أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامر أبوالقاسم - حكومة العثماني: بين حلم الادعاء وواقع الإخفاق














المزيد.....

حكومة العثماني: بين حلم الادعاء وواقع الإخفاق


سامر أبوالقاسم

الحوار المتمدن-العدد: 6435 - 2019 / 12 / 11 - 11:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لن يلزمنا الكثير من الجهد كي نعدد عيوب الحكومة الحالية وعجزها البنيوي عن بلوغ الأهداف المسطرة في برنامجها الحكومي. ولن نحتاج إلى الكثير من الوقت كي نقف على عدم قدرتها على المساهمة الملموسة في تحقيق الأهداف الاستراتيجية للبلاد، خاصة فيما يتعلق بتحقيق العدالة الاجتماعية والمجالية والتنمية البشرية.

فهل يحتاج المغاربة تذكيرهم بقرب انتهاء ولاية هذه الحكومة، خاصة من حيث احتساب الزمن المتبقي لتنفيذ ما سطرته في برنامجها عند التشكيل، ومن حيث السياق الدولي والجهوي والوطني البالغ التعقيد والمتعدد الرهانات والتحديات، والنزوع الشعبي العام إلى رفض مخرجات سياساتها العمومية والاحتجاج عليها؟

إن المؤكد اليوم، هو أن الحزب الذي يقود الأغلبية لم يكن في مستوى الالتزام السياسي والأخلاقي مع الشعب المغربي، ولو في الحدود الدنيا، مما كان يقدمه من وعود في الحملات الانتخابية، وما كان يقترحه من أطر لتدبير شؤون الدولة والمجتمع، وما كان يحلم به من أرقام مغرقة في التفاؤل بخصوص الرفع من نسبة النمو، والحد من نسبة العجز، والتشجيع على الاستثمار، وخلق فرص الشغل، وتقديم خدمات اجتماعية تشكل حاجات أساسية لأغلب فئات المجتمع المغربي.

والأدهى من ذلك، الجميع يتساءل عن علاقة قوانين المالية ببرنامج هذه الحكومة، خاصة مع استحضار معطى غياب أي تغير، سواء على مستوى بنائها المنهجي أو على مستوى صياغة فرضياتها وتوقعاتها، أو على مستوى مضمون توجهاتها وغاياتها وأهدافها، وهو ما يثبت بالملموس أنها نتاج عمل مستمر للأطر الإدارية والتقنية المتوفرة داخل القطاعات الحكومية والمؤسسات الوطنية، دون أية لمسة سياسية تضفي عليها طابع الرؤية والاختيارات السياسية للحزب الذي يقودها.

خاصة وأنه في الوقت الذي تعتبر الحكومة مبدئيا ملزمة بالتزام السلوك النموذجي والانخراط في عمليات القطع مع هدر وتبذير المال العام، وتقليص النفقات غير الضرورية، لم تتمكن من تنفيذ شعار محاربة الفساد والقطع مع سياسة الريع المالي، الذي خصص لعدد كبير من الشخصيات، من بينهم رؤساء حكومات ووزراء سابقون وكبار مسؤولين وبعض من ينتمي إلى عالم الرياضة والفن...

بل لم تكن لهذه الحكومة الجرأة في الإعلان عن خلفيات عدم الكشف عن قوائم المستفيدين من ريع المالية العمومية سنويا بدعوى عدم "التشهير"، علما بأن هذا الإجراء لا يدخل سوى في باب العبث بمالية الدولة والمس بجيوب المواطنين دافعي الضرائب. إضافة إلى توزيع أراضي الدولة بالمجان، أو بأسعار الأراضي الفلاحية، وبالتحايل على القانون واستغلال ثغراته، وتحويل مئات الهكتارات المخصصة للمناطق الصناعية إلى مناطق للتجزئات السكنية، في غياب أية محاسبة.

دون الحديث طبعا عن العديد من المسؤولين والموظفين الذين استفادوا من التعويضات الخيالية للمغادرة الطوعية، وعادوا مع وزراء هذه الحكومة إلى "تحمل المسؤولية" عن طريق عقود للاستفادة من ريع المال العام.

لذلك، وفي ظل تنامي حجم الفساد، وبروز أثره في مختلف المشاريع والبرامج العمومية المنجزة، لا المواطنون ولا الفاعلون الاقتصاديون والاجتماعيون والسياسيون رأوا في الواقع أثرا للاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد التي تهلل الحكومة بإنجازها. بل إن ما يتم تداوله على نطاق واسع، هو اللجوء إلى إنشاء شركات بأسماء مقربين من وزراء ورؤساء ومدراء كبار للاستفادة من الصفقات، وارتفاع منسوب الرشوة على مستويات عليا، وهو ما يجعل المتورطين في منأى عن أية محاسبة.

بل وهو ما يجعل منسوب الثقة في العمل السياسي وفي تدبير الشأن العام في ارتفاع متزايد، ويهدد المحطات السياسية والانتخابية القادمة. خاصة مع وقوف الجميع على حقيقة التشبث بعدم إحالة تقارير المجلس الأعلى للحسابات على محاكم جرائم الأموال، وتركها على الرفوف.

وبدل التوجه نحو اتخاذ إجراءات من شأنها كفالة نوع من العدالة الجبائية والإصلاح الضريبي، بإحداث توازن بين الضريبة على الدخل والضريبة على الشركات والضريبة على الاستهلاك، تقوم الحكومة اليوم بالسماح بعودة الأموال المهربة دون معاقبة أصحابها، على غرار عملية العفو الأولى خلال سنة 2014 مع حكومة بنكيران.



#سامر_أبوالقاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجهوية المتقدمة ومأزق السياسات العمومية والقطاعية
- المؤتمر الوطني 19 لاتحاد كتاب المغرب
- الدهاء لن يحول دون عدل الله
- نازلة نائبي رئيس حركة التوحيد والإصلاح (2) فساد وخيانة زوجية ...
- نازلة نائبي رئيس حركة التوحيد والإصلاح (1) أية مقاربة: قانون ...
- يستقبح عيب غيره، ويفعل ما هو أقبح منه
- السيد رئيس الحكومة: قلها واسترح
- الحزب الحاكم والانتخابات القادمة
- وحده الغباء الجمعي جعل -أمينة- غير آمنة
- قضايا التنوع اللغوي بالمغرب
- الحقوق اللغوية
- أَخُوكَ أَمِ الذِّئْبُ؟
- نِعْمَ الْمُؤَدِّبُ الدَّهْرُ
- -إِنَّمَا هُوَ كَبَرْقِ الْخُلَّبِ-
- نسيج العنكبوت: قراءة في -قصص الأنبياء-
- أي خيار غير الذهاب نحو انتخابات سابقة لأوانها؟
- الحزب الأغلبي بين: مصلحية ترميم الأغلبية الحكومية وموضوعية ا ...
- -الفساد- والإنقاذ من الضلال
- التجربة الحكومية لحزب العدالة والتنمية ومعاداة كل الفرقاء ال ...
- العمل والزمن: بهما يحصل التقدم، وبسببهما يتم السقوط في مستنق ...


المزيد.....




- بايدن يعترف باستخدام كلمة -خاطئة- بشأن ترامب
- الجيش الاسرائيلي: رشقات صاروخية من لبنان اجتازت الحدود نحو ...
- ليبيا.. اكتشاف مقبرة جماعية جديدة في سرت (صور)
- صحيفة هنغارية: التقارير المتداولة حول محاولة اغتيال أوربان م ...
- نتنياهو متحدثا عن محاولة اغتيال ترامب: أخشى أن يحدث مثله في ...
- بايدن وترامب.. من القصف المتبادل للوحدة
- الجيش الروسي يدمر المدفعية البريطانية ذاتية الدفع -إيه أس 90 ...
- -اختراق شارع فيصل-.. بداية حراك شعبي في مصر أم حالة غضب فردي ...
- بعد إطلاق النار على ترامب.. بايدن يوضح ما قصده في -بؤرة الهد ...
- ترامب يختار السيناتور جي دي فانس لمنصب نائب الرئيس


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامر أبوالقاسم - حكومة العثماني: بين حلم الادعاء وواقع الإخفاق