ميثم سلمان
كاتب
(Maitham Salman)
الحوار المتمدن-العدد: 6429 - 2019 / 12 / 5 - 00:49
المحور:
الادب والفن
تقول الحكاية التي سمعتها من فم رجل مات منذ أمد بعيد إنهم سألوا مهندسا بريطاني عن المكان المناسب لحفر حقل نفط في العراق أيام الأحتلال البريطاني. رمى الرجل الأنكليزي قبعته بالهواء وفي معرض جوابه قال: أينما تحط قبعتي ستجدون نفط أسود.
أما اليوم وبفضل توالي الحروب والإحتلالات فإنك ستجد قبرا أينما حطت قبعتك على الأرض، وستجد قطعة قماش سوداء توثق الموت أينما رفعت رأسك. حتى صار العراق أرض السواد بأمتياز.
أينما وليت وجهك فثمة قبر.
ألا يكفي لهذه الأرض أن تضم أكبر مقبرة في العالم حتى تجدها تفرخ المقابر في كل مكان؟
مقابر حفرها طاغية وجدوه أخيراً في حفرة. مقابر حفرتها وحوش تستدعي غبار التاريخ. مقابر لضحايا تلك الوحوش أجبر الناس على حفرها في بيوتهم وفي المتنزهات العامة في غرب البلاد وشمالها. قبور كانت بيوت سابقاً! تعددت أسباب الموت والعراق واحد.
لكل مرحلة موتها الباذخ وقبورها العامرة.
نموت اليوم أثناء سعينا لحياة أفضل! أي قدر أسود هذا يجعلنا نحفر القبور ونحن نزرع أحلامنا في أرض أفسدها طاغية آخر بنسخة دينية! مهلا أيها الموت فنحن لم نحص قتلى الأمس بعد ولم نقطف ثمار أحلامنا بعد. مهلا أيها الأسى فمازلنا نبحث عن وطن لأحلامنا.
فهل علينا دائما أن نموت كي يحيا الوطن؟
#ميثم_سلمان (هاشتاغ)
Maitham_Salman#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟