|
فشل زيارة مايك بومبيو الى المغرب // L’échec de la visite de Pompeo au Maroc
سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)
الحوار المتمدن-العدد: 6432 - 2019 / 12 / 8 - 14:53
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
فشل زيارة مايك بومبيو الى المغرب // L’échec de la visite du Pompeo au Maroc الابتزاز، والابتزاز المتبادل ، كان السبب الرئيسي ، لفشل زيارة كاتب الدولة في الخارجية السيد Pompeo الى المغرب . إذا كانت الإدارة الامريكية ، تتصرف بناء على المصلحة الضيقة ، أي تغليب مصلحتها الخاصة على جميع مصالح الاخرين المتعارضة ، فقد جسدت إدارة الرئيس Donald Trump بحق هذه الحقيقية مرتين مع النظام المغربي ، ولا اذل على ذلك ان اول مسؤول امريكي ، وهو مستشار ، وصهر الرئيس السيد كشنير Kouchner ، ينزل الى الأرض ، ويتواضع ، فيزور المغرب لتوريطه في صفقة القرن ، لإقبار القضية الفلسطينية الى الابد ، والسيد كشنير ، ما كان ان يقبل ان تطأ قدماه المغرب ، لو لم يكن هذا الأخير ، هو رئيس " لجنة القدس " التي ذهبت مع ذهاب مؤسسها الراحل الحسن الثاني . فرغم ان الإدارة الامريكية تعلم علم اليقين ، بموت " لجنة القدس " ، لكنها مع ذلك استغلت ثغرة بقاء الملك محمد السادس ، ولو شكليا على رأس هذه " اللجنة " التي لم تعد ، وكأنها لا تزال في سنوات ( مجدها ) عند تأسيسها بعد احراق " الأقصى " ، للوصول الى مبتغاها ومقاصدها . لكن من خلال تتبع كل التطورات التي مرت بها " اللجنة " ، أي منذ تأسيسها وحتى وفاة صاحبها ، فهي لم تقد شيئا الى القدس ، بل سنجد انها استعملت لتعطيل المواقف الجريئة ، التي كانت الشعوب العربية تطرحها لمواجهة الدولة الصهيونية ، فهي بذلك ، أي " اللجنة " خدمت إسرائيل ، ولم تخدم في شيء قضية القدس . وعندما جاء محمد السادس الى الحكم ، فهو لم يستطع فعل أي شيء للقدس ، لان الأمور اكبر منه ، واكبر من كل الدول العربية ، فاحتفظ " باللجنة " من خلال تقديم أموال الشعب المغربي كمساعدات الى القدس ، والهدف من هذه الأموال المقدمة ، هي استغلال واستعمال قضية القدس ، في الدعاية وسط الشعب المغربي لتدعيم نظام حكمه ، ومن ثم إيجاد قابلة عند الفلسطينيين ، ثم استعمال " لجنة القدس " الميتة في مواجهة الدور الإيراني الذي يحيي كل سنة يوم القدس . ان هذه الوضعية التي لمحمد السادس ، على راس " لجنة" لم تعد كما كانت ، دفع بالإدارة الامريكية الى استغلالها ، وتوظيفها للحصول على تزكية النظام المغربي لصفقة القرن ، التي تم عقد مؤتمرا بسببها بالبحرين . بطبيعة الحال سيأتي مستشار Trump السيد Couchener الى المغرب مع عقيلته ، وسيستقبل من طرف الملك الذي اقام على شرفه مأدبة عشاء فاخرة ، وبالفعل فقد حصل السيد Kouchner على ما أراد حين ايد النظام المغربي ، وليس الشعب المغربي مؤتمر البحرين الفاشل . يلاحظ ان الإدارة الامريكية التي تبحث دائما عن مصلحتها الخاصة ، مرة بالترهيب ، ومرة بالابتزاز ، لم تفقد الامل لاستعمال النظام المغربي كوسيلة ، لانقاد رئيس وزراء دولة إسرائيل Ben Jaman Netanyahou ، من السقوط المدوي ، ومن المحاكمة التي تنتظره ، وذلك بالضغط على النظام المغربي ، لإعادة العلاقات المغربية الإسرائيلية الى طبيعتها ، يوم كانت لإسرائيل سفارة بالمغرب ، وكانت للنظام المغربي سفارة بتل ابيب ، ودرئا للانتقادات ، كانت له سفارة برام الله . حين علم النظام المغربي بالمقلب المخدوم ، فهو لم يتوانى من استغلال الفرصة ، لتوريط النظام الأمريكي من خلال زيارة Pompeo ، في تأييد حل الحكم الذاتي كورقة ، تعطيه دفعا ، ودعما امميا في تزكية شعار مغربية الصحراء . السيد Pompeo جاء الى الرباط لانقاد نتنياهو حليف Trump ، والنظام المغربي استغل الفرصة بدوره لتوريط Pompeo لتدعيم حل الحكم الذاتي .. لكن عند تقابل ابتزاز النظام المغربي ، مع ابتزاز Pompeo المرسل من قبل Trump ، تبين ان الابتزاز الأمريكي ، كان الأخطر والأكثر مكرا ، من جهة ان العلاقات بين النظام المغربي ، وبين إسرائيل متينة وقوية رغم انها تفتقر الى التبادل ، والتمثيل الدبلوماسي ، لان هذا ، أي التمثيل الدبلوماسي يبقى إجراءات تقنية، ومن جهة فلو قبل النظام المغربي بخطة انقاد نتنياهو من السقوط ، وانقده من المحاكمة التي ستؤدي به ال السجن ، تكون الإدارة الامريكية قد ورطت النظام المغربي ، لكن دون ان تقدم تنازلات لصالح النظام في قضية نزاع الصحراء الغربية ، وهذا يعني ان الإدارة الامريكية كغيرها من دول حق الفيتو ، ستستمر في استعمال قضية الصحراء ، لمساومة النظام المغربي مرة ، ولابتزازه مرات ، وللضغط عليه كلما كانت حاجتها ، ومصلحتها الخاصة تقتضي ذلك . لذلك وحين تقدم بوريطة بمقترح الحكم الذاتي ليزكيه Pompeo ، ومنه واشنطن ، تملص ، ورفض المقترح ، وتحجج بان قضية الصحراء ، هي قضية اممية ، لأنها بيد مجلس الامن ، وبيد الجمعية العامة للأمم المتحدة ، ومن ثم فان أي اجراء خارج المشروعية الدولية ، التي قرارات الأمم المتحدة منذ 1960 ، وقرارات مجلس الامن منذ 1975 ، تكون تدخلا غير مقبول ، في شؤون هيئات دولية تبث في النزاع طبقا للقرار 1514 الصاد في سنة 1960 . اما إعادة ربط العلاقات الدبلوماسية بين النظام المغربي ، وبين الدولة الصهيونية ، فالأمر يخص دولتين مستقلتين ، ولا علاقة له ، لا بمجلس الامن ، ولا بالأمم المتحدة . امام هذا الرفض الأمريكي ، سيتم الغاء لقاء الملك للسيد Pompeo ، حيث كان سينظم على شرفه حفل عشاء ، وتم الغاء الندوة الصحفية التي كان سيعقدها Pompeo ، وبوريطة ، وتمت مغادرة كاتب الدولة في الخارجية الامريكية ، دون اصدار البيان الختامي الذي كان سيحدد طبيعة ، ونوع العلاقات بين النظام المغربي ، وبين الولايات المتحدة الامريكية . الآن ومن خلال كل هذه المناورات ، بين الطرفين الأمريكي والمغربي ، وبعد ان اختزل السيد Pompeo الزيارة في خمس ساعات ، بعد ان كان مقررا لها يومين ، ما هي المواقف التي ستتخذها إدارة الرئيس Trump في قضية الصحراء ، بعد ان تملص النظام المغربي من اقتراحات Pompeo ، لانقاد Ben Jaman Netanyahou من السقوط ، ومن السجن ، وهو الحليف المفضل لذا الرئيس Trump ؟ فكيف يمكن فهم ، واستيعاب ، الاعيب الرئيس الأمريكي ، التي كانت ولازالت له مواقف خاصة من شخص الملك محمد السادس ، بسبب تمويل الحملة الرئاسية للسيدة هيلاري كلينتون ، ، وكيف يمكن فهم واستيعاب تحوله ، أي الرئيس الأمريكي الى حمل وديع ، عندما أراد توريط النظام المغربي في صفقة القرن ، وحاول توريطه لفك طوق النجاة عن عنق نتنياهو ؟ كل شيء سيتضح في الشهور القادمة حتى الوصول الى الجلسة القادمة لمجلس الامن حول الصحراء ..
#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)
Oujjani_Said#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أية جمهورية // Quelle république
-
ثلاثة وستين مرت ، الى متى ؟ Soixante - trois années , jusqua
...
-
المؤتمر الخامس عشر لجبهة البوليساريو // Le quinzième congres
...
-
تحليل / Analyse // الملك يسود ولا يحكم / Le Roi règne mais n
...
-
رايات الاستعمار ترفرف فوق العواصم العربية / Les drapeaux col
...
-
الولايات المتحدة الامريكية / اسرائيل // Les Etats nis d’Amér
...
-
البرلمان المغربي
-
هل لا تزالون تحلمون بفلسطين حرة مستقلة
-
اليسار مات في يناير 1975 / المؤتمر الاستثنائي / مؤتمر الارتد
...
-
ملف - الحراك الجماهيري الثوري في العلم العربي .. -
-
خطير : دعوة الى القتل
-
بومدين والبربرية
-
الى الرأي العام الدولي أوقفوا التعذيب في المغرب
-
بناء الخلافة في تونس -- Linstauration du Chilafa ( le chalif
...
-
اتفاقية مدريد الثلاثية
-
العلاقات المغربية الاسبانية
-
الخونة الفلسطينيون -- Les traîtres Palestiniens
-
ما يجهله المدافعون عن سجناء الريف -- Ce qui ignore les défen
...
-
خطاب الملك محمد السادس : - خطاب تحد للجزائر ، وللامم المتحدة
...
-
الغربيون وقضية الصحراء الغربية
المزيد.....
-
-حرب- التعريفات الجمركية بين الصين وأمريكا.. كيف ستستجيب بكي
...
-
نتنياهو يتوجه إلى الولايات المتحدة ليكون أول رئيس وزراء يلتق
...
-
إجلاء أطفال فلسطينيين جرحى إلى مصر مع إعادة فتح معبر رفح
-
تعيين اللواء إيال زمير رئيسا جديدا لأركان الجيش الإسرائيلي
-
كاميرا تلتقط لحظة انفجار طائرة في فيلادلفيا في كارثة جوية جد
...
-
بوتين يهنئ البطريرك كيريل بذكرى تنصيبه الكنسي
-
قتلى وجرحى في قصف إسرائيلي استهدف مركبتين في مدينة جنين (فيد
...
-
الحرس الثوري الإيراني يكشف عن صاروخ كروز البحري بمدى يتجاوز
...
-
طالبة صينية أول ضحية لقانون ترامب بترحيل الطلاب المؤيدين لفل
...
-
ترامب يأمر بتوجيه -ضربة دقيقة- لاستهداف أحد زعماء -داعش-
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|