أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين علي الحمداني - القلادة (14)















المزيد.....


القلادة (14)


حسين علي الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 6440 - 2019 / 12 / 17 - 23:54
المحور: الادب والفن
    


في المساء عندما عاد عبد الحكيم كانت سلمى تقص عليه مفاجأة جارتهم وهداياها الجميلة لها،كان عبد الحكيم ينصت لها وهو يتناول العشاء،بشهية مفتوحة وهو يقول في الجمعة الشغل يكثر اليوم لم ألحق على الركاب،قالت له الله يساعدك وربي يوسع رزقك.
أردف قائلا إن وجدت بيتا أفضل من هذا سننتقل إليه فورا،قالت له زميلتي سهام في الدائرة أكدت لي إن هذه البيوت قديمة جدا،قال لها نعم حتى في الصيف تجدين فيها الرطوبة،وهي بيوت صغيرة جدا،قالت له أن وجدت أفضل منه وبسعر مناسب لا بأس في ذلك.
مد يده إلى جيبه وأخرج مبلغا من المال سلمه لها وقال لها ضعيه في مكان أمين سأبدأ بالادخار ربما اقتني سيارة أجرة خاصة بي بدل أن أظل أعمل بأجر في سيارات الآخرين،شعرت حينها إنه بدأ في الطريق الصحيح للتفكير وإن كان متأخرا.
في الصباح لم يمر المدير على الموظفين كعادته،حاولت أن تسأل سلمى لكنها ترددت في ذلك خشية أن تفكر بأشياء أخرى،لكن سهام بادرتها بان المدير مجاز اليوم وغدا وبعد الغد وربما لنهاية ألأسبوع،قالت لها لماذا هل هو مسافر؟قالت لا بل توفي عمه وذهب من الفجر هو أمه،قالت كيف عرفت ذلك،قالت العم أحمد قال لي ذلك عند مدخل الدائرة.
فكرت إن له عدد كبير من الأعمام أيهما ربما أبو حمزة،ستعرف ذلك لاحقا،فيما بعد فكرت أن تأخذ إجازة وتسافر حتى وإن كان السفر مع عبد الحكيم،أو ربما تذهب بعد نهاية الدوام غدا وتعود في نفس اليوم صحبة عبد الحكيم الذي لم يرى أمها منذ أشهر عديدة.
في المساء طلبت من عبد الحكيم أن يصحبها غدا بعد الظهر لزيارة أمها ويعودا ليلا،قال لها المسافة ليست قصيرة وهو بحاجة للعمل لأنه يحتاج أن يوفر مزيدا من المال،لكنه في نفس الوقت سألها بقلق هل هنالك شيء ما قد حصل،قالت لا لكنها مشتاقة لأمها وبحاجة لأن تزورها بصحبته،فكر قليلا ثم قال لها دع ذلك الآن في أقرب فرصة نذهب معا.لم تكن مقتنعة بجوابه،شعر هو بذلك بعد أن رأى علامات الغضب واضحة عليها حاول إقناعها مرة أخرى لكنه فشل في ذلك.
في الصباح وهو يغادر لعمله قال لها يمكنك الذهاب لزيارة أمك،قالت له لا أريد ذلك ربما أذهب بعد ظهر الخميس يكون أفضل بدل أن أخذ إجازة.قال لها هذا أفضل لأنني كما تعلمين أريد أن اشتري سيارة خاصة بي وها انذا أعمل من الصبح حتى المساء،وجدت في كلامه ما يجعلها إنه يتوسل إليها،بادرته بابتسامة جعلته يشعر إنها لم تعد غاضبة.
مرت الأيام ثقيلة عليها ولم تجد طعما لها،حتى سهام لم تعد تتحدث عن لسان سعيد عن المدير وحبيبته التي وجدها بعد سنوات طويلة.
انتهى ألأسبوع مملا لها لا طعم فيه، حتى يوم الجمعة عندما فكرت أن تذهب لأم خالد ترددت في ذلك ربما لن تجدها،فضلت أن تعيد ترتيب البيت وتنظيمه وتنظيفه خاصة وإن ألشتاء يوشك أن يغادر،كانت بحاجة لأن تشغل نفسها في هذا اليوم.
عاد عبد الحكيم متأخرا،وضع بيدها مبلغا آخر من المال طلب منها أن تدخره كما في السابق،حملته ووضعته في مكان آمن لها،وهي تضعه تحسست القلادة،تذكرت إنها لم تلبسها منذ الجمعة الماضية،وضعتها في مكانها وعادت تعد العشاء لزوجها الذي بان التعب عليه هذا اليوم لكنه جمع مبلغا جيدا من المال يساعدهما مستقبلا.
في الصباح كانت هي وسهام تصعدان إلى الطابق الثاني تنتظران دورهما في تقديم التعازي لمديرهم لوفاة عمه،عرفت إنه العم إبراهيم أكبر أعمامه،عندما عادت مع سهام سمعتها تقول إن المدير متأثر جدا بوفاة عمه،أيدتها سلمى وجلست كل منهما تنجزان العمل الذي بيدهما.
فكرت أن تذهب لأم خالد لتقدم لها التعازي،ربما تطلب من عبد الحكيم أن يوصلها عصر اليوم،وجدت إن الوقت مناسب جدا لا يمكن أن تتأخر عن ذلك،قبل أن تكمل تفكيرها،كانت سيارة عبد الحكيم تقف عبد باب الدائرة ويسأل أحد السعاة عن الموظفة سلمى عبد القادر،شاهدته في الممر، نهضت مرتبكة نحو وسألته ماذا جرى؟أبتسم وقال لا شيء لا تقلقي،اليوم سأذهب الحاج أبو إبراهيم صاحب السيارة لكي نجلب سيارة جديدة اشتراها الأمر سيستغرق الليل كله لن نعود قبل ظهيرة الغد،أردت فقط أن أخبرك بذلك كي لا تقلقي.
تنفست الصعداء وقالت له كاد قلبي أن يقع،ضحك وقال هل تحتاجين شيئا ما؟قالت لا فقط أردت أن أقول لك إنني سأذهب لجارتنا القديمة بعد نهاية العمل لقد توفي أحد أقربائها أذهب لتعزيتها وأعود للبيت وأنت لا ترهق نفسك بالسياقة عندما تشعر بالنعاس لا تتردد في النوم.
كانت سهام تنظر إليها وعندما عادت سألتها عنه فقالت لها إنه زوجي،لم تعلق سلمى سوى بكلمة واحدة أنه اكبر منك؟ضحكت سلمى وقالت يجب أن يكون الزوج أكبر من الزوجة الفارق بيننا عشر سنوات.
بعد نهاية الدوام لم تتجه صوب البيت بل توجهت للشارع الثاني توقفت بانتظار سيارات النقل العمومي التي تمر من أمام بيت خالد في طريقها للحي الآخر،توقف خالد بسيارته وهو ينظر إليها،تظاهرت إنها لا تعرفه عندما ناداها من مقعده وهي تنظر له ابتسمت وقالت هل أنت سائق تكسي،قال لها تفضلي فتحت الباب وصعدت وقدمت له التعازي مجددا،وهي تقول له أريد تقديم التعازي لخالتي أم خالد،ابتسم وقال لها الواجب هكذا.
عندما توقفت السيارة أمام الباب نزل هو ليفتح باب البيت الكبيرة ظلت هي في السيارة،في نهاية الممر توقف ونزلا معا,ذهبت مسرعة صوب خالتها معزية إياها بالفقيد،نظرت أمه له وقالت هل جاءت معك،قال لها وجدتها تنتظر سيارة تقلها إلينا فحملتها معي ووفرت عليها ثمن سيارة ألأجرة.
عند طاولة الغداء سألتها عن حالها وأحوالها،كانت تقول دائما الحمد لله،زوجي ذهب مع صديق له لجلب سيارة جديدة لن يعود قبل ظهيرة الغد،نظر خالد إليها وهي نظرت له،شكت ربما فهم إنها رسالة له لهذا استدركت وقالت،انا قلت أزورك وأعزيك وأعود للبيت،الجو بدأ يتغير واحتاج لترتيب البيت ولدي أعمال كثيرة أنجزها.
عندما انتهت من الغداء،كانت تضع أقداح الشاي أمامهما وتحمل بيدها آخر لها،هيأت نفسها للمغادرة حملت حقيبتها التي جلبها لها من براغ،ودعت أمه وخرجت من الممر الطويل كان يرافقها،طلب منها أن يوصلها شكرته.
شعرت إنها تصرفت بحكمة في زيارتها هذه،دخلت بيتها لم يكن هنالك ما يشغلها أحست بإنها بحاجة لأن تلقي بجسدها على السرير القديم،تذكرت سرير خالد وابتسمت،مضت ساعة نامت نصفها، سمعت طرقات على الباب،نهضت مسرعة ربما عاد عبد الحكيم لكنه قال لن يعود قبل الغد،ربما جارتها،فتحت الباب وجد خالد يقف عنده،ارتبكت وهي تقول أهلا ما الذي حصل وكيف عرفت بيتي؟ابتسم وقال سألت أحد الصبيان عن دار عبد الحكيم فأشار لي عليه،لكنك تعرف إن زوجي ليس هنا،قال لها لماذا خرجت بسرعة من البيت،قالت له غدا أشرح لك ذلك في الدائرة لا يمكن أن نظل هكذا ولدينا جيران ربما يسمعون ولا يمكنني توجيه دعوة لك للدخول فزوجي خارج البيت كما تعرف.
عاد مسرعا لسيارته،فيما عادت هي لغرفتها تحمل الكثير من الأسئلة حول قدومه هذا؟هل كان يجب عليها أن تبقى مدة أطول في بيتهم؟هل كان يحتاج للحديث معها أطول فترة ممكنة؟أسئلة كثيرة لم تجد لها جوابا.
في الصباح حملت أوراق وذهبت صوب مكتبه،كأنه ينتظرها،سألته ما الذي جاء بك بالأمس؟قال لها اشتقت للحديث معك يا سلمى؟وأردف مع هذا أنا آسف جدا ربما كان الأجدر بي أن لا آتي للبيت،ابتسمت وقالت له لا تكرر ذلك يا خالد وأنا آسفة جدا لأنني استقبلتك بجفاء.



#حسين_علي_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القلادة (13)
- القلادة(12)
- القلادة (11)
- القلادة(10)
- القلادة (9)
- القلادة (8)
- القلادة(7)
- القلادة (6)
- القلادة (5)
- القلادة (4)
- القلادة (3)
- القلادة (2)
- القلادة(1)
- يوميات الحرب والحب والخوف(20)
- يوميات الحرب والحب والخوف(19)
- يوميات الحرب والحب والخوف (18)
- يوميات الحرب والحب والخوف(17)
- يوميات الحرب والحب والخوف (16)
- يوميات الحرب والحب والخوف(15)
- يوميات الحرب والحب والخوف (14)


المزيد.....




- الفرقة الشعبية الكويتية.. تاريخ حافل يوثّق بكتاب جديد
- فنانة من سويسرا تواجه تحديات التكنولوجيا في عالم الواقع الاف ...
- تفرنوت.. قصة خبز أمازيغي مغربي يعد على حجارة الوادي
- دائرة الثقافة والإعلام المركزي لحزب الوحدة الشعبية تنظم ندوة ...
- Yal? Capk?n?.. مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 88 مترجمة قصة عشق ...
- الشاعر الأوزبكي شمشاد عبد اللهيف.. كيف قاوم الاستعمار الثقاف ...
- نقط تحت الصفر
- غزة.. الموسيقى لمواجهة الحرب والنزوح
- يَدٌ.. بخُطوطٍ ضَالة
- انطباعاتٌ بروليتارية عن أغانٍ أرستقراطية


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين علي الحمداني - القلادة (14)