روني علي
الحوار المتمدن-العدد: 6422 - 2019 / 11 / 28 - 22:23
المحور:
الادب والفن
يخال إلي أن وطنا يهطل فوق مظلتي
وأنا .. أداعب شعرها المبلول
تحت أضواء السيارات
في المكان ذاته
على المواقف ذاتها
أقيس نبض الشارع
والكل يقيس نبضاتي
لم أكن أدري
إني ممدد على سرير مشفى متنقل
تحت مباضع الجراحين
كل ظني ..
إني مصاب بحمى الاشتياق
والمطر يرقص فرحا لعينيها
مرة أخرى ..
يرمي الفشل لجامه إلى ابتسامتي
مرة أخرى ..
امتحن صوتي في الفضاء
ولم اسمع سوى هدير نشرات الأخبار
عن حصاد الموت في بلدي
مرت السحابة بهدوء
كأي عابر كان على موعد
حدق في ساعته ملياً .. ثم
استدار إلى الخلف
ليركل باقة ورد سقطت على الرصيف
وألتهمتها سيول جامحة
استفاقت .. لتغزو الشوارع
شارعا إثر شارع
لا أحد في المكان
لا صوت يناديني
ولا إشارات ترصد مخالفة السيل لقوانين المرور
انتابت أوصالي رجفة باردة
اهتزت عقارب الساعة في يدي
ركضتُ خلف أشلاء المظلة
كل المحاولات .. كانت أنا
أنا .. هو من يغرق في بحر الخذلان
ولم يطفو على السطح سوى
علب المكياج .. وفوارغ الطلقات
ومن خلف الأسوار
مدافئ تحتضن قهقهات الليل
تطلق مع كل زوبعة أنشودة حفظتها يوما
من سيرة العشاق ..
وحده الليل يرثي كذبة الانتظار
وجهي الهارب مني .. إليها
لم يصدقني ..
يكذبني أنها كانت فقاعات مطر
نبتت فوق الاسفلت .. وتلاشت
يتعقب هالات السراب
خلف أقدامها المخضبة بدمي
حنينا إلى صفعات أمس
شوهت بذور الجمال في حقول الغد
ويرتمي أمام بابها الموصد
علها تطبع عليه وشمة برسوم القبلات
فيسيل لعاب الأساطير من فمه
ولم يرتوي من هزائمه
وأنا .. بعكازة يتيم لفظه الخندقين
خندق الحب وخندق الحرب
ابحث بين كتب التاريخ عن طريق
إلى بلدي
وعن وجهي المفقود
تكبلني قصص الأنبياء تمثالا منحوتا
لم يفك طلاسم الاستخارات
تنهرني القاذورات المرمية
من نوافذ شحنات الليل
ويجرفني الموج
من حيث ضفائرها المرخية
على وجه ليس بوجهي
إلى حيث أنا .. ووجهي المتورم
٢٧/١١/٢٠١٩
#روني_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟