عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 6436 - 2019 / 12 / 13 - 15:08
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
جمعة أخرى "غير مباركة" .. عليكم جميعاً .
وشوفوا عاد ترَه بزّعتونا ..
"تريدون قانون انتخابات على اساس فردي بدوائر متعددة يعتمد الكثافة السكانية .. وتريدون تطبيق هذا القانون بدون إجراء احصاء سكاني حقيقي يثبّت الأعداد والنسب الحقيقية للسكّان في كل قضاء ومُحافظة ، ويقضي على التباينات المجحفة التي توزع على اساسها ميزانيات البلد .. فهذا كُلّهُ ضحك على الذقون وكلام يدور في حلقة مفرغة" (كما يذكر الصديق Auf Al-Rawi في منشورٍ مهمّ عرضهُ قبل قليل ، وأتمنى أن تقرأوا جيداً ماورد فيه من تفاصيل).
لا إنتخابات "حقيقية" ، وعادلة ، وصادقة "التمثيل" ، بدون إحصاء سكاني.
هل سألتم انفسكم لماذا لم تسمح القيادات "المُكوّناتيّة" الحاكمة ، بإجراء التعداد السكانيّ طيلة 16 عاماً ؟
وكافي عاد .. تره هاي الناس التي تحوّلت إلى أباطرة و"فراعين" طيلة 16 سنة .. مراح تعوفها إلكمْ ، لسواد عيونكم ، ونقاء سريرتكم ، وعدالة مطالبكم ، وحزن أمّهاتكم ، ودمكم المسفوك على الأرصفة .. ومدري شنو بعد .
مع كلّ هذا الإصرار ، والتضحيات ، والتعب النبيل .. ورغم الرصاص ، والغازات السامّة ، والحملات المحمومة لـ"تخوينكم ، و "شَيْطنتكم" .. يجب عليكم أنْ تنتبهوا بإستمرار إلى ضرورة فتح أعينكم ، في "اللبن الحامض" للسلطة القائمة.
أرباب السلطة هؤلاء ، يعرفون كيف يلتفّون على مطالبكم المشروعة .. فهم لا يعيشون في فراغٍ مُطلق ، ووراءهم خبراء ، ودول ، ومُستشارون أجانب ، ومُنظّرون ، و "مُجتهدين" ، و "مُثقّفين" .. يحعلونهم يتمتّعونَ ببرودٍ قاتلٍ في مواجهتكم .
هل سألتم انفسكم : من أين يأتون ببرودهم هذا ، رغم كلّ هذا الذي يحدث لهم ، ولكم ، وللبلد كُلّه ، مقابل توتّركم "الثوريّ" الساخن جداً ؟
فالعبرة ليستْ في المطالبة بسنّ قانونٍ جديد ، أو تعديل قانونٍ ، أو دستورٍ قائم .. بل العبرة هي في النتائج التي تترتّب على تطبيق ذلك كُلّه ، على ارض الواقع .
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟