أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نائلة الشقراوي - الفكرة الشعرية ديوان سديم الورد نموذجا














المزيد.....

الفكرة الشعرية ديوان سديم الورد نموذجا


نائلة الشقراوي
إعلامية وباحثة في الحضارة والأدب العربي

(Naila Chakraoui)


الحوار المتمدن-العدد: 6431 - 2019 / 12 / 7 - 08:21
المحور: الادب والفن
    


الى الآن لازالت هناك أصوات تحتج على تسمية قصيدة النثر بالقصيدة رغم أننا في المغرب العربي خاصة تجاوزنا مسألة الجدال حول شرعيتها من عدمها واهتم كتابنا بتطويرها والاشتغال على كتابتها بما يضمن مواجهة كتاب شعر العروض والمنظرين له بالحجة .الحجج مختلفة واهمها مواكبة النثر لموجة التحديث في الكتابة اكثر من اهتمام العمودي بها .التحديث مس الفكرة المكتوبة بعد أن اهتم بالمبنى ،وهو ما مكن الكتاب من سهولة ادماج القصيدة النثرية في السرد فكانت شعرية السرد المصطلح الحداثي الأكثر استخداما في الفترة الأخيرة .ديوان سديم الورد لسميرة بن نصر الصادر عن ديوان ورقة للنشر أحد الاصدارات الحديثة التي جمعت ما بين السرد والنثر وخلقت القصيدة الأشد حداثة والتي يتداخل فيها السرد بالنثر في كتابة نص ينتهي بتسميته قصيدة .ففي الديوان قصائد مختلفة في اسلوب كتابتها تثير من جديد مسألة التصنيف الى شعر أو نثر لكن برأينا الناقد فإن الديوان هو نموذج حي لقصيدة النثر التي ثارت على نمطية المبنى والمعنى،او لنقل هو فكر شعري يشبه قصائد نيتشة التي شككوا أيضا في شعريتها قبل ان تثبتها السنوات اللاحقة .من العنوان يبدأ نحت الفكرة من الشاعرة وينكشف جوهر العمل ،فالسديم لغة هو ما رق من ضباب يحدث ظلاما وسديم الورد ليس استخداما مجازيا وانما كوكب موجود ناتج عن انفجارات نجمية اذ تنشق السماء حتى تصير كوردة وقد ذكر ذلك في القرآن (فَإِذَا انْشَقّت السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَة كَالدهَان فَبِأَي آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَان) فما علاقة النجوم والكواكب والانفجارات بالقصائد ؟ الفكرة وجلاتها ،ان تكتب قصيدة يتسع فيها المعنى باتساع الكون ،ان تخاطب قصائد سميرة بن نصر الكون كله بل وتجعل الفعل الإنساني في ذاك الكون نقطة ارتكاز هامة لنصوصها الشعرية هي الإجابة ،وليس من الهين تقديم الفكرة في قالب شعري لكن الشاعرة احتلت غابات اللغة وأسكنت بها الفكرة لتجلي الضباب الذي يحجب عن الإنسان اهدافه الجليلة أو الذي يعمي بصيرته عن عظمة مبدأ استخلافه ،الفعل الإنساني في الكون متصل اساسا بعقله لا بطبيعته فتقول (الأفكار تتشرّب من دمي وعقلي والنّور الخافت في عيني،كلمة السر و مفتاح الوجود العقل) تقديس العقل بالنصوص لا ينبع من فراغ فهو الوعي الكامل الذي يصنع الفعل والفعل ليس إلا حدثا بحياة الانسان يحيلها الى شقاء او إلى نعيم (الحوادث لا تمر على الجسد مرور الكرام ، تكتب بالدم وباللحم أثارا متفاوتة العمق و تبقى جروح الرّوح أعنف وأشد).بعيدا عن السيريالية تكتب الشاعرة نصوصها رغم بلوغ مستوى الترميز اشده في استخدام المفردات حيث يصبح للكلام اصابع،ويرسم الخصر منعرجات خطيرة تتعثر فيها الجباه، فيرتدي الغراب مئز المعلم لتنقلب بعض الأدوار ويدهشنا السؤال لماذا؟ نحن امام رسم لرؤى فلسفية بلغة شعرية متقنة تنفذ من العين الى الوجدان بحراسة العراب الأكبر للجسد ،ايغال من الشاعرة في المعنى ،تقويض للسائد عن المبنى وثورة نص يغوص في عمق وجودنا وظاهره لتزيد من حيرتنا ومن ضجيج الأسئلة التي يطرحها كل مفكر عند ممارسته لحياة مختلفة لا يهدأ فيها العقل عن محاولة التقويض واعادة البناء بحثا عن واقع أفضل مما هيئ لنا ،تنتفي فيه التناقضات حين ندركها (الأرض التّي أنجبتنا نسيت أن ترسم لجلودنا فراء ، الأرض التي أنجبتنا أنجبت شوكا وقدّمت له كما الياسمين الماء) هذه الدنيا كما تقول الشاعرة هي زيفنا المشتهي تحت عرشها برك من الدّماء ،رقعة شطرنج تندلع فيها حروبا وتنتهي أخرى ونحن نحياها في رهق لا ينتهي ولكننا نحاول توسيع الزوايا لتبصر العين المتورمة بعضا من أمل.متعة القراءة في سديم الورد تتحقق ونحن نلمح ذاك الصراع المتجدد بيينا وبين الكون في محاولة لامتلاك الحياة .لذة القراءة في قصيدة النثر تحققت بعد أن امتطت الشاعرة لغة النثر المتسعة واستعانت بإيقاع مناسب للمعنى الذي شكلته الحروف فكان سديم الورد برهانا على الشعرية والشرعية ..



#نائلة_الشقراوي (هاشتاغ)       Naila_Chakraoui#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ديوان -لرجل أحببت-للشاعرة وسيلة المولهي: رسائل تشفيرية لرجل ...
- رمزية المكان في مجموعته القصصية( في أكل السحب)
- سفيان رجب السائر وراء الجنازات أم قناص جوائز ؟!
- حين تصنع وحيدة المي من الخراب مجد الفكرة والنص
- الصحفية عواطف بلدي تحاور قامة من قامات الشعر التونسي
- الصادق وجدان زير برتبة وزير عاشق
- القادر بلحاج نصر ومجموعته القصصية زطلة يا تونس /// تونس بعيو ...
- نورانيات الأنا العاشقة في ديوان وأشرق العشق لراضية الهلولي
- 10دق تكفي..للروائية رفيعة بوذينة، الرواية الجاهزة للتصوير
- فلسفة النص في مجموعة الوجه الآخر للحكاية لإبراهيم بن مراد
- رواية مراد ساسي المشي على شفرة حادة ، رحلة الهروب من الموت ا ...
- وجودية منير الوسلاتي ما بين الاستشراف العرفاني والشعرية _
- رواية للا السيدة للكاتب طارق الشيباني، الرواية المكتوبة على ...
- حفر دافئة للروائي التونسي الحبيب السالمي رواية التفاصيل المر ...
- الحبيب الهمامي ما بين تحليق وسفر ذات شاعرة يشدها الواقع إليه ...
- الضوء الشارد من فصول أنثى الفصول الفصل الخامس المندس بالرواي ...
- صمت النواقيس للكاتبة فتحية دبش ،رحلة في مناخات العنف والإرها ...
- اليسار التونسي والقضية الفلسطينة المطموس والمعلن
- يوسفيات نجيب بن علي تنعى المدائن والوطن ___
- عمق المشاعر وضجيج الفكر في الإصدارات الأخيرة للشاعرة فضيلة ا ...


المزيد.....




- قبل إيطاليا بقرون.. الفوكاتشا تقليد خبز قديم يعود لبلاد الهل ...
- ميركل: بوتين يجيد اللغة الألمانية أكثر مما أجيد أنا الروسية ...
- حفل توقيع جماعي لكتاب بصريين
- عبجي : ألبوم -كارنيه دي فوياج- رحلة موسيقية مستوحاة من أسفار ...
- قصص البطولة والمقاومة: شعراء ومحاربون من برقة في مواجهة الاح ...
- الخبز في كشمير.. إرث طهوي يُعيد صياغة هوية منطقة متنازع عليه ...
- تعرف على مصطلحات السينما المختلفة في -مراجعات ريتا-
- مكتبة متنقلة تجوب شوارع الموصل العراقية للتشجيع على القراءة ...
- دونيتسك تحتضن مسابقة -جمال دونباس-2024- (صور)
- وفاة الروائية البريطانية باربرا تايلور برادفورد عن 91 عاما


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نائلة الشقراوي - الفكرة الشعرية ديوان سديم الورد نموذجا