أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي المسعود - فيلم ( الغراب الابيض) حكاية راقص البالية السوفياتي رودولف نورييف الذي لجأ إلى فرنسا















المزيد.....


فيلم ( الغراب الابيض) حكاية راقص البالية السوفياتي رودولف نورييف الذي لجأ إلى فرنسا


علي المسعود
(Ali Al- Masoud)


الحوار المتمدن-العدد: 6433 - 2019 / 12 / 9 - 18:52
المحور: الادب والفن
    


فيلم ( الغراب الابيض) حكاية راقص البالية السوفياتي رودولف نورييف الذي لجأ إلى فرنسا ـ

"الغراب الأبيض"هو تعبير روسي يستخدم هذا المصطلح لوصف شخص غير اعتيادي، شخص مدهش ، لايشبه الاخرين ، شخص إستثنائي ، وهذا - الوصف المثالي اختير عنواناَ لفيلم يجسد حياة نجم الباليه السوفياتي(رودولف نورييف)، أشهر الراقصين في التاريخ وبعد 26 عاما على وفاته ، وهوالنجم الذي تجاوزت شهرته حدود الباليه ، بل كان أحد أبرز المنشقين في الحرب العالمية الباردة، ولا تزال هذه الشخصية مصدر إلهام لكثير من الكتاب والسينمائيين في إنتاج اعمال تتناول قصة حياته ، ومن هذه الأعمال الفيلم الذي يتناول حياة نجم الباليه الشهير وهو بعنوان " (ذا وايت كرو)" أو الغراب الابيض، الفيلم من إخراج الممثل و المخرج" رالف فاينس"، في هذا الشريط يوجه رالف فاينس هذه السيرة الرائعة عن الحياة المبكرة لهذا الفنان العظيم والذي حولت روحه المتمردة وأفكاره المبتكرة شكله الفني وجعلت منه أيقونة القرن العشرين. يلعب الراقص الاوكراني" أوليغ إيفينكو" دور نورييف ، في ظهور قوي ولأول مرة. ويلعب المخرج " راف فاينس" نفسه دورًا مساندًا كمعلم الباليه وهو دور( الكسندر بوشكين) والذي تحت رعايته ووصايته ازدهرت موهبة نورييف ، الكسندر بوشكين الذي كانت شهرته التربوية رائعة، وكان نورييف طالبه المفضل. غرَت نورييف حماس بوشكين ودعمه له ، لقد كان معلمه " بوشكين" رجلاً عظيماً ، وقدم كل شيء إلى الموهبة اليافعة" نورييف" ، بل سمح له أيضًا بالعيش معه وزوجته " كسينيا يورجنسون " البالغة من العمر 21 عامًا فقط ، وكانت بالنسبة لنوريف شيئًا من ملاك ، وأقام نورييف علاقة غرامية معها. لم يحني نورييف النقد ولم يؤثرعليه خلال مسيرته الفنية. يرتكز فيلم الغراب الابيض أو ( وايت كرو). على طفولة نورييف المنكوبة بالفقر في ريف روسيا بالقرب من مدينة (أوفا ) وأيامه كطالب طموح في عهد استاذه بوشكين وفي مدينة لينينغراد، وكذالك مشاهد سفره مع الفرقة الفنية الى مدينة باريس وأنبهاره بروعة المباني و المتاحف فيها، وأيضا صداقاته الجديدة في باريس.
قدّم الفيلم نهاية كانون الثاني في باريس ضمن مهرجان "صناعة الأحلام" وبدا عرضه في بريطانيا في 22 آذار من هذا العام ـ الفيلم من اخراج الممثل والمخرج الشهير رالف فينس ، وكذالك مشاركة النجم البريطاني"رالف فاينس"(55 عاماً) في فيلمه (الغراب الابيض) في دورة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الأربعين التي اقيمت بين 20 و29 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. بالنسبة للممثل و المخرج (رالف فاينس) هي المرة الثالثة التي يختار الوقوف خلف الكاميرا مرة أخرى، وهذه المرة لإخراج فيلم عن راقص البالية الروسي الشهير رودولف نورييف ، و قام بأخرج قبل ذالك فيلم "كوريولانوس" في عام 2011 و كذالك فيلم "المرأة الخفية" في عام 2013 والذي لعب فيه أيضا دور تشارلز ديكنز ، وعلى عكس باقي أفلامه فإن فينس لن يلعب دور البطولة في فيلم عن راقص البالية السوفياتي (رودولف نورييف) الذي يستند إلى السيرة الذاتية التي كتبتها جولي كافانغ عن الراقص الأسطوري الذي وصفت الصحف العالمية هروبه إلى الغرب عام 1961 خلال جولة أوروبية لفرقته في عناوينها الرئيسية بـ "القفزة إلى الحرية"، وكان ذالك في 17 يونيو في مطار لو بورجيه الفرنسي . الفيلم هو دراسة أخرى لشخصية ساحرة دائمًا ، والموضوع هو راقص الباليه السوفيتي المشهور رودولف نورييف ، الذي يلعب دوره الشاب "أوليغ إيفينكو " وهو راقص أوكراني يصنع ظهوره بقوة ولأول مرة على الشاشة. ويستند الفيلم إلى سيرة وضعتها جولي كافانغ وتتخلله مشاهد تعود إلى ولادة نورييف وهو من عائلة تترية مسلمة في مدينة ( أوفا) في الغرب الروسي مع أب صارم يعارض امتهان ابنه الرقص، وذاق البؤس والحرمان والجوع في طفولته ، حيث لم يكن نورييف يملك حذاءا للذهاب إلى المدرسة. وللمفارقة بيع بعد وفاته خفا رقص عائدان له بـ9200 دولار؟. يعرج الفيلم على بداياته في أكاديمية فاغانوفا للرقص حيث يلتقي مرشده وأستاذ الباليه الكسندر بوشيكن الذي يؤدي دوره ببراعة المخرج" رالف فاينس". ويظهر الفيلم قيام نورييف بعلاقة مع زوجة بوشكين وكذالك مع الراقص الشاب تييجا مريمكه. وتفيد أريان دولفوس "لم يعلن نورييف رسميا أنه مثلي إلآعندما انتقل إلى الغرب. رودولف هيميت أو (نورييف) هو مصمم رقص وراقص رائع في القرن العشرين ومن خلال حياته تمكن من تغيير مفهوم الرقص الذكوري في الباليه الكلاسيكي بفضل هذا الشاب الموهوب حين جمع بمهارة الاتجاهات الكلاسيكية والحديثة في تحركاته ، وإستطاع جذب انتباه جميع زوار المسرح. كرس رودولف حياته كلها للفن ، حتى أنه اضطر إلى مغادرة بلده الأصلي من أجل تنفيذ بعض الخطط. ولد (رودولف نورييف ) الراقص الاسطوري ومصمم الرقصات في 17 مارس 1938 في إيركوتسك في الاتحاد السوفيتي. ولكي نكون أكثر دقة ، وُلد في قطار متجه إلى الشرق الأقصى ، وكانت محطة ( رازدولوني) مسقط راسه الصبي، كانت والدة رودولف "فريدة نورييف " ربة منزل وكان والده هامت في منصب الضابط السياسي في الجيش السوفيتي. كانت الأسرة تتألف من ثلاث بنات أخريات. كانت أسماءهم روزا وروزيدا وليلي ، كانت العائلة تعيش في موسكو ، ولكن بعد ذلك اضطر هاميت الاب لإجلاء أقربائه والانتقال الى الشمال، عاشت الأسرة في أوفا. وهناك مرت طفولة وشباب الراقص (رودولف نورييف) . في سن السابعة كان الشاب يشارك في الرقصات الشعبية. وفي سن ال 11 ، دخل فرقة الرقص، وعندما بلغ عمر الطفل 15 عامًا ، تم قبوله في فرقة الباليه التابعة لأوبرا مدينة أوفا ، وبعد عام أصبح عضوًا كاملًا في الفرقة، كان نورييف طفلاً فقيرا وضعيفًا إلى حد ما. عاشت العائلة في ظروف صعبة وسيئة للغاية وكان يعاني من سوء التغذية باستمرار ، كان رودولف عضوًا في مجموعة رقص التي تمت دعوتها إلى لينينغراد ، لكنه لم يستطع الذهاب، لآن الأب لم يكن قادراً على دفع 300 روبل مقابل التذكرة ، كان الاب "هاميت" يقف بالضد من هوايات ورغبة ابنه ، حتى إنه يعتبر الباليه مهنة تافهة لـ "رجل حقيقي". وفي وقت لاحق ، حاول الراقص ألا يتذكر هذا الماضي المؤلم. حين كان في المنفى، كرس كل وقت فراغه لتطوير الذات ، وذهب إلى المسارح والمتاحف و كرس كل وقت فراغه لتطوير الذات ، وذهب إلى المسارح والمتاحف ، ودرس تصميم الرقصات الأجنبية من المجلات. أيضا أخذ الرجل دروسا موسيقية إضافية . فيلم " الغراب ألابيض" يخلد المشهد الاستثنائي والذي حدث بتاريخ 17 يونيو من عام 1961 ، وفيه إتخذ رودولف قرارًا في ثانية صدم العالم بأسره عندما قررعدم العودة إلى الاتحاد السوفيتي بعد ان حقق رودولف "قفزة حرية" وحين سأل الفرنسيين عن حقه في طلب اللجوء السياسي ، في ذلك الوقت كان في جيب الرجل مبلغ لا يزيد عن 36 فرنك. على الرغم من المتابعة و المراقبة من قبل رجال ( كي بي جي ) لكن نورييف لم يغير سلوكه وعاداته وسهراته في مدينة باريس وخلال جولة لمسرح كيروف في لينينجراد (في مدينة سان بطرسبرج حالياً) في تقديم عروضها في باريس و لندن..."، كان يتصرف بحرية ، ويتجول في المدينة ، ويجلس متأخراً في المطاعم في منطقة سان ميشيل ، ولم يأخذ في الاعتبار القواعد والضوابط التي كانت موضوعة قبل رجال المخابرات السوفيتية أل ( كي بي جي ) لأعضاء الفرقة من الراقصات والراقصين السوفيات. وعلى الرغم من المتابعة و المراقبة من قبل رجال ( كي بي جي ) لكن نورييف لم يغير سلوكه وعاداته وسهراته..."، ومن موسكو جاء التعليمات: لمعاقبة رودولف نورييف وذالك بالامر بعودته الى موسكو وعدم استكمال الجولة مع الفرقة، في المطار قبل دقائق قليلة من مغادرة الفرقة إلى لندن ، حيث كان الجزء الثاني من الجولة تم تسليم رودولف اندرييف تذكرة إلى موسكو متبوعة بعبارة: "يجب أن ترقص في حفل استقبال حكومي في الكرملين. لقد تلقينا للتو برقية من موسكو. (على الرغم من أن جميع ممتلكاته كانت معبأة وكذالك الأمتعة الشخصية قد تم شحنها إلى لندن) ، سحب الراقص اندرييف من منطقة العبور في المطار ، بعد عشرين دقيقة ، اتصل صديقة الفرنسي من المطار ب( كلارا سانت) وهي تعرفت على اندريف في باريس ونشات بينهم علاقة ، كانت كلارا سانت الخطيبة السابقة لأحد أبناء اندريه مالرو الذي كان وزيرا للثقافة و الذي توفي بحادث مأساوي ، وصلت الى المطار بعد تلقيها الاتصال من صديق يعلمها بان اندرييف سوف يرحل الى الاتحاد السوفيتي معتقلا، أتت كلارا لأنقاذ الراقص نورييف ، في البداية ترجت رجال ( كي بي جي ) ان يسمحوا لها بدقيقة لوداع صديقها الراقص أندرييف ، ولكنها إحتالت عليهم ، حين عانقت اندرييف همست في اذنه: "يجب أن تتحرك إلى هذين الشرطيين اللذين يجلسون وراءك وتقول لهم - أريد أن أبقى في فرنسا. إنهم في انتظارك"، في عام 1961 وفي زمن الحرب الباردة ، ومن أجل البقاء في الغرب ، لم يكن من الضروري إثبات أنك تعرضت للاضطهاد في الاتحاد السوفيتي - كان عليك فقط أن تهرع إلى أحضان رجال الشرطة في المطار، عند هذه النقطة حاول نورييف. ليس فقط الهرع ، ولكنه قفز وبأمان خاصة وأن الشرطة كانوا معه لطفاء. عند رؤية الشرطيين ذهب "اندريف" إليهم وقال: "أريد أن أبقى في بلدك". وعند محاولة عناصر من أل "كاي جي بي" منعه ، تدخل الضابط الفرنسي قائلاً: "نحن في فرنسا هنا!"، نُقل أندرييف إلى غرفة خاصة وترك على انفراد ، ثم أخبره الضابط هناك مخرجان: احدهما يقودك إلى بوابة الطائرة السوفيتية وإلاخر يقودك الى فرنسا وتكون تحت حماية الشرطة الفرنسية ولك حرية الاختيار. وحذره من أنه سوف يعطيه مهلة حوالي 40 دقيقة، للتفكير بحرية وحتى يتمكن من اتخاذ قراره نهائي . حاول رجال ال(كي بي جي) إقناع الراقص بالعودة على الفور والتوجه إلى موسكو وتهديده بمحاذير رفضه العودة وعواقب الهروب عليه وعلى عائلته ، لكنه أجاب عليه بحدة: "اسكت!" ، ثم وقع ورقة طلب اللجوء السياسي في فرنسا ، ملخصا البعد السياسي لعملية الانشقاق إلى الغرب، بعد هذه الجملة البسيطة في مطار لو بورجيه قرب باريس في 17 حزيران 1961، أفلت الراقص السوفياتي البالغ 23 عاما من حراسه في جهاز "كاي جي بي" وبحماية رجال الشرطة الفرنسية ، بعد هذا المشهد ينتهي الفيلم دون الغوص في حياته بعد هذا ألانشقاق وماذا حقق بعد قفزته نحو الحرية و ربما هناك جزء ثاني للفيلم يكشف لنا حياة الراقص اندرييف بعد طلب اللجو السياسي في الغرب. والحقيقة إنه دخل التاريخ، وخرجت كبريات الصحف الدولية في اليوم التالي في عناوين مثل "الوثبة الكبيرة نحو الحرية" وقد رأت فيها انتصارا "للعالم الحر" في السنة التي شيّد فيها جدار برلين وسافر فيها غاغارين إلى الفضاء، وتقول أريان دولفوس صاحبة كتاب سيرة عن نورييف بعنوان "نورييف المتمرد": "كان نورييف خائنا للاتحاد السوفياتي ولكنه أفضل سفير للرقص الروسي"، وكتبت الصحف "عثر باليه كيروف على رائد فضاء اسمه رودولف نورييف." احتشد ألالاف من المعجبين من حوله. في أبريل 1962 حُكم على نورييف بالسجن سبع سنوات مع مصادرة الممتلكات وصدر الحكم عن محكمة مدينة لينينغراد. ولم يُسمح له بالرجوع إلى روسيا إلا في العام 1987 ليعود لزيارة والدته وهي على فراش الموت ، بعد جهود طويلة ، تمكن رودولف من زيارة وطنه. قبل وفاة والدته مباشرة ، في نوفمبر 1987 ، سمحت حكومة غورباتشوف للفنان بالقيام بزيارة قصيرة إلى مدينته (أوفا ) ليقول لها ولوالدته وداعًا. ولمدة 72 و تحت إشراف الكي جي بي وتحت شرط عدم التواصل مع رفاقه القدامى، ولكن عندما رأى والدته أخيرًا بعد سبعة وعشرين عامًا من الفراق ، لم تتعرف السيدة المسنة على ابنها .
تألق أندرييف و سطع نجمه في المنفى، ابتسم القدر للراقص الفار. فبعد 5 أشهر من هروبه التقى مارغو فونتاين الراقصة الاسطوريّة والتي كانت تكبره ب 20 عاماً وشكلا ثنائيا عظيما . فذهب معها إلى الى لندن، متخفياً باسم «رومان». ولكن هويته لم تخف على أحد. وأدّيا رقصة «بحيرة البجع»، وخرج الثنائي 89 مرّة لتحية الجماهير الذين واصلوا التصفيق. فولد أشهر ثنائي راقص في القرن العشرين، وسطع نجم نورييف، ودعي الى الإنضمام إلى فرقة الرقص الملكيّة. أصبح في المهجرصديقا لكلير موت وأتيليو لابيس - نجوم الباليه الفرنسيين على الفور. و صداقةخاصة مع كلارا سانت ، التي كانت تعشق الباليه وتدور باستمرار معه و وراء الكواليس في الأوبرا، وهي التي لعبت دورا كبيرا في انقاذ اندريف من براثن رجال ال(كي جي بي) وتحديد مصيره ، مستفيدة من صلاتها مع السلطات العليا لكونها كانت مخطوبة لابن وزير الثقافة الفرنسي أندريه مالرو.
صمم نورييف رقصات "رايموند"، و"بحيرة البجع"، و"دون كيشوت"، و"الأميرة النائمة" وواصل العمل الى آخر أيّامه، على رغم مرضه، أنهى تصميم باليه "روميو وجولييت ولم يعد هناك حدود جغرافيّة أوانسانيّة تقف أمام طموحه. وصار الفنّانون، والمشاهير والرؤساء أصدقاءه. ويوم زار البيت الأبيض في عهد الرئيس جون كينيدي، جلس على الكرسي الرئاسي، وتوّجه إلى صديقته السيدة الاولى، جاكي كينيدي، قائلاً «أنا سيّد العالم)). وكان نجم الباليه الأول في العالم من غير منازع. وحتّى حين اشتد به المرض، كان رقصه يصيب الجماهير بحمى الجنون والاعجاب. وكان الناس يدفعون أي مبلغ لرؤية الاسطورة ترقص. والاسطورة هذه هي صنيعة «رودي»، على ما سمي. فمن أين لفتى روسي من الأصول التتاريّة المسلمة أن يلم بأصول التعامل مع الصحافة والإعلام. ويتمكّن أن يعطي مقابلة في وقت واحد إلى مجلتين عالميتين متنافستين، «التايم» و «نيوزويك». وغطّت صورته الصفحة الأولى من المجلتين، ووزعت 5 ملايين نسخة منها حول العالم في يوم واحد، كان في ال26 من العمر فقط حين صمم رقصات «رايموند» ، و «بحيرة البجع»، و«دون كيشوت» ، و «الأميرة النائمة» وغيرها. وواصل العمل الى آخر أيّامه، على رغم مرضه ، وأنهى تصميم باليه «روميو وجولييت». وتمنّى أن يموت على المسرح، ولكنّه مات على فراش المستشفى. وعلم بإصابته بالسيدا( ألايدز) في عام 1984، وكافح المرض طوال 9 أعوام مشيراً إلى أن العدوى انتقلت اليه خلال عمليّة نقل دمّ ملّوث. ويوم سقط الستار الحديدي، انتقلت روزا أخته الى باريس لترعاه. وتوفّي نورييف في 6 كانون الثاني (يناير) 1993، ولفّ نعشه بسجّاد تراثي تتاري ووضع في الغراند اوبرا باريس الذي كان نورييف مديره طوال 6 سنواتـ . إنقسم الفيلم ( وايت كرو ) أو الغراب الابيض في سرده لحياة الراقص " أندريف" ، بين ثلاث فترات: طفولة القاسية (تظهر في لمحات) ، وقته في أكاديمية الرقص في سان بطرسبرغ ، وزيارته إلى باريس أوائل 1960 كراقص لباليه كيروف، إستدعي الدور أن يتحدث فاينس باللغة الروسية طوال الوقت - وهو تحد يبدو أنه عالجه بدرجة دقته اللفظية ، على الرغم من أنه من دون معرفتي اللغة التي لا يمكنني التظاهر بها للحكم على درجة نجاحه. ويظهر الفيلم أيضا بعض نوبات الغضب التي كانت تصيب الراقص أندرييف. وتقول أريان دولفوس "في إحدى المرات رمى بزجاجة على رأس راقصة باليه". وتحدثت راقصة انكليزية سابقة تدعى (بيريل غراي) أنه كان يدخل في نوبات غضب مباغتة وقد هددها يوما بسكين.
ألفيلم لم يوضح الأسباب الحقيقية لانشقاق نورييف، لكنه يميل إلى فكرة أن انشقاقه جاء بسبب دوافع فنية وليست سياسية. وكانت وجهة النظر السائدة أن نورييف انشق في سبيل الشهرة، ولا يتناول الفيلم بقية مسيرته الفنية الدولية والثنائي المميز الذي شكله مع الراقصة البريطانية الشهيرة مارغو فونتين، ونورييف لا يزال يثير الانقسامات في بلده الأم، في العام 2017 ارجئ العرض الاول لباليه "نورييف" في مسرح بولشوي ستة أشهر بعد جدل حول صورة يظهر فيها الراقص عاريا. الفيلم تم تصويره في عدة بلدان، منها فرنسا وروسيا وكرواتيا وصربيا منذ شهر أغسطس الماضي. ولفت مخرج الفيلم إلى أنه لم يستعن مع السيناريست ديفيد هير بكل التفاصيل التي أوردها الكتاب؛ بل فضلا التركيز على النقاط المحورية في حياة هذا الفنان، وقال المخرج راف فاينس: "بالنسبة لي فان حياة هذا الفنان المليئة بالتفاصيل كانت ملهمة وأردنا في الفيلم أن نركز على خياراته وعلى المواقف التي قرر فيها مصيره، وأهمها المشهد الذي قرر فيه البقاء في فرنسا على العودة لبلاده، وهو مشهد "المطار". وتحدث فاينس عن تعلمه للغة الروسية لإتقان دور مدرب البالية "بوشكين" وأنه لم يكن لديه خيار آخر لكي يقدم فيلما يرضى عنه، لافتا إلى أن 50 % من الفيلم باللغة الروسية، مؤكدا أن ذلك أضفى مصداقية كبيرة على الفيلم، وتحدث فاينس ومنتجة الفيلم على الصعوبات التي واجهت فريق عمل فيلم"الغراب الأبيض"، منها تدريب البطل على الحديث بالإنجليزية، واختيار الممثلين والتصوير في عدد من المواقع في روسيا وصربيا وفرنسا، والكثير من التفاصيل المتعلقة بفن البالية واستعدادات الراقصين والمعلومات المتعلقة بحياة بطل الفيلم. وردا على تساؤلات الصحفين بعد العرض الاول للفيلم، أكد أنه لم يتعرض هو وفريق العمل لأية تضييقات أثناء تصوير الفيلم بل بالعكس كانت له حرية كبيرة في التصوير داخل روسيا وخارجها. فيما لفتت منتجة الفيلم إلى أن الفيلم إنتاج ( بي بي سي) التي تعاونت وسخرت كافة الإمكانات لكي يرى الفيلم النور بعد عامين من التحضير والتصوير.
الفيلم ركز على طفولة الراقص الشهير وتدريبه على يد بوشكين في بلاده "الاتحاد السوفيتي" آنذاك وزيارته مع فرقة باليه كيروف إلى باريس، تلك الزيارة التي غيرت حياته، والتي انتهت بقراره طلب اللجوء السياسي ،. فيلم (الغراب ألابيض) وهو إنتاج مريكي بريطاني وفرنسي وروسي وعرض ربيع هذا العام في بريطانيا والولايات المتحدة ، أشار المخرج فاينس إلى أن الفيلم استند على كتاب تأليف جولي كافاناغ وهو سيرة ذاتية عن عن حياة راقص الباليه الروسي الشهير نورييف الذي ذاع صيته في أوروبا والعالم خلال القرن العشرين كأفضل راقصي الباليه. تلعب الممثلة الفرنسية " أديل إكسارشوبولوس " دور (كلارا سانت )، وهي شابة فرنسية ثرية وذات صلات جيدة يلتقيها نورييف في باريس وستلعب دورًا مهمًا في هذه القصة. إكسارتشوبولوس هي شخصية جذابة وغامضة مثل شخصية (كلارا سانت) ، وبالمثل ، فإن الممثلة الروسية" تشولبان خاماتوفا" التي تلعب دور زوجة ألكسندر بوشكين والتي قامت برعاية اندرييف ، والتي تقدم له الحساء والدعم وغير ذلك الكثير ، في علاقتهما المتغيرة والمعقدة،الفيلم غني بصريًا ، خاصةً في المشاهد الباريسية ، حيث تمنحه أنماط ومجموعات فترة 1961 دفعة رائعة. وكذالك أداء الممثل الألماني" لويس هوفمان" والذي قام بدور ( تيجا) كان مميزا. تتميز الصور الفوتوغرافية بنفس القدر من القوة مع التصوير الفوتوغرافي بالأبيض والأسود القاسي الذي يؤكد مرحلة الفقر القاسي في حياته المبكرة ويتناقض بشكل صارخ مع المساحات الفخمة لأكاديمية الرقص في لينينغراد وكذلك الشقة الملونة المزدحمة وهي شقة استاذه بوشكين التي أقام بها في فترة من الزمن. في الختام ، فيلم ( الغراب الابيض) فيلم جميل وممتع ويستحق المشاهدة.

المملكة المتحدة



#علي_المسعود (هاشتاغ)       Ali_Al-_Masoud#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دور المرأة العراقية في الحراك الشعبي والانتفاضة العراقية
- حضورالفنان التشكيلي (محمود عبود فهمي) في الحراك الشعبي و في ...
- -رجم ثريا- فيلم يفضح الرياء الديني في التعدي على حقوق المرأة ...
- -أسرار رسمية - فيلم يلقي الضوء على سذاجة العالم أمام أصحاب ا ...
- هل كان الشيخ متولي الشعراوي -كارثة قومية- دجنتها السلطة؟؟
- فيلم “أين تغزو المرة القادمة” سخرية اجتماعية وسياسية للمؤسسة ...
- فيلم (الموت والعذراء ) محاكمة الضحية للجلاد بعد زوال سلطته!!
- فيلم - الطوفان- اللمسة الإنسانية حيال أزمة اللاجئين
- مسلسل - الجاسوس- عمل إسرائيلي بامتياز ورسالة سياسية قبل ان ت ...
- آمور ...( حب) ، فيلم يجسد الحب والموت ، الشيخوخة والخوفِ من ...
- آمور ...( حب) ، فيلم يجسد الحب والموت ، الشيخوخة والخوفِ من ...
- (سيد الحرب) فيلم يوثق رحلة رصاصة من محل صناعتها حتى رأس الضح ...
- PK -بي كي- فيلم هندي كشف لنا زيف رجال الاديان جميعهم؟؟
- الكوميديا الفرنسية في طبعة جديدة في الفيلم الامريكي -ذا أب س ...
- قصة حقيقية عن مأساة الاب الروحي للحاسوب في فيلم ( لعبة التقل ...
- شاعر و قضية
- فيلم -قناص أمريكي - دعاية خطيرة تهدف إلى تبييض صورة قاتل مجر ...
- فيلم -الوعد- يعيد للأذهان مذابح الأرمن من قبل الامبراطورية ا ...
- فيلم ( دوك-فيل)..... فيلم يدين النظام الراسمالي العالمي..!!
- الفيلم الوثائقي ألامريكي-العراق في شظايا” توثيق للسيرك الدمو ...


المزيد.....




- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...
- مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
- مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن ...
- محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
- فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م ...
- ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي ...
- القاهرة السينمائي يختتم دورته الـ45.. إليكم الأفلام المتوجة ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي المسعود - فيلم ( الغراب الابيض) حكاية راقص البالية السوفياتي رودولف نورييف الذي لجأ إلى فرنسا