|
نظرية جديدة للزمن _ الباب الثاني فصل 2
حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 6435 - 2019 / 12 / 11 - 06:53
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
1 مشكلة الوقت ؟! العلاقة بين الوقت والزمن _ وتتعقد أكثر بعد إدخال الحاضر ، تشبه قصة داخل قصة ، أو علبة داخل علبة ، ...وهكذا تتعقد الصورة كثيرا بعض إضافة أجزاء الساعة أو مضاعفات السنة _ هي علاقة الجزء والكل النموذجية . لكن الوقت يمثل الجزء الخاص ( الذي يحوي جميع عناصر الكل ومكوناته ) والفرق بينهما كمي ، في النسبة والدرجة فقط لا في النوع . ومن جانب آخر ، الوقت يمثل هنا ، بينما الزمن يشمل هناك وهنا بالتزامن . كما أعتقد أن الموضوعية عامل مشترك بين الوقت والزمن ، ولهذا السبب يتزايد اعتبار الوقت يمثل المعيار الجديد _ الموضوعي والمشترك _ بين مختلف المعايير الحديثة . أو في المقاييس الحديثة يكون الزمن بعد رئيسي وثابت ، مثال ساعة الشطرنج حيث النتيجة تعتمد على المهارة أولا وعلى الزمن ثانيا ، فقط بحالة التعادل يفوز من كان أسرع ( أو زمنه أقل ) . .... " الوقت مال " عبارة كانت شهيرة طوال القرن العشرين ، وتزامنت مع انتقال الاعتماد الإنساني بصورة عامة من الساعة البيولوجية ( الحدس والشعور ) إلى الساعة الموضوعية والحديثة ، أو الإلكترونية بنسختها الحالية ( المعايير الموضوعية ) ، بعدما حدث تحول نوعي في صناعة الساعات ودقتها _ حيث مقدار التأخير أو التقديم في الساعة الحالية أقل من ثانية كل 33 ألف سنة . بينما في المقابل الساعة البيولوجية أو الحدس والتقدير الذاتي يكون على خطأ غالبا ودقته معدومة . .... المشكلة الأكثر تعقيدا تكمن في ازدواج الحاضر : 1 _ الحاضر السلبي ( حاضر _ ماض ) وهو الأكثر مباشرة وقربا للحواس ، يبتعد في الماضي كل لحظة ، وبسرعة ثابتة هي نفس السرعة التي يقترب فيها الحاضر الإيجابي . 2 _ الحاضر الإيجابي ( مستقبل _ حاضر ) له نفس سرعة الحاضر السلبي ويعاكسه في الاتجاه ، حيث يقترب كل لحظة بنفس سرعة تباعد الحاضر السلبي ومعه الماضي كله . .... 2 الزمن والوقت والحاضر ؟! .... ما نوع العلاقة التي تربط بين الزمن والوقت والحاضر ؟ يمكن تطبيق التصنيف الثنائي _ أيضا المنطق الثنائي _ على معظم القضايا المعاصرة ، وتلك أحد أهم تطبيقات البرمجيات الحديثة بالاستفادة المباشرة من الخوارزمية . الخوارزمية كما أفهمها ، نوع خاص من المنطق يتضمن ما سبقه ، كما أنها تمثل الحل المنطقي والعملي بالتزامن لقضية الجدل ، من خلال المنهج الثلاثي لحل قضية معقدة : 1_ الاختيار 2 _ التسلسل 3 _ التكرار ( ناقشت الخوارزمية في بحث خاص ، ومنشور على الحوار المتمدن ) . بعبارة مختصرة ، تتضمن الخوارزمية المنهج الجدلي والتعددي معا ، ويمكن استخدامها بكلا الحالتين بحسب الحاجة ونوع القضية ( المشكلة ) . للمنهج الثنائي ، ( أو التصنيف الثنائي ) ميزة أساسية ، لكن تتلازم معها سلبية أساسية بالتزامن ، خسارة الدقة والتحديد مقابل تحقيق الوضوح ( السهولة والبساطة ) . الحاضر جزء من الوقت ، بدوره الوقت جزء من الزمن ( هذه فرضية ثابتة ، إذا حدث تغيير في فهمي لها سأعلن ذلك مباشرة مع توضيح السبب المنطقي أو التجريبي الذي دفعني إلى تغيير الموقف الحالي ) . الحاضر أحد احتمالين أو اتجاهين _ يتعذر دمجهما أو جمعهما _ متناقضين بطبيعتهما : السلبي والايجابي ، وهو المصدر الموضوعي للمفارقة الإنسانية . 3 المفارقة الإنسانية نمط العيش الادماني ( وفق العادات والتقاليد والتكرار ) ، وهو الأعلى تكلفة على الفرد والمجتمع ، كما أنه الأصعب أيضا_ من جانب الجهد والطاقة _ من أي شكل آخر للعيش على المدى البعيد ، حيث يكاد يتساوى مع حالات العدمية والفوضى التي تنتشر خلال الكوارث والأوبئة في أجزاء عديدة من العالم الحالي . والسؤال المثير للدهشة والاستنكار معا ، لماذا يفسد الكثير من البشر حياتهم في العادات الادمانية ، عادة قبل الأربعين وفي معظم الثقافات ، مع أنهم على درجة من الوعي والذكاء في بقية مجالات الحياة المختلفة ؟! حياتي وتجربتي المزدوجة ثقافيا واجتماعيا تتلخص بفكرتين : 1 _ الاختلاف الحقيقي بين المصلحة المباشرة للفرد ، وبين مصلحته المتكاملة والروحية . بعبارة ثانية ، لا يستطيع الانسان الجمع بين الحاضر ( هذا الأسبوع أو السنة ) والقادم ( بعد خمس سنوات وأكثر ) بنفس درجة الاهتمام ، ستكون الأولوية لأحدها على حساب الثانية . 2 _ مشكلة الحاضر المزدوج ، والمتناقض بطبيعته ؟! وهذه الفكرة تنطوي على تناقض حقيقي وليس مغالطة شكلية أو منطقية فقط ( ازدواج الحاضر واستمراريته بنفس الوقت ) . توجد حقيقة موضوعية ، يمكن ملاحظتها بشكل دائم وبلا استثناء ، محيرة ومدهشة بالفعل : الحاضر السلبي والايجابي متناقضان في الاتجاه ، مع أنهما استمرارية ثابتة ومتكررة ! وسواء أكان الفرد ( ...) يعتمد في حياته ، وفي منطقه العقلي ، على المبدأ الالهي أو العلمي أو الطبيعي أو غيرها _ تبقى النتيجة نفسها _ لا يمكن أن يكسب الانسان في الحاضر السلبي والايجابي معا . تتوضح الفكرة أكثر ، من خلال الحاضر والمستقبل ، حيث مصلحة الفرد غالبا ما تنطوي على تناقض ثابت ( المصلحة المباشرة تتناقض مع المصلحة البعيدة ) . وهذا الموضوع ناقشته بشكل تفصيلي وموسع في نصوص سابقة ومنشورة أيضا . قلة نادرة من البشر يدركون ذلك باكرا . شخصيا لست منهم ، أعرف وأعترف . بعد الخمسين أدركت هذه الفكرة / الخبرة ، التي أحاول التعبير عنها وفق تجربتي الشخصية ، بقدر ما استطيع من الوضوح والمصداقية . لقد تعلمت من الثقافة ، وبفضل العديد من المعلمات والمعلمين ، أكثر من الحياة الاجتماعية . .... الحاضر المزدوج والمدهش والمحير بطبيعته : نصفه أمامنا ، ونصفه خلفنا بالتزامن ؟ وهذه حركة الزمن والوقت ، التي تشكل المحور الأول في الحاضر ، حيث الحركة اللثابتة والمزدوجة ( من المستقبل إلى الحاضر الإيجابي ، بالتزامن مع تسرب النصف الثاني من الحاضر السلبي إلى الماضي بنفس السرعة ) ، .... وتعاكس حركة الزمن بالاتجاه ، حركة الحياة _ والتي تشكل المحور الثاني في الحاضر ( من الماضي إلى الحاضر ، بالتزامن مع تدفق الحياة المزدوج عبر الحاضر إلى المستقبل ) . ما تزال الصورة غير واضحة تماما في ذهني ، وللأسف لا وجود لمراجع أو أي مصدر مساعدة ، عدا الحوار من خلال هذه الكتابة مع التفكير المركز ، والملتزم بالموضوع ! في حقيقة الأمر ، هذه الفكرة هي أقرب إلى التفكير بصوت عال ، ودعوة مفتوحة للمهتمين بالموضوع ، ....ربما ننجح بالتقدم ولو خطوة في الفهم والكشف ، وعلى الأقل يستفيد من يأتون بعدنا من العثرات ، للبحث تتمة .
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ملحق خاص باتجاه حركة الزمن
-
نظرية جديدة للزمن _ الباب الثاني فصل 1
-
نظرية جديدة للزمن _ الباب الثاني
-
نطرية جديدة للزمن _ الباب الأول ويتضمن 3 فصول
-
خلاصة الفصل 3 وتكملته _ نظرية جديدة للزمن
-
نظرية جديدة للزمن _ الفصل 3
-
مثال تطبيقي _ على ما سبق ايضا ( جدلية الجد _ة والحفيد _ة ...
...
-
نظرية جديدة للزمن ، الفصل 1 و 2 مع الملحقات
-
نظرية جددية للزمن _ مثال تطبيقي
-
نظرية جديدة للزمن _ الفصل 2
-
تكملة الفصل 1 ( النظرية الجديدة للزمن )
-
النظرية الجديدة للزمن _ الفصل 1
-
نظرية جديدة للزمن ( طبيعته ، وحركته ، واتجاهه )
-
الألم النفسي _ خلاصة بحث سابق
-
خلاصة بحث السفر في الزمن
-
فكرة السفر في الزمن
-
لأن الحاضر مشكلة ( تكملة السفر عبر الزمن )
-
السفر عبر الأزمنة ...بين الحقيقة والوهم
-
بحث في طبيعة الزمن 3 _ بدلالة المستقبل
-
بحث في طبيعة الزمن _ ملحق وهواش
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
-
المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع
/ عادل عبدالله
-
الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية
/ زهير الخويلدي
-
ما المقصود بفلسفة الذهن؟
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|