أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال الحريري - العلمانية التي نُريد














المزيد.....


العلمانية التي نُريد


طلال الحريري
سياسي عراقي

(Tallal Alhariri)


الحوار المتمدن-العدد: 6430 - 2019 / 12 / 6 - 17:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يتوهم البعض وخاصة دعاة الاسلام السياسي بأن العلمانية تجربة فشلت في البلدان العربية وان الاسلام هو الحل بصفتهِ دين ودولة! وهنا نقول:
الانظمة الاستبدادية لم تكن تجارب علمانية بل نماذج للإرهاب وتحطيم طبيعة الانسان ومصادرة حريته، بينما الاسلام السياسي تجارب اسلامية حكمت وسادت ضمن الرؤية الاسلامية التي تجعل من الاسلام دين ودولة منذ عصر الخلافة الأول وحتى يومنا هذا. لقد فشلت هذه التجارب الاسلامية فشلا ذريعا بكل الحقب والأزمنة واحدثت فوضى ودمار شامل وشتت الشعوب ومكنت الارهاب والتطرف، وجعلت الجهل والتخلف سمة للمجتمعات التي حكمتها بل ان اكبر خطر تجلى في هذه التجربة إلغاء القيم الفردية للإنسان وعزل الشعوب عن التماثل الحضاري ومحاربة العلم والتنمية والازدهار تحت ذريعة مخالفة شريعة الله والانشغال عن شؤون الآخرة والعبادة.
العلمانية ليست فصل الدين عن الدولة او السياسة فقط بل هي اطار فكري وتجربة انسانية تهدف الى بناء الفرد وتمكين اسس التنمية الفكرية والانسانية، وتأخذ ابعاداً ايدولوجية تشمل جوانب الحياة كافة، سياسية،اقتصادية،اجتماعية،ثقافية..
اذن نحن لم نُجرب العلمانية في مفهومها وابعادها الشاملة كي نقول بأنها فشلت او لم تستطع احداث التغيير المرتقب في المجتمعات.
العلمانية تتطلب وعي اجتماعي ونهضة فكرية وثقافية تتجلى من خلالها رؤية تتحول بمرور الوقت الى اهداف اجتماعية الى ان تصل الى مرحلة من الوعي تصبح فيها العلمانية قضية جيل ومطلب شعب وتجربة دولة. والعلمانية بهذا المفهوم لا يمكن ان تنفصل عن الديمقراطية وحقوق الانسان والتمدن الحضاري للفرد والمجتمع ومبادئ العدالة والمساواة، بل ان هذه الاخيرة هي القيم العليا للعلمانية والمبادئ السامية التي تُكمل المفهوم العام للعلمانية.
كما ان العلمانية بصفتها ومفهومها الانساني لا تتبنى الافكار المتطرفة وليست معادية للدين كما يعتقد الاسلاميين وأنما تمثل مشروع انساني عظيم لبناء دولة تجعل الانسان أولوية والتنمية هدف والمساواة والعدالة قيم اجتماعية وثقافة سياسية شاملة.
موقف العلمانية من الدين يتمثل بفكرة مفادها تحويل الدين الى قيم روحية فردية خالصة وابعاده عن شؤون السياسة وادارة الدولة والمأسسة والقانون كون الرسالة الحقيقية للدين تتجلى في القيم الروحية والاخلاقية في حدود الضمير والوجدان.

وفي الختام نقول: ان مرحلة الوعي الفكري التي تجلت في العقد الاخير واصبحت سمة بارزة في ادبيات شعوب المنطقة خاصة في العراق تُعد حُقبة مهمة وتاريخية حيث تتميز بنمو اسس التنوير وتصاعد وتيرة الوعي على مختلف الصُعد السياسية،الاجتماعية، الثقافية،العلمية. ان هذا التحول هو المدخل الاستراتيجي للعلمانية، وان العلمانية بصفتها رؤية وفكر ومنظومة ثقافية ستكون التجربة الأمثل التي سترافق مستقبل التحولات الاجتماعية والسياسية في مجتمعاتنا حيث بدأت تتحول من ايدولوجية جامدة الى رؤية اكثر شمولا واعمق مفهوما حتى اصبحت قضية الاجيال وبرامج للثورات الفكرية والسياسية والنشاطات الجماهيرية.
#طلال_الحريري



#طلال_الحريري (هاشتاغ)       Tallal_Alhariri#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصراع القادم_ الجزء الأول
- إستراتيجية التدمير الذاتي في رؤية احتواء ايران وبرنامجها الن ...
- الخليج الجديد. أيُ سلام مع إسرائيل؟
- إستهداف كركوك
- قبل عقد قمة مكة لردع إيران ينبغي أن تحموا مكة من صواريخ إيرا ...
- سِفْر التكوين/ لماذا سقوط النظام الإيران يُعد ضرورة حتمية، و ...
- الخطاب المعكوس. اهم اسرار السياسية الخارجية الأمريكية
- هل ستُضرب إيران وتشن امريكا حرباً لإسقاط نظامها؟
- ماذا بعد ظهور البغدادي
- سقوط النظام الايراني
- الاصلاح السياسي في العراق خدعة العصر !
- #داعش_الشر_المقيم! نهاية نظام #الاسد
- الانتخابات العراقية2014(صوت الناخب والتوجه السياسي)
- العراق دولة مدنية وسيبقى كذلك


المزيد.....




- هيغسيث: إسرائيل حليف مثالي للولايات المتحدة
- علماء يكشفون كيف وصلت الحياة إلى الأرض
- ماسك يرد على ترشيحه لنيل جائزة نوبل للسلام
- برلماني أوكراني: زيلينسكي يركز جهوده على محاربة منافسيه السي ...
- رئيس جنوب إفريقيا يحذر نظيره الرواندي من عواقب الفشل في وقف ...
- مستشار سابق في البنتاغون: على واشنطن وموسكو إبرام اتفاقية أم ...
- منعا للتضليل.. الخارجية الروسية تدعو إلى التحقق بعناية من تص ...
- ترامب -يعلن الحرب- على دعم فلسطين داخل المؤسسات التعليمية
- لوبان لا تستبعد استقالة ماكرون
- ترامب يوقع أول قانون بعد عودته إلى المنصب


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال الحريري - العلمانية التي نُريد