أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد عبد المجيد - أيها المصريون.. نعم أنا نذل، وسنغتصبكم فردا .. فردا















المزيد.....

أيها المصريون.. نعم أنا نذل، وسنغتصبكم فردا .. فردا


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 1563 - 2006 / 5 / 27 - 13:27
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


الآن لم يعد الأمرُ مقبولا لدي، فقد فعلتُ كل ما في وسعي لأثير فيكم أي مشاعر لخليفة الله على الأرض فقابلتنموني بأجهزة عصبية عاطلة عن العمل، وبلادة حسّية تنفر منها أقل شعوب الدنيا شأنا وتحضرا وإنسانية.
لعلكم سمعتم آخر الأخبار وهي أنني بدأت في تطبيق دروس أبو غريب وجانتانامو على أولادكم وفلذات أكبادكم، وقد أمرت باغتصاب بعضهم، واستجاب فعلا كلابي من رجال الأمن لتوجيهاتي وقاموا بانتهاك أعراض طالبات وطلاب كان من المفترض أن يكونوا على مدرجات الجامعة يتلقون العلم ويمارسون حقوقهم المواطنية الكاملة.
استيقظت صباح اليوم مبتسما وأنا أتذكر القاضي الذي صفعنا وجهه بالأحذية بعدما سحلناه أرضا وهويصيح باكيا: كيف سأقف أمام الناس وأحكم بالعدل بعدما مرغوا كرامتي بتراب الوطن؟
ومر شريط طويل في ذهني عن ربع قرن من أعفن وأنتن وأحقر وأحط أساليب العبودية والاذلال والمهانة التي مارسها حاكم ضد الأمناء على أقدم حضارات الأرض، فلم يقع في يدي شيء من بلدكم إلا خربته، ومزروعات سرطناها، وفساد جعلناه سمة البلد كلها، ولصوص أسبغت عليهم حمايتي، وسجون جعلتها مقرات تعذيب لعشرات الآلاف من أهلكم، وقوانين طواريء لو طبقتها على أكثر العبيد طاعة لتمردوا، وخرجوا كلهم يسحلونني ورجالي وزبانيتي وكلابي في شوارع القاهرة.
كان لديكم أمل أن تخرج مصر كلها، بنقاباتها ومثقفيها ومفكريها وطلابها وأكاديميها ومحاميها وإعلامييها مرة واحدة ولعدة ساعات فقط، لكن السبعين مليونا الذين قلت أنا فيهم أنني لم أجد رجلا واحدا يحل محلي أو يصبح نائبا لي أنابوا عنهم عدة مئات، وفضل الباقون ممارسة حياتهم الموتية الطبيعية في سكون وسكينة .
هل تعرفون محمد الشرقاوي؟
شاب صغير السن لو نطقت مسامات جسده كله لسمعت فقط كلمة: أحب مصر
هذا العاشق لبلده والمتمرد على أسياده والرافض لي ولابني قررنا أن نعلمه آداب السُخرة كما حاولنا مع كثيرين قبله.
جعلنا جسده الذي يتغني بحب مصر يشهد على أنياب كلابي، وقمت باعطاء التوجيهات بأن كل الذين وقفوا يدعمون حقوق قضاتهم ينبغي أن ننتهك أعراضهم، ونجعلهم يلعنون يوم أن ولدتهم أمهاته مصريين م، لكنهم يزدادون صلابة وإيمانا وعشقا لهذا البلد الذي أقسمت لابني أن أحرقه كله ولو أدى الأمر لدفنتكم جميعا تحت ترابه.
كم كان كلابي من رجال الأمن يضحكون، ويصرخون كالجنود الأمريكيين تماما في سجن أبو غريب وهم يتلذذون بتعذيب أهل البلد، وامعانا في اذلالكم طلبت أن تشهد الدنيا كلها ووكالات الأنباء وجمعيات حقوق الانسان ومستر جورج بوش وكل رؤساء الأحزاب وكل رجال الدين الاسلامي والمسيحي أنني الأكبر والأقوى والسيد وأن المصريين لن يثوروا ولو أمرت باغتصابهم فردا .. فردا.
بماذا تشعرون وأنتم تقرأون لابراهيم عيسى وعادل حمودة وعبد الحليم قنديل وعبد الله السناوي وعشرات غيرهم في صحف يقرأها مئات الآلاف؟
ولازلتم كما عهدتكم، تتركون الأهم لتمسكوا بأهداب الصغائر، فتصغر مصر أمام الحزب، وتتضائل مقارنة بالجماعة، وينجح الانتماء الطائفي أو الايديديولوجي أو الحزبي أو السياسي قبل مصر التي تدعون عشقها وحبها والهيام بها.
أعترف لكم بأنني أقف الآن عاجزا تماما عن الاتيان بأي نوع من المهانة والسرقة والكوارث والمصائب والنهب والاذلال والتعذيب والظلم يغضبكم ولو قليلا، ويجعلكم تلبون نداء واحدا من أي جهة كانت فتخرجون لتشهد السماء بأن أهل مصر يستحقون شرف العيش على أرضها.
كان من الممكن لقضاتكم في ناديهم أن يسحبوا الاعتراف من شرعيتي، وأن يقوموا بتكوين مجلس قضائي ( ترويكا ) من أربعة قضاة شرفاء يتولون حكم مصر إلى حين اجراء انتخابات.
كان من الممكن أن تتسلل خفية مشاعر وطنية مخلوطة بحب لمصر وثأر لشرفها وغضب لانتهاك حرماتها واحترام لبدلة عسكرية تحمي تراب الوطن من مغتصبيه، فيخرج جنرالات من ثكناتهم، ويخرج معهم الغضب .. كل الغضب بعدما اكتشفوا أن أهلهم وأولادهم وبناتهم وأحبابهم وأبناء بلدهم يتعرضون لأكبر مهانة وقمع وقهر من القائد الأعلى للقوات المسلحة.
هل أنتم الآن مستعدون لوضع جباهكم تحت حذاء ابني؟
هل ستغضبون من الرسالة وكاتبها ، وتغضون الطرف عن الحقيقة التي ترفضها كل حشرات الأرض وديدانها؟
هل أعددتم التبريرات سلفا لكي يقف ابني على ربوة عالية ويتبول على بهية وأنتم تصفقون، وتهللون، وتتسابقون لتنسيق كلمات الولاء والطاعة؟
هل تمكنتم من اقناع نفوسكم الذليلة بأن الله أمركم أن تطيعوا سادتكم وطغاتكم ومغتصبيكم ومنتهكي أعراضكم حتى لو جعلوا مصر من ثغرها إلى أسوانها وسلومها فراشا واحدا يتم فيه اغتصاب كل أبناء وبنات هذا البلد العريق وسط قهقهات وضحكات فرح وغبطة من كلابي .. رجال الأمن؟
سأمنحكم فرصة واحدة أخيرة وهي الانتفاضة الشعبية المصرية في 23 يوليو 2006 التي لم يكلف واحد من كباركم نفسه عناء الرد عليها، ولم يجرؤ محرر واحد من عمالقة المعارضة أن يشير إليها في صحافته، وكانت الرسائل الملحقة ببيان الانتفاضة موجهة إلى الاخوان المسلمين والأقباط والقضاة ومحمد حسنين هيكل ومؤيدي أيمن نور ومن له ضمير في مباحث أمن الدولة والمخابرات والجيش، لكن كان الصمت أبلغ دليل على أن الأمر لا يعنيكم، وأن عدة مئات يتظاهرون أمام كاميرات الفضائيات يحققون للوطنيين مآربهم وأحلامهم في الاستمرار بالادعاء أنهم معارضون لي.
ورفضت عشرات المواقع الحرة والصارخة في وجهي والبعيدة عن قبضة كلابي على النت أن تشير إليها، ففضلت أن تقتلها بالصمت، أو تشكك في القائمين عليها، أو تبث مشاعر الخوف والجبن واليأس من أن الوضع في مصركم يمكن أن يتغير.
أيها المصريون،
قولوا ما استطاعت ألسنتكم أن تعبر به عن غضبكم، لكن ابني قادم لا محالة، وستتذكرون تلك الرسالة عندما يندلع حريق يأكل الأخضر واليابس في بلدكم، وعندما تتسولون في شوارع مصر بحثا عن لقمة يلقيها إليكم أحد رجال ابني الذين نزعوها من أفواه أولادكم.
عندما يقرأ الواحد منكم تلك الكلمات، وتختفي عاصفة الغضب بعد دقائق معدودة ليعود يجتر أحزان وطن، ويبكي على أحوال أمة فإنني أقسم لكم بأن اسم مبارك سيظل مرفوعا حتى ندفن في تراب وطنكم آخر مصري أو نغتصب آخر عذراء تفتخرون بشرفها.
كان ابني لدى أسيادنا في البيت الأبيض وقال لمضيفه رئيس الولايات المتحدة الأمريكية وأبو غريب وجوانتانامو: ليس هناك غيري، ولن يغضب المصريون ولو تضور كل أطفالهم جوعا، ونحن نملك الأرض والسماء والزرع والمال والأرواح والسجون والمعتقلات والسوط فكيف تضحون بنا؟
أيها المصريون،
أترككم الآن لأعود إليكم بعد الثالث والعشرين من يوليو 2006 لأقرأ عليكم العقد الاجتماعي بين السيد والعبيد، أو يحدث العكس فتكتشفون فجأة أنكم بشر ولكم حقوق، وفيكم نفخة من روح الله، وأنكم أقسمتم أنكم لن تقفوا أمام الله في مساجدكم وكنائسكم، ولن تنظروا في عيون أولادكم،ولن ببتسم أي منكم أمام مرآته أو أمه أو أبيه أو الذين يحترموه ويقدروه قبل أن تنتفض روح الكرامة في نفسه ووجدانه وعقله وقلبه.
أيها المصريون،
فليتحسس كل منكم عذريته فرجالي وكلابي وذئابي قادمون.
نعم أنا نذل، وسنغتصبكم واحدا تلو الآخ، وسأجعل كل طغاة الدنيا يعترفون بأنني الأكثر سادية وعنفا والحاكم لأكثر شعوب الأرض طاعة وتذللا وصمتا وجبنا.
أيها المصريون... الكلمة الأخيرة لكم فإما أن تجعلوا انتفاضتكم وغضبكم وثورتكم وكرامتكم يوم فرح لمصر كلها أو تساعدوني في بناء سرادق ضخم تتلقى فيه نساؤكم العزاء في رجالكم.




#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرئيس مبارك: نعم أنا جبان، فماذا أنتم فاعلون؟
- سيدي الرئيس ... أنت جبان
- نفوضكم أيها القضاة بتولي حكم مصر إلى حين
- مقطع من يوميات كلب
- أيها المصريون، هذا الرجل مجنون ... هذا الرجل نيرون
- مباحث أمن الدولة والمخابرات المصرية وانتفاضة 23 يوليو 2006
- دعوة القضاة لدعم الانتفاضة المصرية في 23 يوليو 2006
- الأقباط والانتفاضة المصرية في 23 يوليو 2006
- الرئيس السوري يطلق رصاصة الرحمة على قلب دمشق
- الإخوان المسلمون والانتفاضة المصرية في 23 يوليو 2006 رسالة م ...
- أيمن نور والانتفاضة المصرية في 23 يوليو2006 رسالة مفتوحة إلى ...
- المشهد الإماراتي في عهد محمد ين راشد آل مكتوم
- هيكل والانتفاضة المصرية في 23 يوليو 2006
- الانتفاضة الشعبية المصرية في 23 يوليو 2006
- كيف نطيح بالرئيس مبارك عن طريق الإنترنيت؟
- الفخ الأمريكي للغباء الإيراني .. متى يبكي حراس الثورة؟
- العد التنازلي للرئيس اللبناني
- كل المسلمين قضاة .. فمن المتهم؟
- تصفية الشاهد المتهم صدام حسين
- رسالة مفتوحة إلى قائد الإنقلاب العسكري المصري


المزيد.....




- تزامنا مع جولة بوتين الآسيوية.. هجوم روسي -ضخم- يدمر بنية ال ...
- نشطاء يرشون نصب ستونهنج التذكاري الشهير بالطلاء البرتقالي
- قيدتهم بإحكام داخل حقيبة.. الشرطة تنقذ 6 جراء -بيتبول- وتحتج ...
- مستشار ترامب السابق: روسيا قد تسبب مشاكل للولايات المتحدة في ...
- كاتس تعليقا على تهديد حزب الله لقبرص: يجب أن نوقف إيران قبل ...
- طريقة مجانية وبسيطة تثبت فعاليتها في منع آلام أسفل الظهر الم ...
- كيف تتعامل اليابان مع الكميات الكبيرة الصالحة للأكل من بقايا ...
- أوكرانيا تنشئ سجلاً لضحايا الجرائم الجنسية الروسية
- كشف فوائد غير معروفة للدراق
- السيسي يطالب الجيش بترميم مقبرة الشعراوي بعد تعرضها للغرق


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد عبد المجيد - أيها المصريون.. نعم أنا نذل، وسنغتصبكم فردا .. فردا