فلاح أمين الرهيمي
الحوار المتمدن-العدد: 6424 - 2019 / 11 / 30 - 19:07
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تمتاز طبيعة الحكم في العراق وفق النظام المركزي ما عدا منطقة كردستان الذي يحكم وفق النظام الفدرالي وهذا يعني أن رئيس الوزراء هو المسؤول الأول في إدارة شؤون أعمال الوزراء في الجمهورية العراقية وهو القائد العام للقوات المسلحة وهذا يعني مسؤوليته عن ضبط حدود العراق والأمن الداخلي فيه ... في الوقت الذي نسمع عن طريق وسائل الإعلام المرئية والمسموعة تصريحات للسيد رئيس الوزراء عن عدم موافقته بغلق الفضائيات أو عدم موافقته باستعمال العنف المفرط والرصاص الحي وقتل المتظاهرين وإن الحكومة تضع ضوابط صارمة وفق المعايير الدولية تمنع من خلاله استخدام العنف ... والإحصائيات التي تشير إليها المنظمات الدولية والمحلية تشير أن عدد القتلى من المتظاهرين قد تجاوز ثلاثمائة شهيد وأكثر من خمسة عشر ألف جريح وعدة آلاف من المعتقلين وغلق حوالي ثمانية فضائيات لأنها تذيع وتصور المظاهرات في العراق والخطف والاغتيالات والتهديدات ... في الوقت نفسه نشاهد من خلال شاشات التلفزة يعقد اجتماعات مع السلطات الأمنية كما تنقل وسائل الإعلام تصريحات ناطقين رسميين عن (فض الاحتجاجات) وتهديدات بالعقوبات الصارمة والمطالبة بالتظاهر السلمي في الوقت الذي تهاجم السلطات المختصة تلك المظاهرات السلمية وقد حشدت الحكومة قوات من (مكافحة الشغب ومكافحة الإرهاب والرد السريع وسوات وقوات من الجيش واستبدال قيادات الشرطة بقادة عسكريين) ... إذا كان السيد رئيس الوزراء لا يوافق على استعمال العنف المفرط ضد المتظاهرين ولم يوافق على غلق الفضائيات والخطف ؟... إذن من الذي يعطي الأوامر لقوات ضبط الأمن المتعددة باستعمال العنف المفرط وغلق الفضائيات ؟... إذا كان أحد المسؤولين في ضبط الأمن أو أحد المسؤولين في هيئة الإعلام هو المنفذ ... تعتبر مخالفة لتصريحات وتوجيهات رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة ومركزه ومنصبه ... وإذا كانت هذه الأعمال من القتل والخطف والاعتداء على المتظاهرين من طرف ثالث ... إذن ما هي واجبات القوى الأمنية وهذا الحشد الكبير من قوات ضبط الأمن التي تدعي الحكومة الغرض من وجودها حماية المتظاهرين ؟ هل جاءت طيور من أبابيل ورمت المتظاهرين بالرصاص ؟... في الوقت الذي استمر هذا السيناريو أكثر من شهر على حمام الدم ... وفي نفس الوقت إن الدولة مسؤولة عن أمن واستقرار اطمئنان المواطنين .. إن ما حصل ويحصل مع المتظاهرين لا يعطي السبب في تبرئة السيد رئيس الوزراء من المسؤولية طيلة هذه المدة ... لأنها تدل على متناقضات في القول والفعل لا يمكن أن تقنع أحد من أبناء الشعب ... ومع كل الاحتمالات التي تبرئ السيد رئيس الوزراء من المسؤولية فهي تعني ضعف وتسيب رئاسة الوزراء في محاسبة المسؤولين عن هذا التصرف والسلوك في تجاوز صلاحياته.
#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟