فتحي البوزيدي
الحوار المتمدن-العدد: 6427 - 2019 / 12 / 3 - 21:42
المحور:
الادب والفن
حبيبتي المولودة في القطن.
ماذا تعرفين عن قطف التّين الشوكيّ بعيون القرويّين الفقراء؟
ربّما يجرح لساني جسَدَك العاري, و أنا ألعقه مثلما يلعق طفل جائع ما بقي من الجبنة المالحة على أصابعه فُتَاتًا أبيض ادّخرته أمّه للّيالي السوداء الطويلة .
/العبث..
الشهوة
لعبةُ الشّعراء و العاشقات.
قصور رمليّة من التّفاصيل العابرة,
فمُ الحرمان يقطر
عسلا,
حُلُما.
الصّغار يرسمون الغيوم بعيونهم
وجوهَ من يحبّون,
صورا مخيفة أحيانا.
أنت ترسمين أثر لساني الشوكي على جسدكِ
ذاكرةً لما أُحِبُّ
ذاكرةً لما اقترفنا.
لكنّك أخطأت مرّتين
مرّة..
أخبرتِني أنّي تركتُ على جسدِك رسما يشبه الوردة.
لكنّنا نحن الفقراء
, لا نحبّ الورد كثيرا
لا نعرفه.
ربّما لأنّ العطر لا يسدّ رمقا.
.. مرّة ثانية
قلتِ إنّي رسمت على جسدك صورة تشبه خارطة الوطن.
أسأتِ التقدير أيضا..
لست وطنيّا كما تظنّين.
كلّما خرجتُ في مظاهرة شعبيّة صارت "الكوكاكولا" أهمَّ من البلاد.ِ
البلادُ
تُسيل دمعي.
و أنا مثل أمّي أكره البصل لأنّها ملّت البكاء.
مثل أبي أكره الحزن و هو الذي نسي الضّحكة في حذائه المبتسم دوما.
مثل رفاقي أكره "لاكريموجان".
و أحبّ "الكوكاكولا"..
أغسل بها منجم الملح في عيني.
دعينا
من الورد,
, من خارطة البلاد
المظاهرات الشعبية
لعبة أخرى تشبه لعبة الشّعراء و العاشقات..
/العبث..
الشهوة
فقط في هذه اللعبة كان "لاكريموجان" شوكا بعينيّ..
كنتُ أبلّل جسدكِ البعيدَ بأثر دمعة.
لأنّكِ من قطن
كنتِ -حبيبتي-
تمتصّين دمعي..
لا تَرَيْنَه.
#فتحي_البوزيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟