أفين إبراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 6424 - 2019 / 11 / 30 - 02:03
المحور:
الادب والفن
لم نتفق أبداً
كنتُ دوما الطائر الأسود الحزين
الطائر ذو العينين المختلفتين
اليمنى عسلية
اليسرى حمراء كحبة رمان
الطائر الذي يحط على أذرع المدن النائمة
ينكمش فوق عتبات البيوت الدافئة
يبقى حتى الصباح ولا يفتح له أحد
نعم لن نتفق
لم يكن البحر فضي ذلك المساء
مع ذلك
شاء الرب أن يقسم جسدي بخط من الشامات السوداء
يبدأ من رأس انفي
ينتهي ببقعة سوداء أسفل قدمي اليمنى
بينما ترك عيون الطائر
ترى الحقيقة كاملة ولا تستطيع الإمساك بشيء
لم يكن البحر فضي ولم نتفق
لم تكن في الحب
في الطرف الآخر للحياة
في كفوف الدراويش
بين أثداء الأمهات
في الخير
لم تكن فوق ركام الحرب
تحت الضوء المنكسر لفكرة التلاحم مع الكون
خلف طواحين العزلة
في الطفرة التي يطلقون عليها أسم كون
في الخفة التي يلطخ بها الحب أرواحنا
في أقمار تذوب على كواحل النساء
أو حتى على حافة طريق تأكل الأقدام الصغيرة
بين قطرات غيمة مخمورة
وخلف طيات الفقد أو في رحم الجحيم
كنتُ دوماً الطائر الأسود الوحيد
الطائر الذي يفرد جناحيه فيكون الليل
ليسقط كل هذا الريش الثقيل عن جسدي
لأشعر أنى خفيفة كالموت
حرة كطعنة أخيرة في صدر درويش
بينما تكتفي أنت بالنظر من خلف قضبان حياتك لنجوم أخلقها
نجوم أخرى أطفئها
لتمر كوابيسك بسلام
ليلمع قلبك كجرح حصان ذبحه الثلج قبل غدر الزمان
آه
لم نتفق
لن نتفق
ذاكرتي ممتلئة بالورود البرية
روحك التي أحببت تمضي وحيدة نحو الخلود
نحو النسيان
مع ذلك شاء
شاء ذلك الرب
أن يقسم جسدي
بخط مؤلم من الشامات السوداء
أن يترك خيال الطائر ذو العينين المختلفتين
اليمنى عسلية
اليسرى حمراء كحبة رمان لنرى
لنرى الحقيقة كاملة دون أن نستطيع أحدنا
الإمساك بشيء
...
27/11/2019
#أفين_إبراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟