ناني واصف
شاعرة وروائية مبتدئة
(Nany Wasif)
الحوار المتمدن-العدد: 6438 - 2019 / 12 / 15 - 19:44
المحور:
الادب والفن
الصمت فن عظيم من أنواع الكلام..
و هذا ما قالوه قديماً عنه..
فهي لغة لا يفهمها ولا يلجأ إليها إلا القليل جداً من البشر..
و يلجأ إليها في أصعب المواقف وأكثرها دقّة..
لأن الكلمة كالرصاصة ، متى إنطلقت لا تُرد..
هو ذاك الصديق الذي لايمل منا أبداً و لا نمل منه..
و لا يخون و لا يرهقنا و لا يعبث بنا بأقبح الكلمات..
قالوا أيضاً في القديم إنه لغة العظماء..
و لكن أقول لكم أن الصمت هو حياة..
تدركها بالفعل حين تقرر قرار صمتك..
و أحياناً يكون صمت عن وجع و ألم..
لا تقوى الكلمات أن تتجاوزه أو تعبر عنه
فهو جدير بنا و نحن جديرون بولاءه لنا..
الصمت أيضاً ،
لا يستعلي علينا إن لجئنا له بشتى الطرق.
متاح لنا في جميع الأوقات.
فالصمت هو صلاة و إنتظار بترقب ،
لإجابات تكاد تكون شافية أو تكاد تكون قاسية..
و لكنه صمت مُنتظر لإعلان في كل الأحوال!!
فالصمت هو رقي و ترفه عن ثرثرة أحاديث باتت مكررة
فارغة من مضمونها!!
محبي الصمت يستغرقون كل أوقاتهم و سنيهم ،
في أن يروا من يقدرهم و يفهم صمتهم ..
فكلامهم و صمتهم ظاهرة نادرة..
لعلهم يجدوا من يدركها و يقّدرها..
فالصامتون مصلين و المصلون صامتين..
كلامهم و صمتهم صلاة ، بل حياة!
فهناك صمت عن تعقل ورزانه..
كما قال النبي عاموس في الكتاب المقدس
يَصْمُتُ الْعَاقِلُ فِي ذلِكَ الزَّمَانِ لأَنَّهُ زَمَانٌ رَدِيءٌ عا ٥: ١٣
و أحياناً أخرى يكون صمت مقرون بفرح..
لا يعبر عنه ولا يضاهيه أي شعور آخر في الحياة..
و أحيانا يكون عن غضب
يكاد أن يخسر ويفتك بمن أمامه إن لم يسيطر على نفسه..
و هناك نوع آخر ،
متخاذل صامت عن أي حق له في الحياة..
و لا يدافع و لا يأبى بشيء ، الا بصمته بل يدفع ثمن صمته ظناً منه..
أن الله سيدافع عنه و هو لم يرد أن يفعل لذاته شيئاً متواكل عليه!
فيا صديقي درب نفسك على الصمت الهاديء..
المُصلي المتعقل دون الصمت الغاضب المتخاذل المتواكل.
#ناني_واصف (هاشتاغ)
Nany_Wasif#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟