانت خسائر القوات الحکومیة خلال اعمال الشغب هذه غير مسبوقة. مثل ذلك لم يحدث منذ عام 1981 ."، فإنها تعيد للأذهان فصل مواجهات المدن بين المنظمة وبين النظام وإن النظام يعلم جيدا بأن معاقل الانتفاضة لأنصار مجاهدي خلق المنتشرة في سائر أرجاء إيران، التي تأسست على أثر إنتفاضة 28 کانون الاول2017، وتواصل نشاطاتها ضد المراکز القمعية والامنية وکل مايرمز للنظام، وإن هذا الاسلوب عندما وجدناه مستخدما في الانتفاضة الاخيرة فإن النظام يعلم بأن مجاهدي خلق هي من إبتکرت ذلك وتبرع فيه، وعندما يعترف النظام بحدوث حروب شوارع في العديد من المدن الايرانية أثناء الانتفاضة الاخيرة فذلك يعني بأن الشعب الايراني قد أصبح مقتنعا بأن هذا النظام الذي يفرض نفسه عن طريق القوة فإنه لايمکن إزاحته إلا عن طريق القوة وإجتثاث شأفته الفاسدة من الاساس وإن إنتفاضة 28 کانون الاول2017، التي جسدت ذلك فإنها قد حفرت قبر النظام الذي عن قريب يقبر فيه.
#فلاح_هادي_الجنابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟