ليلي عادل
الحوار المتمدن-العدد: 1562 - 2006 / 5 / 26 - 11:27
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
صولة جديدة من صولات المجاهدين الأبطال من أصحاب السيوف المشرعة بوجه عدو الله و عدوّهم الأول هذه الأيام ..النساء السافرات ...و هي تسميةتطلق على من لا تغطي شعر رأسها بخرقة من القماش , و اللابسات البنطلون ...العدو رقم واحد ...فها هم رجال الله يطاردون هذا العدو الخطير و الذي أصبحت أبادته فرض عين قبل حروبهم الصغرى مع الأحتلال ....أو الفساد ...أو غيرها من الحروب التي خلقت أمراضا تفشت في المجتمع و أغلبها على أيديهم الكريمة و بفضل سيوفهم الجاهزة لقطع الرقاب ...المرأة و الفتاة اليوم مهددة ان يعتدى على حريتها في الملبس و في الظهور بالطريقة التي تعودت و نشأت عليها ففي أي لحظة يمكن ان يهاجمها أحد الأبطال و يهددها بالقتل أو تتعرض لحلاقة شعرها بالكامل ..و بعضهن تم سكب ماء النار على وجوههن طبعا فضلاّ عن فقدان بعض النساء لأرواحهن ثمنا"لتمتعهن بالحد الأدنى من حقوق الأنسان ...حرية أختيار المظهر ...في العديد من مناطق بغداد العاصمة ...أحس كأني كائن نزل من كوكب آخر لأني لم أرضخ ...بعد ان أرهب الأبطال نساء العراق و جعلوهن لعبا يسيروهن كما يشاؤون هم ..اليوم يفرضون الحجاب و يختارون الهيئة , و يحرّمون قيادتها للسيارة و غدا" بخضوعها لهم و لأرهابهم, يحرّمون كلّ شيء حقها في التعلم و العمل و أختيار طريقة حضارية للحياة ..ففوق كل ما تعانيه العراقية اليوم من ضغوطات الحياة النفسية و المادية و القلق المستقبلي ...تحل عليها هذه اللعنة الكبرى من هؤلاء الملعونين الذين تدفعهم عقدهم النفسية و أمراضهم الفكرية الى الأستقواء على المرأة ...هذا الكائن المسالم الذي لم يعرف عنه ..اللجوء الى العنف و القتل في تحقيق مآربه أو الدفاع عن حقوقه التي طالما كانت مستلبة على مدى التاريخ ...دوما" كانت و ما زالت المرأة خانعة خاضعة خوفا" و حرصا" على من هي مسؤولة عنهم ...خوفا" على أب أو أخ أو زوج أو أبن يمكن ان تتأثر حياته بفقدانها أو بتعرضها لأي نوع من أنواع الأعتداء التي يبتكرها أصحاب السيوف و حاملي راية الرب ...الذين يصنعون أمجادهم على حساب دماء بريئة تهدر كل يوم و قمع و ظلم يقع كل يوم و لا من مجير .
#ليلي_عادل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟