علي دريوسي
الحوار المتمدن-العدد: 6419 - 2019 / 11 / 25 - 21:09
المحور:
الادب والفن
حين كنت في خدمتي الإلزامية في إحدى القطع العسكرية الموزعة في ريف دمشق توجّب عليّ في فصل الشتاء أن أقيم في غرفة مع ضابط آخر، طبيب ملازم من مدينة السقيلبية، وذلك لمدة شهرين تقريباً قبل أن يتم تسريحه.
حين كان يأتي وقت النوم ويذهب كل منا إلى سريره نتبادل أحاديث خفيفة قبل أن نغرق في النوم، ثم يقول بتهذيب "تصبح على خير"، أرد بدوري "وأنت من أهل الخير، أحلام سعيدة" ولا ننسى طبعاً أن نطفأ مدفأة المازوت التي تفصل بين سريرينا.
بعد عدة دقائق يسترخى الجسد وتنتظم عملية التنفس ويسود الصمت، ثم فجأة أسمع صوت احتكاك انزلاقي أشبه باحتكاك حجر الجلخ مع سطح أملس صلب، بعد ثوان تتسارع القوة الناظمية المسبِّبة لاحتكاك الشيئين ويتسارع معها تنفس زميلي الملازم ثم يطلق آهة ويموت الاحتكاك ويخمد الطبيب في فراشه ويبدأ بالشخير.
في المرة الأولى اعتقدت بأنني أتوهم سماع الصوت وفي المرة الثانية ظننت أني أحلم، لكن في المرة الثالثة بت متاكداً أن العملية الاحتكاكية التي يجريها الطبيب الملازم ليست إلا تلك المسماة "عادة سرية".
فيما بعد تعوّدت أن أترك له الغرفة في وقت ذهابه للنوم لأقوم بجولة تفقد الحرس.
**
لا يزال بإمكاننا أن نحبّ شخصاً ما كثيراً جداً، لكننا لن نتمكّن من حمايته بشكلٍ موثوق.
**
يرتكب الرجل العربي المتَّنور صاحب الشخصية المتبلورة والذي يعيش في بلد أجنبي – ألمانيا مثلاً – خطأ كبيراً حين يتزوج من اِمرأة عربية.
**
ترتكب المرأة العربية ذات الشخصية المستقلة والتي تعيش في بلد أجنبي – ألمانيا مثلاً – خطأ كبيراً حين تتزوج من رجل عربي.
**
#علي_دريوسي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟