أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رفيقة عثمان - قصة الأرجوحة والخيال














المزيد.....

قصة الأرجوحة والخيال


رفيقة عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 6422 - 2019 / 11 / 28 - 11:56
المحور: الادب والفن
    


رفيقة عثمان:
قصّة الأرجوحة والخيال
صدرت قصّة الأطفال الأُرجوحة للكاتبة المقدسيّة مريم حمد، عن مكتبة كل شيء في حيفا، ضمن سلسلة "براعم الزّيتون" من إصدار المكتبة؛ وتقع القصّة في خمس وعشرين صفحة، تزينها رسومات الفنّان العراقي رعد عبد الواحد، ومن تصميم شربل الياس.
تحدثت القصّة عن طفلة، تغمض عينيها أثناء لعبها بالأُرجوحة، وفي كلِّ مرَّة تتخيّل بأنّها زارت دولة عربيّة. حيث طارت من القدس إلى: مصر، والأردن، واليمن، والسعوديّة، والمغرب، واستحضرت معلمًا من معالم كلّ دولة.
تبدو القصّة خياليَّة مُطلقة، تُشبع حاجات الأطفال من الخيال، وتُنمّي الخيال، خاصّةً في الطّفولة المُبكّرة من عمر ثلاثة أعوم ولغاية السّادسة من العمر، الخيال فيه متعة للأطفال والكبار؛ للتنفيس عن الذّات.
يُعتبرأسلوب القصّة مُشوّقا من حيث استخدام اللعب بالأُرجوحة وإغلاق العينين؛ كوسيلة لإطلاق العنان للخيال والوصول لأبعد الأماكن.
لغة القصّة سهلة، استخدمت الكاتبة فيها الوعي الصّوتي، بذكر المفردات ذات الصّوت الواحد على نمط القافية، إلّا أنّ استخدام هذا النوع من السّجع، جاء على حساب تركيب اللغة الصحيحة؛ وذلك باستخدام الفعل في نهاية الجملة أحيانا، مثل "من فوق القدس طارت، وللقاهرة وصلت، فبُهرت بالأهرامات.." صفحة 19، كذلك " من فوق القدس طارت، ولطيبة وصلت". صفحة 23، كذلك صفحة 11 " وعلى وجنة الجّد طبعت".
لا شكّ بأنّ اللغة جميلة، حيث استخدمت الكاتبة التجسيد الذي يرغبه الأطفال في مرحلة معيّنة من مراحل الطّفولة، كأنسنة الجماد؛ كما استخدمت الكاتبة "الأُرجوحة الذَكيّة"، كذلك الوصف الجميل لكل دولة زارتها الطفلة من خلال خيالها. ورد بالقصّة التكرار لجملة "ما أجمل لدول العربيّة"، هذا التّكرار مفيد، ويرغبه الأطفال عند سماعهم وعند تكرارهم هم بأنفسهم.
استخدمت الكاتبة مفردات ليست سهلة، تُثري القاموس اللغوي للأطفال مثل: ( نضجت – تجني – فُضوليّة – نصب أُرجوحة – حلّقت – زخارف بهيّة – نثرا – أحكمت رجليها – دغدغت – تقهقهت – حلّقت – هدّت فراشة – مُرقّطة – رغرغت – يصدع ) إلخ.
هدفت القصّة لتعريف الأطفال على المعالم، والأماكن الهامّة في بعض الدّول العربيّة، من خلال لُعبة الخيال، فيها يكتسب الأطفال الانتماء للوطن، وحبّ الأماكن الجميلة، والتعرّف عليها وعلى أسمائها؛ كذلك توثيق العلاقة بين الأجداد والأحفاد.
كان لشجرة التّين دور هامّ في القصّة، اختارت الكاتبة شجرة التّين؛ لأنّها شجرة مقدّسة، وذُكرت في القرآن الكريم " والتّين والزّيتون وطور سنين" كذلك تُعتبر شجرة التّين من الأشجار الهامّة في بلادنا، وفي فلسطين بشكل خاص.
افتقدت القصّة للإتقان السليم للّغة، حيث وردت أخطاء لغويّة ونحويّة مُتعدّدة، كان بالإمكان تلاشيها، لو تأنّت الكاتبة، أو قامت بتنقيح القصّة قبل نشرها.
من الأخطاء الواردة:
" فهي تتسلّقها كُلَّ يومٍ لتجنيَ حبّاتِ التّينِ النّاضجةِ، وتجمعُها في سلّة" – يجب أن تكون وتجمعَها، واستخدام الفاصلة المنقوطة قبل فعل لتجنيَ.
" فأغمض كلُّ منهما عينيْهُ" – يجب أن تكون عينيْهِ".
" وحَلٌما" – وحَلُما
" رغرغت عيناها شوقًا وحُبًا" – وحُبًّا
" وأذا بالأذان يُصدَعُ ويُرفع من فوق مآذن القدس، لتلمعَ في عينيها بريقُ قبّةِ الصّخرةِ الذهبيَّةِ، وأجراسِ كنيسة الجِسمانيّةِ." – يجب كتابة يصدَحُ بمعنى يرفع صوته، بدلا من يُصْدَعُ صَدْعًا، والتي معناها من الصُداع أي وجع الرأس.
" ليلمعَ وليس لتلمعَ ؛ لأنّها تعود الى كلمة بريق، ويجب استخدام الفاصلة المنقوطة قبل ليلمعَ.
" ومن ياسمين الشّام – ياسمينِ الشَّامِ
" أنتِ زهرةِ المدائنِ" – يجب أن تكون أنتِ زهرةُ المدائِنِ.
من الناحية الفنيّة، يبدو تصميم الغلاف جميلا، لصورة البنت أثناء تأرجحها، والخلفيّة بلون أزرق فاتح للون السّماء، وصورة لقًبّة الأقصى اللامعة. حجم الكلمات كبير، والرسومات داخل القصّة مُلائمة وألوانها مُفرحة؛ عدا عن الرسومات في صفحة 18، كانت مختلطة ما بين الأهرامات والبتراء على نفس الصّفحة، حبّذا لو تمّ فصل المعالم المختلفة عن بعضها.
عنصرِ المكان كان غالبا على القصّة، حيث كانت الأماكن حاضرة في القصّة، ولم يكن عنصر الزمان واضحا، كما افتقرت القصّة إلى عنصر الحبكة، والتي هي عنصر هامّ لكتابة القصّة؛ وكان الحوار فيها قليلا خاصّة في بداية القّصّة.
خلاصة القول: قصّة الأُرجوحة قصّة جميلة وهادفة، تحمل في طيّاتها رسالة تربويّة، وإثراء لقاموس الطفل اللغوي، بالإضافة لملاءمتها للبيئة العربيّة وخاصّة الفلسطينيّة؛ إلّا أن القصّة بحاجة لإعادة صياغة من جديد، وخاصّة الجانب اللُّغوي، وإكمال عناصر القصّة اللازمة.



#رفيقة_عثمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وقفة مع كتاب: -من بين الصّخور- مرحلة عشتها-
- رواية تايه والسيرة الجمعية
- قراءة في كتاب المرأة الفلسطينيّة واقع وتحديات
- رواية-كرنفال المدينة- وواقع القدس
- رواية عند باب السماء والأخوة بين الشعوب العربيّة
- قراءة في قصّة أطفال: -دقدوق لا تُزعج أبوك-
- رواية ليت ما لها وما عليها
- قراءة في قصص-عين الحب كفيفة-
- قراءة في كتاب قضيّة في المدينة المقدسة
- قراءة في شبابيك زينب
- ميلاء سعاد المحتسب ومعاناة النساء
- رواية السيق وحب القدس
- قصة الأطفال -الشجرة الباكية- في اليوم السابع
- قراءة في قصة الأطفال-الشجرة الباكية-
- سموّ الفكر في رواية وميض تحت الرّماد
- قراءة في رواية هذا الرجل لا أعرفه
- قراءة سريعة في سيرة طفولة الأديب السلحوت
- قراءة في رواية حرب وأشواق
- قراءة في رواية: - فيتا- أنا عدوَّة أنا-
- -طلال بن أديبة- وأدب السيرة


المزيد.....




- الرياض.. دعم المسرح والفنون الأدائية
- فيلم -رحلة 404- يمثل مصر في أوسكار 2024
- -رحلة 404- يمثّل مصر في -أوسكار- أفضل فيلم دولي
- فيلم -رحلة 404- ممثلاً لمصر في المنافسة على جوائز الأوسكار
- فنانون من روسيا والصين يفوزون في مهرجان -خارج الحدود- لفن ال ...
- اضبط الآنــ أحدث تردد قناة MBC 3 الجديد بجودة عالية لمتابعة ...
- كيف تمكنت -آبل- من تحويل -آيفون 16 برو- إلى آلة سينمائية متك ...
- الجزائر: ترشيح فيلم -196 متر/الجزائر- للمخرج شكيب طالب بن دي ...
- وفاة النجم الأمريكي الشهير تيتو جاكسون
- مصر.. استعدادات لعرض فيلم -إيلات- الوثائقي في ذكرى نصر أكتوب ...


المزيد.....

- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى
- ظروف استثنائية / عبد الباقي يوسف
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- سيمياء بناء الشخصية في رواية ليالي دبي "شاي بالياسمين" لل ... / رانيا سحنون - بسمة زريق
- البنية الدراميــة في مســرح الطفل مسرحية الأميرة حب الرمان ... / زوليخة بساعد - هاجر عبدي
- التحليل السردي في رواية " شط الإسكندرية يا شط الهوى / نسرين بوشناقة - آمنة خناش
- تعال معي نطور فن الكره رواية كاملة / كاظم حسن سعيد
- خصوصية الكتابة الروائية لدى السيد حافظ مسافرون بلا هوي ... / أمينة بوسيف - سعاد بن حميدة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رفيقة عثمان - قصة الأرجوحة والخيال