|
نظرية جددية للزمن _ مثال تطبيقي
حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 6421 - 2019 / 11 / 27 - 10:05
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
الدوافع والنوايا ثنائية ، جدلية ، ومزدوجة شأن القراءة والكتابة ... يتعذر فهم أحدها بمعزل عن الثاني . الدوافع مجموع القوى _ نفسية أو عقلية أو ثقافية أو اجتماعية _ والخبرات والممارسات والعادات التي تشكلت في الماضي ، وتظهر اليوم على المستوى الشعوري ( حيث تعود للظهور بوضوح في المستقبل وبقوة أعلى ) على شكل نوايا ورغبات وبطرق مختلفة من العواطف القوية ، لكن المبهمة عادة كالحزن أو الاشتياق أو الشفقة أو القرف . النوايا الوجه الداخلي للدوافع ، والعكس صحيح ، حيث تتمثل الدوافع ( وتتقنع ) بالرغبات والمشاعر الشخصية أو الاجتماعية وغيرها . .... القراءة والكتابة بدورها جدلية مركبة ، ثنائية ، ومزدوجة ، وتجسد حقيقة المعنى وحدوده . المعنى التقليدي يتمحور حول أربع مكونات أساسية ، بالترتيب والأهمية : 1 _ الكاتب أو المرسل 2 _ الرسالة أو النص 3 _ السياق الاجتماعي والثقافي 4 _ القارئ والمتلقي . ترتيب لمعنى الحديث على العكس : 1 _ القارئ والقراءة والتلقي ، حيث يتشكل المعنى ويتجدد باستمرار . 2 _ السياق المركب والمتعدد ... الاجتماعي ، الثقافي ، اللغوي ، الحقوقي وغيرها . 3 _ الرسالة أو النص . 4 _ الكاتب أو المرسل ، وعملية الكتابة والتعبير . .... القراءة فعل يحدث في الحاضر ، أو في المستقبل غالبا وهو الأهم . الكتابة فعل حدث في الماضي ، وهو مهم بدون شك ، لكنه فعل سلبي بطبيعته . القراءة والكتابة وجهان لنفس العملة ، وجدلية داخلية ، لا وجود لأحدها بمعزل عن الثاني . .... .... الحاضر مشكلتنا المزمنة .... يتعذر تحديد الحاضر بشكل موضوعي ودقيق . وذلك يرجع إلى سببين : 1 _ تعذر معرفة ، أو تحديد ، الحد الكبير ( أكبر من أكبر شيء ) . 2 _ تعذر معرفة أو تحديد الحد الصغير ( أصغر من اصغر شيء ) . .... الحاضر مزدوج وثنائي بالحد الأدنى ( الأرجح أنه دينامي وتعددي بطبيعته ) . ومن غير المعروف كيف يمكن تحديده من الجانبين ، الداخلي والخارجي . وقد رأينا الاختلاف بين نيوتن واينشتاين ، ومرجعه إلى تركيز نيوتن على الحد الصغير للحاضر ( الذي يظهر بوضوح في الحركة التعاقبية ) ويمثل الوجه الداخلي للحاضر . في المقابل تركيز اينشتاين على الحركة التزامنية ( المسافة بين الملاحظ والحدث ، أو بين الذات والموضوع ) ، حيث يطهر الحد الكبير من الخارج ،...وهذا الموضوع مفتوح بطبيعته ، ويتعذر ضبطه أو تحديده بدقة وموضوعية . .... بكلمات أخرى ، المستقبل مجهول بطبيعته ، ومن غير الممكن معرفته بشكل مباشر ودقيق . بينما الحاضر قد حدث سابقا ، وهو معروف من قبل _ مع وجود عطالة ثابتة ، تتمثل بالمفقود والنقص في أدوات المعرفة والكشف بالإضافة إلى القصور جوانب الإنساني المتعددة والمتنوعة _ ... الماضي قابل للمعرفة المتزايدة بطبيعته . ويبقى الحاضر مزيجا بينهما ، يتضمن سلسلتين متعاكستين دوما : سلسلة الأسباب والمصادر ، بالتزامن مع سلسلة المصادفات والاحتمالات المفتوحة ، ويتعذر معرفتها بشكل مسبق . .... وأخير ، يتكشف الجواب المباشر والبسيط والحقيقي على سؤال هايدغر وهاجسه المزمن : ما هو الأهم ، الذي لا يتقادم ولا يفقد أهميته بمرور الزمن أو بعد الاشباع أو غيرها من بقية الحلول المؤقتة والعابرة ؟! الحاضر يتكون من 3 مراحل متعاقبة : 1 _ الحاضر الإيجابي ( المستقبل _ الحاضر ) ، أو المستقبل خلال تحوله المستمر إلى حاضر ، وهو الأهم . 2 _ الحاضر المستمر ( لحظة الأبدية بالمصطلحات الكلاسيكية ) ، ويمثل الحركة التزامنية ، وهو يجسد الهام والضروري . 3 _ الحاضر السلبي ( الحاضر _ الماضي ) ، أو الحاضر خلال تحوله المستمر إلى ماض ، وهو يمثل المهم وغير العاجل . تقسيمي الشخصي ، بحسب تجربتي المزدوج ثقافيا واجتماعيا : نصف الأهمية للقادم ( المستقل ) ، وثلث الأهمية للحاضر ( اليوم ) ، وسدس الأهمية للأمس ( الماضي ) . وهي بالطبع تختلف بتنوع الأفراد . .... .... مثال 2 العلاقة بين الادراك والوعي بدلالة الزمن ، وليس الفكر فقط .... خلاصة بحث سابق بين الشعور والفكر بدلالة الادراك / الوعي : الادراك مرحلة مشتركة بين مختلف الأحياء ، وهي مرحلة الشعور قبل الفكر ، أو المرحلة الغريزية . الوعي مرحلة ثانوية خاصة بالبشر ، وتختلف بين فرد وآخر ، بحسب درجة نمو الشخصية الفردية . لكن ، أعتقد أن التمييز الموضوعي بين الوعي والادراك ، يكون بدلالة الزمن أكثر مصداقية وقربا من الحقيقة والواقع . الوعي يتجه بطبيعته إلى الحاضر ، وإلى المستقبل أكثر . ولكي يتجه إلى الماضي ، يحتاج إلى جهد وتركيز وإرادة . بالطبع المقصود بالوعي ، الاتجاه المعرفي للشخصية _ الحر والواعي والارادي _ وليس الثرثرة النفسية السلبية والمعروفة للجميع ، الانفعالية واللاشعورية وغير الارادية بطبيعتها . يتجه الادراك بالعكس ، إلى الماضي دوما ، وهو لا ينفصل عن الخبرة والعادة . الأمثلة التطبيقية بسبب طبيعة الموضوع ، المعيار الزمني يحقق الدرجة العليا في المصداقية والموضوعية معا ، ومثاله الأوضح والأبرز ساعة الشطرنج ، وحاليا المناظرات المفتوحة بين السياسيين والاعلامين . للبحث تتمة
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نظرية جديدة للزمن _ الفصل 2
-
تكملة الفصل 1 ( النظرية الجديدة للزمن )
-
النظرية الجديدة للزمن _ الفصل 1
-
نظرية جديدة للزمن ( طبيعته ، وحركته ، واتجاهه )
-
الألم النفسي _ خلاصة بحث سابق
-
خلاصة بحث السفر في الزمن
-
فكرة السفر في الزمن
-
لأن الحاضر مشكلة ( تكملة السفر عبر الزمن )
-
السفر عبر الأزمنة ...بين الحقيقة والوهم
-
بحث في طبيعة الزمن 3 _ بدلالة المستقبل
-
بحث في طبيعة الزمن _ ملحق وهواش
-
بحث في طبيعة الزمن 2
-
بحث في طبيعة الزمن 1
-
صديقاتي واصدقائي ....وعلم الزمن
-
بحث جديد في طبيعة الزمن
-
ما الذي تقيسه الساعة عدا الزمن _ تكملة
-
ما الذي تقيسه الساعة عدا الزمن ؟!
-
عودة إلى الحاضر الجديد _ المتجدد
-
ما الذي تقيسه الساعة بالفعل ؟!
-
ما الذي تقيسه الساعة ؟!
المزيد.....
-
السعودية.. فيديو ما حدث لـ-مفحطين- يثير تفاعلا والأمن يرد
-
علماء روس يبتكرون تقنية لتحويل النفايات الغذائية إلى وقود
-
منتجات تحافظ على حيوية الخلايا
-
ظاهرة -عنيفة للغاية- شكلت أخاديد ضخمة على القمر في 10 دقائق
...
-
Acer تعلن عن حاسب متطور للمصممين ومحبي الألعاب الإلكترونية
-
تهريج نووي
-
نظام هش في الشرق الأوسط
-
إيران تحاول الحفاظ على مكانتها في منطقة القوقاز
-
ترامب يوقف المساعدات إلى جنوب إفريقيا
-
زلزال يضرب بحر إيجة غرب تركيا
المزيد.....
-
Express To Impress عبر لتؤثر
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
المزيد.....
|