عبدالهادي مرهون
الحوار المتمدن-العدد: 1562 - 2006 / 5 / 26 - 11:24
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
انتقد برلمانيون بحرينيون الأداء العام لمجلس التعاون الخليجي في ذكرى مرور خمسة وعشرين عاماً على تأسيسه في العام .
1981 وأكد النواب أن أداء المجلس لم يكن مرضياً على المستويات السياسية والأمنية والاقتصادية بل وحتى الاجتماعية أيضاً. وأوضحوا أن التحديات المصيرية التي تواجه المجلس تحتم على دوله السعي لزيادة إيقاع المشاركة الشعبية والتسريع من عجلة التنمية الاقتصادية، مؤكدين انه لم يحقق طموحات شعوب الخليج.
ورأى النائب الأول لرئيس مجلس النواب عبدالهادي مرهون: مجلس التعاون كان يمكن أن يحقق آمالاً أكبر ما هي عليه الآن، فقد حصر نشاطه ¬ طيلة هذا الوقت ¬ في قضايا الأمن والدفاع و على الرغم من أهميتها، فانه لم ينجح فيها والدليل على ذلك ما حصل في احتلال الكويت واضطرارها للاستعانة بقوات التحالف الدولي وفي مقدمتها الولايات المتحدة،ولذلك فان على مجلس التعاون الا يكرس كل جهده فقط لامن الحكومات بل يهتم ايضا باستتباب الاستقرار الاجتماعى وتعزيز حقوق الانسان وطوال هذه الأعوام الخمسة والعشرين الماضية تم تجاهل المطالب الشعبية لشعوب دول مجلس التعاون، وفي طليعتها اشراك هذه الشعوب في ادارة شئونها وتقرير مصيرها من خلال مطالبتها بتوسيع دائرة المشاركة في صنع القرار عبر تأسيس مجالس برلمانية وبلدية منتخبة ما جعل هناك فجوة كبيرة بين الحكومات والشعوب».
وعلى الصعيد الاقتصادي انتقد مرهون طريقة المعالجة الخليجية لقضايا البطالة «فهذه الدول مازالت قاصرة عن ايجاد معالجة حقيقية على رغم وجود فوائض وعوائد مالية نفطية كبيرة كان يمكن استثمارها في أحداث تنمية شاملة انتاجيه وحقيقية قادرة على امتصاص واستيعاب الايدي العاملة الخليجية في سوق عمل بات مشوه هيكلياً يستوعب ملايين العمالة الوافدة ويعجز عن امتصاص الأيدي العاملة الوطنية، وهي مفارقة يجب الا تستمر، كما ان من المهم لدول مجلس التعاون ان تقيم علاقات خارجية متوازنة مع الدول المجاورة وفي الاقليم ومع دول العالم كافة، وعلى الخصوص لتضارب المصالح الكبيرة ونشوء اقطاب سياسية تكاد أن تدخل المنطقة في أتون توترات ما يخشى معه من حدوث اشكالات قد تؤدي الى احتكاكات وحروب لا طائل ورائها وتؤخر التنمية في دول المنطقة لسنوات طويلة.
وأضاف مرهون: على رغم من التقارب العائلي والاجتماعي وكثير من الخصوصيات المشتركية بين مواطني دول المجلس وهي تسبق في هذا المجال الخطوات الرسمية المتخذة فان دول المجلس مطالبة بتعزيز هذه العلاقات وترسيخها، كما انه يجب إيلاء الشأن الاقتصادي الأولوية في إقامة سوق خليجية مشتركة تساعد في علاج الاختلالات الهيكلية التي تعتري اقتصاديات الدول الخليجية من قبيل التوسع في تأسيس المشروعات المشتركة وتوحيد العملة الذي طالما سمعنا عنه منذ سنوات وكذلك تعزيز رجال الأعمال في النمو الاقتصادي، وفي الحقيقة ان السوق الخليجية المشتركة لم تعد مطلباً خليجياً فقط، وانما أصبحت مطلباً رئيسياً لعقد الاتفاقات مع التجمعات والمنظومات الاقتصادية الاخرى مثل السوق الاوروبية المشتركة».
#عبدالهادي_مرهون (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟