أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالرحمان الصوفي - الأنماط السردية في - سمراء وشاي - لفوزية الفيلالي -















المزيد.....

الأنماط السردية في - سمراء وشاي - لفوزية الفيلالي -


عبدالرحمان الصوفي

الحوار المتمدن-العدد: 6433 - 2019 / 12 / 9 - 23:21
المحور: الادب والفن
    


دراسة نقدية ذرائغية مستقطعة لديوان ( شعر وخاطرة ) " سمراء وشاي " للشاعرة " فوزية أحمد الفيلالي " / عنوان الدراسة النقدية المستقطعة ( مؤشرات الأنماط السردية في " سمراء وشاي " ) / الجزء الأول / بقلم : عبدالرحمان الصوفي المغرب

1 - المقدمة :
الخاطرة المموسقة هي فن التعبير عن خوالج النفس وما يعتمل فيها من صراعات يعبر عنها الكاتب دون الالتزام بشروط أو قيود مثل الوزن أو القافية أو نمطية الشعر الحر أو النثري ، وتختلف كذلك عن القصة القصيرة ، إذ تصنف بينهما ( الشعر والقصة القصيرة ) . يقول الدكتور " عز الدين اسماعيل : " وهذا النوع الأدبي يحتاج فيه الكاتب إلى الذكاء ، وقوة الملاحظة ، ويقظة الوجدان ..." ( 1 )
الخاطرة جنس أدبي كغيرها من الأجناس و الفنون الأدبية، تشابه إلى حد كبير، أساليب القص القصير أو الرسالة الأدبية أو القصيدة النثرية, إلا أنها تتميز عنهم بأنها غير محددة بموسيقى شعرية داخلية أو بتفعيلة موسيقية، وتخلو من التفصيلات الفنية الخاصة بالبناء الفني للقص، و الخاطرة، تعبير غير مقيّد عما يجول بخاطر الكاتب بشكل شعوري خاص به، بقالب أدبي بليغ، يكثر فيها التصوير بالكلمات، لكونها انفعال وجداني، وتدفق عاطفي حر، غير مقيد بنهاية، وهذا بائن من اسمها (خاطرة)، أي ذكر بعد النسيان، يكون وليدًا اللحظة أو الحين بزمن قصير، فهي تكتب عند لحظة حدوث موضوعها أو بعده بقليل، ولا تحتاج لإعداد مسبق, ولا تحتاج لأدلة أو براهين. هي من الأنواع [1 نفسه]النثرية التي نشأت أخيرًا في حجر الصحافة, ولكنها تختلف عن المقال من عدة وجوه، فهي ليست فكرة ناضجة وليدة زمن بعيد، بل فكرة عارضة طارئة، كذلك هي ليست فكرة تعرض من كل الوجوه بل هي مجرد لمحة، هي جنس أدبي([2])نثري يمتاز بكثرة المحسنات البديعية، من صور واستعارات وكنايات وتشبيه وتشخيص بعمق انزياحي أو رمزي، بمقطوعة أدبية موجزة وقصيرة, يلقيها المتكلم خطيبًا أو ويكتبها نصًّا أدبيًّا عن قضية أو مسألة محددة,أو ما يخطر بباله من أفكار، قد أعدّها الكاتب مسبقًا في زمن قصير دون استطراد أو إطالة أو مداخلة .( اللجنة الذرائعية للنشر ) .
سنتتبع في دراستنا النقدية الذرائعية لديوان ( شعر وخواطر ) المعنون ب ( سمراء وشاي ) ل "فوزية أحمد الفيلالي " مؤشرات الأنماط السردية " . الجزء الأول سيشمل بالتحليل بعض الخواطر ، والجزء الثاني سنهتم فيه بالشعر في ديوان ( سمراء وشاي ) .

--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

2 - توطئة :

جاء في الموسوعة الذرائعية ( كتاب النظرية الذرائعية في التطبيق ) (3) ما يلي :
" ... شكل الخاطرة وموقعها في الأدب:
تتكون الخاطرة من : العنوان -- المقدمة – الموضوع الأساسي – الخاتمة - ولا تعني الخاتمة نهاية الخاطرة .... يشترط أن تكون المقدمة صغيرة الحجم، وأن لا تطغي جوهر الموضوع الاساسي، و تكون نوعاً من التقديم الأدبي الموجز بصورة جمالية وليس سردية . يحدد الكاتب فيه الموضوع الأساسي ، وما يريد أن يكتب، حزناً أم فرحاً أم عشقاً ... إلخ , وعندما يحدد الموضوع لابد أن يرسم في ذهنه ،الصور الأدبية والجمالية بكلمات منتقاة بإستخدام المحسنات البديعية، التي يتضمنها هذا الإطار، و تحديد الهدف الأساسي بوضوح ليأخذ تسلسلًا منطقيًّا أدبيًّا في عملية الكتابة، مع اختيار عبارات ذات جمالية بعمق سردي، ثم يختمها متى ما أراد، غير محدّد بنهاية مشروطة .... إذًا هي جنس أدبي مختلف، يقع بين المقالة والقص القصير والقصيدة النثرية، كما تحدّث عنها السيد قطب في كتابه (النقد الأدبي أصوله ومناهجه) قائلًا : "هناك نوعان من العمل الأدبي نطلق عليهما لفظ المقالة, وهما يتشابهان في الظاهر ويختلفان في الحقيقة, فأحدهما انفعالية وهي الخاطرة، والأخرى تقريرية وهي المقالة, وتختلف الخاطرة عن المقالة من حيث الحجم بأن الخاطرة مختصرة جدًّا وعباراتها قليلة لكنها مركزة." –وذكر الدكتور عز الدين إسماعيل في كتابه (الأدب وفنونه) عن فن الخاطرة قائلًا: "وهذا النوع الأدبي يحتاج في الكاتب إلى الذكاء, وقوة الملاحظة, ويقظة الوجدان" . وقد تتعدّد أشكالها ما بين قصر وطول كما يلي ([4]):
▪ خاطرة قـصــيرة
▪ خاطرة متوسطة
▪ خاطرة طــويلــة
وكل تلك الأنواع الثلاث تعتمد الأسلوب الأدبي العميق، و المكثّف خياليًّا بدرجة انزياح عالية، أو رمزيًّا بأعمدة رمزية مخبوءة بين سطورها .
صفات الخاطرة الأدبية:
1- أنها ذهنية عارضة تحتاج إلى ذكاء وفطنة .
2- يغلب فيها الجانب الوجداني على الجانب الفكري بالإحساس الصادق والعواطف الجياشة .
3- ليس لها مجال أو موضوع محدد .
4- لا تحتاج إلى أدلة وبراهين عقلية أو نقلية .
5- تلائم العصر الذي نعيش فيه .
6- -سهولة التوجيه والفهم لمختلف النزعات والميول و الثقافات .
7- لا تلتزم الخاطرة بأسلوب معين : فقد يكون الكاتب جادًّا وموضوعـيًّا, وقد يكون ساخرًا متهكـمًا. وكثير من الناس يعتقد أن الخاطرة وثيقة تحمل بين طياتها الحزن والكآبة والألم وهذا غير صحيح, بل هي مساحة واسعة للخاطر
والمشاعر الصادقة من فرح و حزن و حـب وشوق و فخر و عزة ...إلخ.
خصائص اللغة والأسلوب في الخاطرة :
1- التشويق في العنوان، ويفضل أن يكون مقتبس من سياق الخاطرة, قوي التعبير, عميق المعنى و مؤثر في النفوس .
2- التكامل الفني من بدء وعرض وخاتمة ويسمى موضوعها بالعرض أو المغزى أو الهدف وهو المعنى والروح الحركية التي تشد القارئ وتجذب
الانتباه وتحقق خاصية التشويق .
3- الفكرة الواضحة والتوازن في الجمل والألفاظ المترادفة, فمن شروط النجاح أن يكون الأسلوب واضحًا, و مصدره عقلي بالاستعانة بعناصر بلاغية موضحة للمعنى، مع استخدام الطباق والجناس والتورية والتشبيه والتشخيص لتوضيح الفكرة وازديادها عمقًا, وتحقق الوضوح أيضًا في التناسب والتلاؤم لمستوى إدراك القارئ، و يجب أن تكون التراكيب شفافة وسهلة بعيدة عن التعقيد والجفاف.
4- حسن اختيار الألفاظ المناسبة للمعنى والمراد .
5- القدرة على كسب الانسجام والإبداع مع الموضوع و القـرَّاء و الزمان .
7- التلاؤم ورشاقة الإيحاء والتصوير الجميل و إحياء المواقف, فعندما تحوي الخاطرة موقف معين يجب على الكاتب أن يجعل في ذهنه تحويل هذا الموقف عبر مرآة الحروف إلى مشهد يجعلنا نشاهده بأعيننا وذلك باستخدام الوصف الدقيق والموجز .
8- الحس الفني الرفيع و الصنعة المطبوعة وإسباغ الخيال والتصوير من تعابير مجازية و كنايات ، تجعل للخاطرة رونق ونكهة محببة .
9-الاختصار البارع والبعد عن الإطالة والإسهاب ....." ( المرجع ( 3 ) نفسه ) .

--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

3 - مؤشرات النمط السردي

يعرف النمط السردي بالأسلوب السردي أو النص السردي ، والسرد هو نقل وسرد أحداث واقعية أو خيالية
يعتبر السرد عملية تواصل تتضمن قصا قابلا للنقل ، يترتب عنه وجود وقيام بناء زمني ، تتعاقب فيه أحداث ، بوصف الزمن تنظيما لمكونات قصة ، أو حكي وهو الذي يحدد العلاقات الزمنية الكرونولوجية وما ترتبط بها علاقات مكانية ، بين القصة والحكي من جهة وبين النص من جهة ثانية ، فالبنى القصصية تقدم خصائص متكررة على نحو لافت يمكن ملاحظتها من متلقي العمل في تواترات أو في اطردات مميزة تشيد نحوا قصصيا . لكن ينبغي التفريق بين المتن الحكائي والبنية السردية وهذه الأخيرة موجودة في الكثير من الأشعار العربية ، نذكر قصيدة الشاعر عبديغوث اليمني ، وفي عينية أبي دؤيل الهذلي وبعض قصائد السياب وغير هؤلاء والأمثلة كثيرة جدا ...

تقول " فوزية أحمد فيلالي " في " أقوال شاعرة ... خاطرة " الصفحة 9

قال : القلادة ثمينة والجيد أجمل
قلت : أراك تتغزل بقوامي أمام العسكر
الوقت صبح وأنت خارج من صلاة فجر
قال : في الجمال لا أخاف المخفر
قلت : ويحك أما تهاب حد السيف ؟؟
أم العشق أعمى عينيك ...
فأصبحت شفتاك عن البوح لا تتأخر
قال : أموت فوق الصدر لا أتأثر
قلت : احذر ...!
فزوجي ثائر ولا يتأخر
سيفه يتناثر شظاه
كالعهن وشوك الصنوبر
قال : مرحبا بالاستشهاد
على خمر وصدر

ينهض السرد بإبراز الاتساق والتتابع ، وهذا ما يظهر بوضوح في هذه الخاطرة المموسقة المعنونة ب ( أقوال شاعرة ... ) ، ، والبنية السردية هنا ليست متعددة الأصوات ، وإنما ذات صوت واحد ( أقوال شاعرة ، هو صوت الراوي ( الذات/ الشاعرة ) ، أما المروي عنه فموجود من خلال زمنية الفعل الماضي ( قال ) . أما المروي له فلا يملك حضورا مباشرا وقويا وواضحا في نص الخاطرة ، ولكنه موجود ، لأن المسرود له مثله كمثل السارد ، وهو أحد عناصر الوضع السردي الذي تميزت به القصيدة ، ويقع بالضرورة على المستوى القصصي نفسه ، أي أنه لا يلتبس قبليا بالقارئ ولو الضمني ، أكثر ما يلتبس السارد بالضرورة بالشاعرة ، ويقبل المنطق بقوة في البنية السردية ، حيث تبدو أدوات الربط المتواجدة في النص بوضوح وصول الرسالة الديناميكية للنص ( قال / قلت ) ، وتبدأ الخاطرة بالزمن الماضي ( قال ) ثم ترتد للزمن الحاضر ( قلت ) ، مما يرشح لوجود بنية حوارية صريحة أو يمكن أن نسميه ( تداعي حر / أقوال شاعرة ) ، ويتوضح الأمر أكثر حين تنتقل الخاطرة لزمن الأمر ( احذر ...! / حضور شخصية الزوج ( الشخصية الثالثة ) ( فزوجي ثائر ولا يتأخر ) .

تقول في خاطرة ( كنت سأكلمه ...( مرثية ) :

كان يدخن سجارته
نشوان
جالس بجانبها لا يبالي
على حافة القدر
له موعد
ابتسم في وجه أمه قائلا ...
سأمضي ومعي دخاني
رائحة قهوتي ستذوب
في جوف فنجاني
وغدا سأودعك أمي بأحضاني
أتراه أخطأ قول المعاني
عوض إلى اللقاء
قال وداعا للغرف وهواء المكان
ابتسمت في وجهه وقالت ...
بالله عليك من هاتفك
لا تنساني ...
سأسافر وأعود من ثاني
أتراه مع القدر كان له
موعد ثاني
قبل الفجر انتهت حكاية
محمد وحميد لقب ثاني

تحمل كلمة ( مرثية ) التي صاحبت العنوان نبرا عاليا ، يؤشر لتوتر حاد ، ثم يليه ( كان يدخن سجارته / نشوان / ضمير الغائب / الحاضر ( كان / هو ) يحمل في طيات مضمونه المستثر إشارة بأن الخاطرة تبدأ قبل بدايتها الملفوظة ، ويتضح ذلك من خلال ( على حافة القدر / له موعد ) ، لتصبح الغاية التوجع والجزع من نوائب الزمن ( سأمضي ومعي دخاني / قال وداعا للغرف وهواء المكان ) . صوت الأم هو الصوت المغاير في النص ، وليس هناك ما يمنع أن يكون هذا الصوت هو صوت الذات الساردة نفسها عن طريقة المونولوج ، وهو تكنيك من تيكنيكات الخاطرة والرواية خاصة يستخدمه المؤلف في تقديم المحتوى الذهني للشخصية ... وقد نجحت " فوزية فيلالي" في المونولوج من النوع الصامت ، الذي أصبحت فيه الذات الساردة تخاطب نفسها متوجعة متألمة ( أهي الحياة كقصة أبي لهب / نار تحرق الجفون / تكوي القصور / والمصائب تزيد الحطب ) ...

تقول في خاطرة ( ما جوابي ؟ ) : الصفحة 116 و 117

أنا العاشقة ...
في بحورك أجدف
تتقادفني أطيافك
تارة أخفو
تارة أطفح
أتشبت بحرفك الأخير
رافعة سبابتي بالتشهد
ليس من طبعي الاستسلام
عيونك فيها انجذاب
تشدني إليها بقوة العشق
كبريائي يمنعني
أتداعى ...؟
وأنا العاشقة ...
كيف لي أن أهرب مني
من خواطري ...
من أرقي الذي وقع اتفاقية
الكرى مع جفوني
فتشت في نواميس الحب
وطابوهات فرضت على النساء
علني أنفذ إلى برج من أبراجك العاجية
دون ذنب ولا قيد اغتراب .

وتبدو البنية الحوارية التي تقع في اللغة المعترضة التي تقع وسطا بين المناجاة واللغة السردية ( الاقتضاب والتكثيف ) أي الديالوج بوضوح من خلال حروف (هيكنا ) ( أنا - كاف المخاطب - ياء المتكلم ) التي عوضت ( قلت / قال ) ، والغرض من وجودهما في النص التفاغل والاستجابة والاقتراب من الآخر من خلال زمنين ( الماضي والحاضر )
أحادية الصوت داخل النص هي مونولوجية تكسر مركزية الصوت ، ونعني بمركزية الصوت تكريس صورة الصوت الواحد عبر الخطاب في الخاطرة . الذات الساردة تخبرنا ضمنيا بحوار حدث ، ولا تنقله مباشرة ، فتيمة نقل الكلام ومناقشته من خلال الصوت الارتدادي خاصية يتمتع بها الإنسان دون غيره من الكائنات ، وعملية الارداد تقوم في النص على العودة إلى لحظة زمنية تنتمي الى الماضي ، وهذه اللحظة الزمنية الماضية لها ثقلها الضاغط على الذات الساردة ، والارتداد يقوم بعملية الربط بين الماضي والحاضر النصي ، وقد ساعد هذا الارتداد على كشف الوجع /الألم الذي يعتصر الذات الساردة ، حيث بدا الزمن في النص متوقفا في الماضي ولا يكاد يتحرك ناحية الحاضر أو المستقبل إلا قليلا.
وهكذا نلاحظ توالي عملية التداعي الحر عبر الزمان بطريقة عفوية ، كان لها أكبر الأثر في الكشف عما يعتمل داخل الذات الساردة ، امتداد زماني في لحظات يشتغرقها الحكي ، على اعتبار أن الكلام ليس تعبيرا تواصليا فقط وجماليا فحسب بل أيضا ضرورة فطرية فبه تتحقق إنسانية الإنسان .

تقول في نص " لست أدري ...." :

كيف تنظر في عيناي
ودموعك تسقي الخد
وتأبى تراتيل الفجر
أما قرأت ورد اللواعج
ومعنى صلاة التهجد
كيف تمنعنى لحظة
غفوة أغمضت جفني
بلا وثيقة ولا موعد
أهي معادلة عصبية
صدمة كهربائية
أصابت مكلوما
بعشقك في بحاري
النسيان
وكتبت ذاك العهد
ما حي إلا شبح
لا يفارق ظلك

إشكالية التمييز بين الخاطرة وقصيدة النثر:

لعدم وجود ذكر للخاطرة في كتب الأولين العرب ، اجتهد بعض الكتاب بوضع بعض التعريفات لها، و يمكن البحث عنها واستلهام خصائصها من الواقع الأدبي الراهن ، لذا تصنف ضمن النصوص النثرية لتشابهها مع المقالة الأدبية، تبعدها عن النص الشعري النثري لعدم احتوائها على موسيقى داخلية, وعن القص المكثف لعدم احتوائها على عناصر القص الفنية من صراع درامي وعقدة وإنفراج ونهاية، فهي تعبِّر عن فكرةٍ آنية حرة طارئة أو إحساسٍ معيّن يجول بخاطرِ كاتبها، فيصيغها باعتماده على بعض المحسنات البديعية في هذا النوع من الكتابة، فمن الكتَّاب من يقوم بكتابة نصِّهِ النثري أو الخاطرة، تمامًا كما يكتب قصيدة التفعيلة، أي موزَّعة على أسطر تطول وتقصر بحسب التداعي الشعوري، مع ضبط علامات التنقيط وضبط مواقعها الحقيقية بحجة تسيد النص على الجنس الأدبي وحرية الفن الأدبي، ومنهم من يلتزم بجنسها الأدبي المنثور، وكما تراه الشاعرة العراقية نازك الملائكة في هذا الخصوص حين تقول : "القارئ المتوسط والأدباء ليسوا شعراء إلا في النادر، ولذلك حكموا بأن الشعر الحر نثر لا وزن له ولا قافية، وكان ذلك ظلمًا فادحًا وغمطًا لحقوق شعراء ينظمون كلامًا موزونًا يجهدون فيه، فلا تكون مرتبتهم أعلى من مرتبة أناس آخرين يكتبون نثرًا لا جهد فيه ويقطعونه على أسطر دونما داع أدبي"([6])....

--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

يتبع
عبدالرحمان الصوفي / المغرب
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

المراجع :

[1] - الدكتور عز الدين إسماعيل –الأدب وفنونه – دراسة ونقد – دار الفكر العربي – ص168
[2] - الموسوعة العربية
[3] - الموسوعة الذرائعية / النظرية الذرائعية في التطبيق
[4] - أفنان عبدالله أحمد الغامدي – الكتابة الأبداعية – مشروع ميداني في مجال الموهبة والتفوق العقلي ESPE-462- ص 14
[5] - د. محمّد أحمَد الأسطل- الخـاطِــرةُ الأدبيــّة-
[6] - الدكتورة الشاعرة العراقية نازك الملائكة – قضايا الشعر المعاصر – ص 156



#عبدالرحمان_الصوفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاحتمالات المتحركة في المضمون ( ثلاثية المسار السردي ) في ا ...


المزيد.....




- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالرحمان الصوفي - الأنماط السردية في - سمراء وشاي - لفوزية الفيلالي -