أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم عرفان - -تمرد خافت -رؤية نقدية للمجموعة القصصية -شعر مستعار- للأديبة آية ممدوح














المزيد.....

-تمرد خافت -رؤية نقدية للمجموعة القصصية -شعر مستعار- للأديبة آية ممدوح


كريم عرفان

الحوار المتمدن-العدد: 6427 - 2019 / 12 / 3 - 19:56
المحور: الادب والفن
    


صراع عميق بين ثنائيات ازلية متقابلة ومتضادة ( العقل أمام الوجدان ) ؛ (التحليل ويقابله العاطفة ) ؛ ( القانون والنظام يواجههما الباطنية والغنوصية ) ؛ ( الفلسفة والفكر يمثلان أمام الروحانيات ) ؛( الخفاء وضده العلن ) ؛ (المجتمع في مواجهة الطبيعة ) تلك الثنائيات قامت القاصة بتفحصها واستخراجها من قلب المجتمع والأحداث الحياتية الإعتيادية وقدمتها إلى القارىء بشكل فنى .في مجموعة قصصية حملت عنوان (شعر مستعار ) ..وهى مجموعة ذات وحدة موضوعية بدت كحبات العقد لا يمكن فصل قصة عن أخرى وإنما يجب قراءة المجموعة كوحدة واحدة وهو ماتميزت به الأديبة ؛ في هذه المجموعة تتمرد الأديبة والقاصة على السلطة والمجتمع لكنه "تمرد خافت" يتميز بالرصانة ولا يعرف الصوت العالى إنما يتصف بالحكمة والإكتفاء بالمشاهدة من بعيد وتقليب الأمور بشكل متزن وعقلانى أعانها على ذلك الحس الفلسفى الذى تتمتع به والذى أضفى عمقا كبيرا على ذلك العمل الادبى فالكاتبة لاتقنع بالظواهر إنما تبحث عن الكامن في النفس البشرية وفى الاحداث الحياتية المتكررة .
السلطة الأبوية :
في هذه المجموعة صراع مكتوم بين الأنثى من جانب وشخصيات أبوية وذكورية من جانب آخر أدارته الكاتبة ببراعة وأرادت ان يكون صراعا هادئا ..
فيبدو الأب في القصة الأولى ( أربع ساعات ) حاسما لايجيد إلا إلقاء الأوامر بشكل لا يقبل النقاش وبدون تعليل أو حكمة وهى تصفه ب"رئيس بيت الملل " ؛ والملل في قاموس الأديبة له خصوصيته فهو يقابله في نظرتها للحياة " الإنسجام والتناغم " كما قالت ذلك صراحة في قصتها (إجازة في الصحراء ) ؛ وفى ذلك هجوم ضمنى .
كما نجدها تطلق على البروفيسور في قصة (زيت الورد ) لقب عالى المقام في تهكم واضح وتتساءل حول تداخل مشاعره مع التقييم الموضوعى .
ونأتى هنا لشخصية القاضي في قصة (السى في ) الذى أراد أن يقيم العدل ويحفظ النظام المثالى للحياة فهى تجعله يستقيل من منصبه حينما يفشل في تحقيق العدالة كما يحسبها هو ويراها وفى ذلك أيضا هجوم على النظام الذى وضع من قبل السلطة الذكورية فهى لا تراه كاملا ولا يكفى لتحقيق العدل ؛ لاسيما وأنها قد ذكرت الرمز الانثوى (ماعت ) في قصتها (المبادرة ) وفى ذلك إيمان "باطنى " بالأنثوية وأنها الأجدر على تحقيق العدل المنشود وهذا يؤكد ما قلناه في السابق أنه يجب قراءة المجموعة كوحدة واحدة فالشخصيات تتلاقى وتتصارع وتتكامل بطول المجموعة وعرضها .
الطبيعة :
القاصة مهتمة بالصراع الأبدى بين المجتمع والطبيعة وهى كأنثى ترى أنها يجب أن تقف دائما بجانب الطبيعة وتتحيز لها وتمقت فرائض المجتمع ومااخترعه من حدود ما أنزل بها من سلطان ؛ فهى تفضل العودة إلى أحضان الطبيعة ويلازمها ذلك الحنين إلى ان تستمع إلى إلهام الطبيعة وما تبوح به .
فهى مؤمنة بالطبيعة "متحدة" معها ذلك ( الإتحاد ) الذى يعتبر غاية للأنثى كما توضح المجموعة فهى تنتمى للطبيعة بل تجعل الشخصيات الانثوية تحاكى الكائنات الحية والحيوانات ولا تخجل من ذلك كما فعلت فيروز في قصة مبادرة " فقد لاحظت فيروز بقرة إفريقية تهز عضل صدرها بسرعة منفصلة في الحركة عن بقية الجسم ؛ فراحت تحرك بطنها بقبض وبسط العضلات بسرعة مثل الراقصات وهى تضحك " بل نعتتهم فيروز بالزملاء كما تقول ( الحيوانات زمايلى لما ببصلهم والمسهم بحس إنهم وانا زى بعض كلنا خلقة ربنا )
وهى ترى أن الشجرة تساعدها في التغلب على آلام ظهرها وأنها تحوى أسرارا كونية غير واضحة لذلك تتواصل معها وتعاملها معاملة الإنسان كما في قصتها (مساعدة)؛ بل ترى في الرمل "كائن حى " مثله مثل البشر ووصفته بالشاهد بل بالمؤرخ الأكبر في قصتها (إجازة في الصحراء) وهى تنتصر لذلك "الإتحاد " بل وتبشر به وترى أنه الحل الوحيد لإيجاد السلام للجنس البشرى والذى يمهد للاتحاد بين البشر أنفسهم ثم التلاحم والإتحاد الأكبر بين البشر والكائنات والكون الفسيح .
- ويمكننا القول أن هذه المجموعة هي فيض من المشاعر الإنسانية التي برعت القاصة في التقاطها وتصويرها وأيضا حوت كما هائلا من التساؤلات الفلسفية التي تطرحها على القراء فهى "تحب الأشياء الصغيرة الصادقة وترى جمالا فيها " كما ورد على لسان أحد شخصياتها ؛ فالأديبة ترى الجمال في مشاهد مكثفة عادية حياتية اعتيادية يراها المرء كل يوم وتلمحها العين كل ساعة ولايلتفت إليها لكنها بما تمتلك من حاسة قصصية تلتفت إليها وتجد فيها الكثير ؛ وهى في كثير من الأحيان تجد أن الوصف يكفى ويغنى عن كلمات كثيرة فهى تجرد الحدث تماما بلغة سلسة كما لو كانت تخلع شعرا مستعارا عن رأس أحدهم وذلك بكلمات موجزة واصفة تتسم بالتركيب الأنيق والمنمق والمصفوف بعناية بالغة .



#كريم_عرفان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليمين الأدبى
- إبداع المرأة ..وفقا لهيزنبرج
- أدب المرأة ..بين اليمين واليسار
- الدراماتورج
- هالة ..-عندما تتحول الأنثى إلى هالة نور
- الإسلام -الأصولى-هو الحل
- الشافعى..فيلسوف العرب
- الأرأيتيون
- قصيدة النثر..نهاية التاريخ
- شكسبير المعاصر
- النوبيون أول من اهتم بالتراث المسرحى
- متى خلق العالم ؟
- راية العروبة
- مشروع بروك الثقافى
- استقلال الفلسفة العربية
- فصل السياسة عن الأخلاق
- المستقلون
- الدين يصنع الأمريكان
- ترتيب مكيافيللى
- الثورة الأدبية الجديدة


المزيد.....




- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...
- تهديد الفنانة هالة صدقي بفيديوهات غير لائقة.. والنيابة تصدر ...
- المغني الروسي شامان بصدد تسجيل العلامة التجارية -أنا روسي-
- عن تنابز السّاحات واستنزاف الذّات.. معاركنا التي يحبها العدو ...
- الشارقة تختار أحلام مستغانمي شخصية العام الثقافية


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم عرفان - -تمرد خافت -رؤية نقدية للمجموعة القصصية -شعر مستعار- للأديبة آية ممدوح