|
حوار مع ماركسية ثورية عضو بالحزب الشيوعي الكوبي
المناضل-ة
الحوار المتمدن-العدد: 1562 - 2006 / 5 / 26 - 11:26
المحور:
مقابلات و حوارات
بقلم: سيليا هارت سيليا هارت، مختصة بالفيزياء، كاتبة، وعضو بالحزب الشيوعي الكوبي، تعتبر نفسها "تروتسكية لحسابها الخاص" مذ اكتشفت كتبات تروتسكي عندما عاينت، وهي طالبة فيزياء بالمانيا الشرقية في سنوات 1980، الى أي حد كانت تلك "الاشتراكية القائمة فعلا" مجتمعا في انحطاط وبلا مستقبل. هارت ابنة قائدين تاريخيين للثورة الكوبية، هايدي سانتاماريا وارماندو هارت، حالفها الحظ عند عودتها من جمهورية المانيا الديمقراطية باكتشاف كتب اسحاق دويتشر بمكتبة ابيها. التقتها "روج" خلال مرورها بفرنسا لحضور ندوة عن بيير بروييه.
-------------------------------------------------------------------------------- يعلن بشكل منتظم منذ 15 سنة الانهيار النهائي للمجتمع الكوبي . ويلح فيدل كاسترو ذاته على تزايد التفاوت في كوباّ، هل يمكن الحفاظ على تلك المكاسب وتطويرها، ام انها محكومة بالزوال؟
سيليا هارت: انا اتماثل كليا مع الثورة الكوبية، لكني لا أمثلها. كل ما أقول هو رأئي الشخصي. المكاسب الاجتماعية للثورة الاشتراكية بكوبا جلية: مساواة اجتماعية ، نظام تعليم بمتناول الجميع وبمستوى يضاهي ما بالولايات المتحدة او اوربا- اي ببلدان اغنى بكثير- ، ونظام صحة ارقى من أي من انظمة بلدان امريكا اللاتينية، وليس معرضا للخصخصة والتفكيك كما يجري باوربا. لكن إن تمكنت الثورة الكوبية من تخطي مصاعب"الحقبة الخاصة"- انقطاع الكهرباء، وتوقف النقل العمومي، وتقنين استهلاك الغذاء في حدود دنيا، الخ بماهي نتيجة للحركة التجارية الكوبية مع بلدان" المعسكر الاشتراكي" المزعوم واستمرار الحصار الامبريالي – فذلك لأن سكان كوبا، بمجملهم، كانوا يدافعون عن الثورة وليس عن المزايا الاجتماعية.
ما نشهد حاليا من مصاعب لا يتعلق بالحاجات المادية. ادت لبرلة المبادلات وتملك العملة الصعبة- وهي اليات رأسمالية أُعتمدت ويبررها البعض بمقارنتها مع السياسة الاقتصادية الجديدة( النيب) الروسية في سنوات 1920- الى تمايز اجتماعي وظهور "الاثرياء الجدد" وقد صاغ كاسترو ذلك في خطاب 17 نوفمبر الاخير كما يلي:" قد تدمر هذه الثورة نفسها بنفسها، وهم وحدهم (اي الولايات المتحدة الامريكية، الامبريالية) من لن يتمكن من تدميرها، لكن نحن قد ندمرها وسيكون ذلك خطأنا". وكان يقول ذلك مؤكدا:" عشرات الاف الطفيليين لا ينتجون شيئا ويربحون كل شيء..."
كما أكد وزير الشؤون الخارجية، فليبي بريز روك، بالامم المتحدة، على ان الخطر على كوبا هو خلق طبقة برجوازية. إن تداخل البيروقراطية مع اقتصاد السوق هو مكمن الخطر. يجب هدم اسس البيروقراطية لانه على هذه القاعدة قد تتطور طبقة بورجوازية – رأ،ينا في الاتحاد السوفياتي وبولونيا وغيرهما كيف اصبح البيروقراطيون الذي كان مسيرين ورجال سلطة، مالكين، رأسماليين. في كوبا، بعكس المانيا الديمقراطية في سنوات 1980، "لينين حي": لم تستكمل الثورة المضادة البيروقراطية. يجب الافادة من ذلك لهدم قاعدة البيروقراطية المتبقية لدينا لان ذلك قد يكون مصدر خطر اعادة الراسمالية.
تسمح السيرورة الثورية الفنزويلية بارخاء الخناق الامبريالية لكوبا. هل يمكن، حتى ان كانت السيرورة في بدايتها واوجه شبه الثوريتين خادعة، الحديث عن تاثير متبادل اليوم؟
سيليا هارت: يعمل في فنزويلا اطباء ومعاونون صحيون واساتذة كوبيون. لكن دون أي مشاركة بالحياة السياسية لهذا البلد، وهذا خيار لا اتفق معه، رغم امكان تفهم وجود امتناع كي لا تتهم كوبا بنزعة تدخلية. لكن طراوة السيرورة الفنزويلية، والاسفار، وامكان التعرف على وقائع اخرى والتدخل فيها، تمثل تجربة مخصبة، ومهم ان يتمكن الكوبيون، لا سيما الشباب، وليس الحكومة او الدولة الكوبية طبعا، من المشاركة في الثورة الفنزويلية، ليس اطباء اومدرسين وحسب، بل في المعامل واجتماعات الاحياء، الخ.
على كل حال يجب التاكيد على أن العلاقات القائمة بين كوبا وفنزويلا تختلف عن تلك التي كانت مع الاتحاد السوفياتي. لأن الامر يتعلق بعلاقات بين سيرورتين ثوريتين، احداهما باتت موطدة والاخرى في بدايتها. كلاهما ثورة حقيقية. اما مع الاتحاد السوفياتي، على العكس، فقد كان الامر يتعلق بعلاقات بين دول وبعلاقات لا متكافئة. ان دينامية الثنائي كوباـ فنزويلا، واحتمال اندماج بوليفيا في السيرورة الجارية، ُيحين الثورة الدائمة ويتيح ارساء قواعد علاقة تتجه الى بناء جبهة متحدة حقيقية.
لماذا تعتبرين اسهام تروتسكي النظري مهما لهذه الدرجة؟
سيليا هارت: نعيش في كوبا سيرورة ثورة دائمة منذ مونكادا Moncada (1) .كان استمرار الثورة و مسألة تعميقها في قلب تفكير الثوريين الكوبيين، لا سيما حركة 26 يوليوز . ميلا أولا ، وغيفارا في عهده، اتهموا بكونهم" تروتسكيين". لم يكونوا ذلك لكن للاتهام نواة عقلانية، لانهم اتجهوا نحو الثورة الدائمة، حتى دون قراءة تروتسكي. دوام الثورة الكوبية هو افكار المعارضة اليسارية. لقد كان ثمة دائما في كوبا شعور معادي للستالينية لان الناس كانوا يعتقدون أن الشيوعية هي ستالينية الحزب الشيوعي. وقد كان الحزب الشيوعي من آخر الملتحقين بالثورة ...لكن عندما اعلن فيدل ، عام 1961، الطابع الاشتراكي للثورة الكوبية، كان الناس يقولون:"ان كان فيدل شيوعيا فليسجلوني انا ايضا".
كنت دائمة الاحساس ان شيئا ما ينقص تفكيري حول الثورة. هذا ما عثرت عليه بقراءة تروتسكي: اكتشفت ان العدالة الاجتماعية والحرية الفردية ليسا متناقضين، واننا لسنا مجبرين على الاختيار بينهما، وان الاشتراكية مستحيلة دون السير على القديمين.
حاورها Julian Suarez و Jan Malewski اسبوعية "روج" – عدد 1259 تعريب المناضل-ة
-------------------------------------------------------------------------------- 1- في 26 يوليوز1953 اعتقلف فيدل كاسترو بعد فشل الهجوم على تكنة موكاندا. اضطلع كاسترو ذاته بدفاعه اثناء المحاكمة ودافع عن فكرة نزعة وطنية معادية للدكتاتورية.
#المناضل-ة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الأرجنتين : ثلاثون سنة بعد الانقلاب العسكري عام 1976 مقابلة
...
-
من اجل الربح، برجوازية المغرب ودولتها يقتلان العمال والكادحي
...
-
النيبال : نصر شعبي أول ورهانات سياسية واجتماعية جديدة
-
صعود السلفية الاسلامية الثمار المرة للسياسة الامبريالية
-
صندوق دعم مواد الاستهلاك الأساسية: مكسب شعبي في مهب العاصفة
...
-
توطيد الحركة النقابية وبناء حزب العمال الاشتراكي طريق انقاذ
...
-
أزمة نقابة التعاون مع ارباب العمل ودولتهم ومهام النقابيين ال
...
-
توطيد الحركة النقابية وبناء حزب العمال الاشتراكي طريق انقاذ
...
-
25 ابريل 1974: «ثورة القرنفل» بالبرتغال
-
الحزب الاشتراكي الديمقراطي و الاتحاد الاشتراكي: دلالة الاندم
...
-
حصيلة 6 سنوات من ميثاق التربية و التكوين: التلاميذ بكلميم يق
...
-
التعليم ليس بضاعة...دفاعا عن التعليم كخدمة عمومية
-
وفاة ثاني قادة الاتحاد المغربي للشغل التاريخيين:محمد عبد الر
...
-
مركب النسيج بفاس (كوطيف) : دروس هزيمة عمالية
-
الى أين يهوي -البرنامج المرحلي-؟ماذا بعد الإفراج عن المجرمين
...
-
حدث قبل 30 سنة انقلاب فيديلا العسكري: إرهاب دولة ضد الأرجنتي
...
-
بمناسبة الذكرى الخمسين لاغتيال المناضل الشيوعي المغربي عبد ا
...
-
ماذا تبقى من تيار القاعديين(البرنامج المرحلي) بجامعة مراكش؟
-
فرنسا :الحركة ضد عقد التشغيل الأول تدخل منعطفا
-
حزب المؤتمر الوطني الاتحادي: من أين؟ والى أين ؟
المزيد.....
-
بعد سنوات من الانتظار: النمو السكاني يصل إلى 45.4 مليون نس
...
-
مؤتمر الريف في الجزائر يغضب المغاربة لاستضافته ناشطين يدعون
...
-
مقاطعة صحيفة هآرتس: صراع الإعلام المستقل مع الحكومة الإسرائي
...
-
تقارير: وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله بات وشيكا
-
ليبيا.. مجلس النواب يقر لرئيسه رسميا صفة القائد الأعلى للجيش
...
-
الولايات المتحدة في ورطة بعد -أوريشنيك-
-
القناة 14 الإسرائيلية حول اتفاق محتمل لوقف النار في لبنان: إ
...
-
-سكاي نيوز-: بريطانيا قلقة على مصير مرتزقها الذي تم القبض عل
...
-
أردوغان: الحلقة تضيق حول نتنياهو وعصابته
-
القائد العام للقوات الأوكرانية يبلغ عن الوضع الصعب لقواته في
...
المزيد.....
-
قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي
/ محمد الأزرقي
-
حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش.
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ
...
/ رزكار عقراوي
-
ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث
...
/ فاطمة الفلاحي
-
كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
حوار مع ميشال سير
/ الحسن علاج
-
حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع
...
/ حسقيل قوجمان
-
المقدس متولي : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
«صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية
...
/ نايف حواتمة
-
الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي
/ جلبير الأشقر
المزيد.....
|