أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة- جلد الضحيّة لذاتها














المزيد.....

بدون مؤاخذة- جلد الضحيّة لذاتها


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 6432 - 2019 / 12 / 8 - 14:20
المحور: القضية الفلسطينية
    


يقول علماء النّفس أنّ الضّحيّة تحبّ جلد ذاتها، وهذا ينطبق علينا نحن الفلسطينيّين في الوطن الذّبيح قبل غيرنا، فنحن ضحايا للاحتلال الذي أهلك البشر والشجر والحجر، تسانده الدّولة الأعظم أمريكا التي تقف سدّا منيعا أمام شعبنا؛ لمنعه من تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة كغيره من الشّعوب الأخرى.
وفي ظلّ الأوضاع المأساويّة التي تعيشها أمّتنا بشكل عام، وشعبنا الفلسطينيّ بشكل خاص، بسبب الهزائم المتلاحقة وعلى مختلف الأصعدة، يلاحظ ومن خلال صفحات التّواصل الاجتماعيّ-الفيس بوك-والتي تساوى فيها الجاهل والعالم، أنّ الكلّ يهرف بما لا يعرف، خصوصا في السّياسة، لأنّ الجميع ضحايا لأوضاع سياسيّة لا خيار لهم فيها، واللافت للإنتباه أنّ هناك شبه إجماع
على أنّ الكلّ يدّعي الحكمة والمعرفة"، ويهاجم الكلّ الآخر الذي يخالف الرّأي، أي أنّ الغالب صار هو سياسة "التّكفير والتّخوين"، مع أنّ الغالبيّة يزعمون بأنّهم براء من ذلك. ولا غرابة في ذلك من أمّة خاضت وتخوض الاقتتال الدّاخليّ، ولكلّ فريق حجّته وبرهانه لقتل الفريق الآخر من أبناء شعبه وأمّته، وهذا قد يكون نتاجا لثقافة "الصّحراء الوحشيّة" كما وصفها ابن خلدون في "المقدّمة". ولا ينتبه أحد بأنّه "قاتل وقتيل" في آنٍ واحد، وأنّ الوطن واشّعب هما الضّحيّة.
وإذا ما أخذنا فلسطين كنموذج لجلد الذّات، فكلّنا نعرف أنّنا نعيش تحت احتلال يرتكب الموبقات كلّها بحقّنا وبحقّ وطننا، وأنّ السّلطة الفلسطينيّة هي سلطة تحت الاحتلال، ولا تملك من السّلطة إلا اسمها، ومع أنّنا آخر شعب يعيش تحت الاحتلال، إلا أنّنا نعيش منذ منتصف العام 2007 حالة انشقاق مفزعة، بسبب انقلاب حركة حماس واختطافها قطاع غزّة المحاصر برّا وبحرا وجوّا لإقامة "إمارة إسلاميّة"، ليعيش ما يقارب مليوني مواطن فلسطينيّ حياة بؤس غير مسبوقة، وتصل إلى حافّة المجاعة في أكثر المناطق اكتظاظا بالسّكان. في حين تتعرّض الضّفّة الغربيّة وجوهرتها القدس لسرطان الإستيطان المتسارع بطريقة جنونيّة. ومع ذلك فإنّ طرفي الانقسام مشغولان بمهاجمة كل طرف منهما للطّرف الآخر، لكنّهما لا يعملان بجدّيّة لإنهاء هذا الانقسام القاتل.
وإذا ما انتبهنا لما جرى مؤخّرا في تصويت الجمعيّة العموميّة للأمم المتّحدة على قراراتها التي تؤّكدها سنويّا بخصوص القضيّة الفلسطينيّة، فإنّنا نلاحظ أنّ دولا كانت تصوّت لصالح فلسطين، قد صوّتت ضدّ القرارات آنفة الذّكر أو امتنعت عن التّصويت. ووجدنا مقالات وتعليقات لسياسيّين ومثقّفين وأناس عاديّين يهاجمون الدّبلوماسيّة الفلسطينيّة على ذلك، ويحمّلونها مسؤوليّة هذه التّغييرات في مواقف بعض الدّول، وهم بهذا يتعاملون مع السّلطة كدولة عظمى مستقلّة وذات سيادة! وكأنّهم يتجاهلون الضّغوطات الأمريكيّة الهائلة على مختلف الدّول؛ لإجبارها عى تغيير سياساتها تجاه الصّراع الشّرق أوسطي؛ وأنّ هذا يندرج ضمن السّياسة الأمريكيّة الرّامية إلى تطبيق مشروعها "الشّرق الأوسط الجديد" لإعادة تقسيم المنطقة لدويلات طائفيّة متناحرة، وتصفية القضيّة الفلسطينيّة لصالح المشروع الصهيونيّ التّوسّعيّ الذي يتخطى حدود فلسطين التّاريخيّة.
كما يتجاهلون التّغييرات على سياسات النّظام العربيّ الرّسميّ الذي يتخلّى بصمت وهدوء عن سلاح"الشّجب والإستنكار" الذي كان يستخدمه، وانتقل إلى مرحلة تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وقطع في ذلك شوطا وصل إلى مرحلة "التّعاون الأمني والعسكري". فهل مطلوب من الدّول الأجنبيّة أن تكون عربيّة أكثر من الدّول العربيّة فيما تسمّيه"قضيّة العرب الأولى"؟
وهل جلد الذّات وصل بنا إلى مرحلة تجاهل الخطر الحقيقيّ للأعداء؟



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ديوان -على ضفاف الأيام- والموهبة الشعريّة
- بدون مؤاخذة-الدولة الديموقراطية الواحدة بين الواقع والحلم
- قصة -الأرجوحة- والخيال
- بدون مؤاخذة-لمن ينتظرون صفقة القرن
- بدون مؤاخذة- أمريكا تواصل حربها على الشعب الفلسطيني
- بدون مؤاخذة- انتفاضة العراق أسباب ونتائج
- الشعوب العربيّة بين الغضب والثورة
- بدون مؤاخذة- الحرب المفتوحة على قطاع غزة
- رواية -الحائط- في ندوة اليوم السابع
- الحائط رواية من لا رواية لهم
- بدون مؤاخذة- من حق الشعب اللبناني أن يعيش بكرامة
- بدون مؤاخذة-الضربة القاضية لاتّحاد الكتاب الفلسطينيين
- التّنظيم النّقابي للكتّاب الفلسطينيين في الأراضي المحتلّة
- بدون مؤاخذة-أردوغان حجر شطرنج وليس سلطانا
- هل يرثي فراس حجّ محمد نفسه أم أمّته
- بدون مؤاخذة-أردوغان ينشط في تطبيق مشروع الشرق الأوسط الجديد
- بدون مؤاخذة- ليس دفاعا عن وزيرة الصحة
- بدون مؤاخذة- فوضى إعلامنا
- بدون مؤاخذة- أراضينا المستباحة في جنجس وجوفة السّوق
- الحبكة الروائية في -نطفة سوداء في رحم أبيض-


المزيد.....




- ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه ...
- هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
- مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي ...
- مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
- متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
- الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
- -القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من ...
- كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
- شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
- -أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة- جلد الضحيّة لذاتها