أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم المحبشي - المرأة وتثقيفها في صالون بنت البادية الثقافي















المزيد.....

المرأة وتثقيفها في صالون بنت البادية الثقافي


قاسم المحبشي
كاتب

(Qasem Abed)


الحوار المتمدن-العدد: 6430 - 2019 / 12 / 6 - 19:40
المحور: الادب والفن
    


في جمعية القبائل العربية، حضرت الثقافة المدنية الإنسانية واختفت الرموز والقيم القبائلية السلبية.

حينما قرأت الإعلان الصادر عن جمعية القبائل العربية المصرية للخدمات التنموية عن افتتاحها (صالون بنت البادي الثقافي؛ أحلام ابو نواره ) في شارع ابن خلدون بالجيزة، المكرس للتوعية المرأة المصرية في شتى المجالات وإبراز دورها التنموي- حينما قرأت ذلك الإعلان الجميل قبل أيام فكرت بالحضور وتواصلت مع استاذة عزيزة اعرفها وهي من المهتمين في الشأن الثقافي المصري. سألتها بشأن إمكانية حضوري الأمسية التي تنعقد على مقربة من موقع سكني، قالت لي نعم يمكنك الحضور والمشاركة ولا حرج في ذلك أنت في أم الدنيا بلدك الثاني. تشجعت واتخذت قراري في الذهاب مدفوعًا بحوافز عدة أهما: الرغبة في التعرف على الصالونات الثقافية التي تديرها مثقفات مصريات وهي المرة الأولى في حياتي تسنح لي الفرصة بحضور صالون كهذا، فضلا عن اهتمامي بموضوع ثقافة المرأة والتنمية، ودوافع أخرى منها شارع ابن خلدون واسم الصالون ( بنت البادية) الذي صادف هوى في نفسي كوني من بلاد البادية وموطن القبائل العربية الجنوبية التي هاجرت في ألأزمنة القديمة واستقر بها المقام في أم الدنيا وغير ذلك من الحوافز التي قادتني إلى أكتشاف هذا العالم الثقافي الجميل غير المألوف في بلاد القبائل العربية المتحاربة. وكل جديد بالنسبة للبالغ متعة! كما قال فرويد. عزمت وتوكلت وركبت التاكسي إلى شارع ابن خلدون الذي أحبه.وصلت هناك في السابعة والنصف مساء واستقبلت بحفاوة حميمة من اللواء البحري علاء بدر وزوجته الإعلامية الشاعرة المثقفة سهام الزعيري التي أخبرتني بانها زارت حضرموت قبل أشهر بوصفه منسقة الاتحاد الرياضي العربي الرياضة من أجل السلام ومنسقة تصفيات الملاكمة العربية في سيئون الحضرمية. هناك في الدور السادس بمنزلها وجدت بعض الذين سبقوني بالحضور؛ أكاديميون وأدباء وكتاب من مختلف المجالات الحساسيات .لفت نظري تلك الروح المصرية الرحيبة في التعامل مع الغرباء أمثالي وأنا (غريب الدار والأهل والوطن) إذ أحسست منذ الوهلة الأولى بانني في مكان حميم لا يشعرك بالغربة أبدًا. وتلك خاصية مصرية بامتياز لم أجدها في أي بلد عربي زرتها. في مصر فقط ثمة اندماج اجتماعي وثقافي قل نظيره، إذ تختفي كل الهويات والمرجعيات الاجتماعية والعقائدية والجهوية والأيديولوجية وتحضر الهوية الوطنية المصرية القوية، إذ لا تعرف من محدثيك أي إشارة أو نبرة تدل عن هويات أخرى غير هوية مصر الانسانية الحانية. وهذا هو احد اسرار عافية أم الدنيا منذ الألف السنيين. تجاذبنا أطراف الحديث في الفكر والثقافةلبرهة من الوقت حتى اكتظت الشقة بالحضور الكريم وحضرت بنت البادية صاحبة الصالون أحلام أبو نوارة، والأستاذ ابو الفتوح البرعصي رئيس مجلس إدارة الجمعية. افتتحت بنت البادية الأمسية بكلمة ترحيبية بالحضور ودعت المتحدثين الأساسين الدكتور أحمد عطا الله صيدلي ومتخصص في الأنثربولوجيا الثقافية والأستاذ صلاح البيلي كتاب صحفي مرموق والشاعر الناقد الأدبي الدكتور صالح شرف الدين. والأستاذة الدكتورة فاطمة إسماعيل تحدث المعنيون عن دور المرأة المصرية في التنمية الاجتماعية والثقافية وكيفية تعزيز ذلك الدور باستمرار. إذ اشاد المتحدثون بدور المرأة المصرية التي هي الأم والدادة والبنت والأخت والحفيدة والحبيبة والأنس والسلوى والبيت والأسرة والدف والحب والحنان والجمال والحضارة وأول الحضارة امرأة إذ يعود لهن الفضل في استئناس المتوحش كما جاء في ملحمة جلجامش أول نص مكتوب في تاريخ الحضارة البشرية. ثم عرضت بنت البادية وهي شاعرة وإعلامية مخضرمة نبذة مختصرة عن فكرة الصالون منذ تأسيسه عام 2013م. تناولت فيها مواقف رائعة من سيرة حياتها التعليمية بالبادية وقصة نجاحها مشفوعة بمقاطع جميلة من قصائد البادية المصرية التي تشبه إلى حد كبير شعر البوادي العربية ثم تحدث السيد أبو الفتوح عن تاريخ الجمعية ومنجزاتها منذ التأسيس. بعد ذلك استمعنا إلى تنويعات فنية وأدبية ممتعة أغاني البادية وقصائد جميلة لشعراء وشاعرات منها قصيدة رائعة في حب مصر للشاعر السوري عدنان برازي وقصيدة أروع للشاعرة المصرية شريفة السيد، فضلًا عن الإنشاد الروحي. كانت أمسية ثقافية مدنية حميمة من اروع ما يكون. وأنا هناك تداعت إلى ذهني صورة المرأة في تاريخ الحضارة المصرية التليدة، إذ كانت المرأة المصرية ولازلت هي التي تمنح أم الدنيا روحها وألقها الزاهر عبر العصور، فحينما كانت شعوب الأرض تستعبد النساء وتقتلهن في المهد كانت مصر تتوجهن ملكات، نعم أنها أم الدنيا الباذخة بالرموز والدلالات (الخصب والولادة والحياة والنماء والجمال والأنس والرعاية والحنان التي ينثر النطق بها كنانة شاملة من الرفق والمحبة؛ أم الدنيا، الزاخرة بحضور صورة المرأة وصوتها عبر العصور، إيزيس إلهة الجمال، فينوس آلهة البحار نفتيس آلهة الثمار آتوم آلهة الجبال، ورمسيس ، نفرتيتي، كليوباترا، هيباتيا، زليخا. وهكذا كانت وظلت وسوف تستمر أم الدنيا أنثى المدئن كلها وفاتنة الحياة وأمها. وهكذا هي مصر التي علمت العالم التحضر والحضارة، فيها فقط تحولت القبائل العربية إلى أفاق ثقافية باذخ بالروح المدنية المتسامحة، وفي جمعية القبائل العربية المصرية حضرت المرأة والأدب والفن والثقافة والكرم والشهامة وغير ذلك من رموز وقيم القبائل الإيجابية، واختفت رموزها وقيمها السلبية التي دمرت الكثير من الشعوب العربية ومنها؛ الذكورية المتوحشة والتجهم والعنف والحمية والعصبية والافتخار بالجنبية( الخناجر المعكوفة) وألبرع والزوامل والمشايخ والعمائم كما هو الحال في بلاد اليمن السعيدة بقبائلها الأصيلة التي جعلت من المرأة ذات يوم ملكة أمثال بلقيس ذات العرش العظيم وأروى الصليحية الحكيمة. فمتى تدرك القبائل اليمنية المعاصرة أن المرأة هي بانية الحضارة والسلام والتنمية ومصر الحانية شاهد حال ومآل؟ تخللت الأمسية تقديم وجبة عشاء عامرة بالمحشيات والحلويات المصرية اللذيذة. وحينما طلب مني إلقاء قصيدتي (أمي الحبيبة أمي) اعتذرت بحجة باديوية مفادها؛ لا كلام مع طعام! ولا شعر بعد غناء!عدت من الأمسية بثلاثة دواوين شعرية للشاعرة الإعلامية سهام الزعيري. وهاكم خاطرتي الشعرية التي كان من المفترض تلاوتها في الأمسية ولست شاعرًا محترفًا.

.أمي الحبيبية أمي😍

لأمي الحبيبة أمي
كل صباحات عمري
أمسي ويومي وغدوي
لمن حنوها بالحبيب
الهني أرضعتني
لصدر إذا ضاقت الأرض
بيّ يتسعني
لعينين أن غبت عنها لحظة
بتسأل عني
لها وحدها كل نبضات
قلبي وروحي وعقلي
لقلب يخاف عليّ
أكثر مني
لحضن حميم حملني
وصدر حنون احتضنني
لمن أنجبتني
أدين بروحي وجسمي
واسمي
لمن تحت أقدامها
كل جنات ربي
لمن سهرت كي ننام
أنا وأخواتي بأمان
لمن أطعمتني بعد الفطام
لمن علمتني الحبو
والخطي والكلام
لمن درهنتني
وأعذب صوت يغني
لمن أولعت شمعة
كي تضيء الظلام
لمن هنهنتني في حضنها
كي أنام بتغريد هدل الحمام
لمن علمتني التهجي والنطق
والحلم بين الغمام
لقلب يخفق إذا ما الحياة أتعبتني
ماذا عساني أقول وأفعل لاوفي؟
لها أعظم الأمهات عساني
أبر بوعدي وعهدي
فعذرا اليك على كل تقصير مني
ربي يخليك نوارتي في حياتي
حملتك وطن في بعادي وقربي
بسعدك يالغالية ينجلي كل همي
الله يخليك أمي الحبيبة أمي

الجيزة 5 ديسمبر 2019



#قاسم_المحبشي (هاشتاغ)       Qasem_Abed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في معنى الثورات العلمية وتغيير الباراديم
- انتحار الشهيد .. قصة واقعية من اليمن السعيد
- ملاحظات أولية في نظرية الاستشارة الفلسفية
- بمناسبة اليوم العالمي للفلسفة .. وعودة النموذج السقراطي في م ...
- اليونسكو .. الغياب الدائم والحضور المفترض
- حاجة العرب الى تدريس الفلسفة للأطفال أكثر من حاجة الغرب والأ ...
- مدني صالح .. مقاربة الاسم والمعنى
- الثورة التي ادهشت العالم!
- الهُوية إشكالية المفهوم وسياقات المعنى
- وداعا أفلاطون .. الفلسفة والأطفال.. استئناف الدهشة!
- منظمات المجتمع المدني ودورها في بناء السلام باليمن
- حينما يكون الجسد اكثر ادهاشا من الروح


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم المحبشي - المرأة وتثقيفها في صالون بنت البادية الثقافي