أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - بشرى ناصر - نجاحات أم اخفاقات نسوية














المزيد.....

نجاحات أم اخفاقات نسوية


بشرى ناصر

الحوار المتمدن-العدد: 1561 - 2006 / 5 / 25 - 12:03
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


لا يكاد واحدهم يلتقي بي حتى يبادرني بالسؤال : ماذا أرمي من وراء الكتابة في القضايا النسوية ؟ فأجيب بتسرع : لا أدري ؛ لكنني امرأة ..... فهل يكفي هذا كتبرير؟
وللحق أيضاً فأنني كامرأة تحصل على قدر من حريتها (قدر ضئيل) وتمتلك بوصلة تقودها نحو مكامن الخطر الموجه ضد النساء وتستشعره مما يدعوني للكتابة مجدداً في الشأن النسوي ؛ إذ أعي جيداً أن مجتمعاتنا العربية تمضي بتسارع نحو التغيير؛ والحراك السياسي والاجتماعي في بلدان الشرق الأوسط ينطلق بتطورات لاهثة متلاحقة ومع هذا لا زلنا نحمل شعار أيما امرأة استعطرت فمرت بقوم فشموا ريحها فهي زانية .... ولا تزال جرائم الشرف؛ ولا زالت دعوات الحجاب بالابتزاز مستمرة ولا زال الرجل المتحضر جدا والمتحرر جداً يصرخ في وجه زوجته : لا (تطولي لسانك) إن جادلته وناقشته ....ولا نزال نقرأ ونسمع عن نساء طردهن أزواجهن للشارع لأنه مل منهن؛ ولا نزال نلتقي بنساء يتعذبن يومياً لهجرانهن بعدما استعذب رجلهن فتاة صغيرة تزوجها وجاء بها من الخارج ؛ولا تزال نساءنا تخاف الخادمة وتخشى أن يتسلل زوجها ليلاً اليها؛ولا أزال أبحث عن وسيلة لأسافر لدول الجوار بسيارتي ؛ ولا زلنا نحن النساء نتحرك بقرار سياسي نحو التغيير وهذا ما يحزن أكثر من كل الأشياء ... وأعي جيداً أن (وضع المرأة) هو الثيرمومتر الوحيد للمجتمعات إذ كلما نالت المرأة حقوقها كلما انتشلت المجتمعات نفسها من مظاهر التخلف والتردي فالمجتمعات ليست غير نوعين من بشر : ذكور وإناث .... وأعي جيداً أيضاً أن العناد هو أفضل حافز لتحقيق الحلم الهارب ...وأعي جيداً أن نادي (العولمة) لا يصنع حرية النساء ولا يبشر النساء بقيامات ولا حتى فتوحات ... لأن ما نحتاج اليه هو ذاك التغيير الحقيقي القادم من الداخل لا من الخارج أو بمعنى آخر: تغييراً في نمط التفكير والثقافة ؛ ولذا يفترض بالنخب أن تغير تفكيرها ومصطلحاتها لأننا نعيش انقساماً حاداً بين الاعتقاد والممارسة .... وهو بالضبط ما ينعكس على تعاملنا بين بعضنا البعض وبالتالي يتحمل مسؤولية النظر للنساء باعتبارهن مواطناً من الدرجة الثانية ...ولذا سيظل وضع المرأة العربية مرتبكاً ومتناقضاً طالما (واجباتها) كاملة لا تنقص بل تزداد تبعاً لدخولها سوق العمل بينما حقوقها قليلة ومتراجعة على مستوى (الكيف والكم) باستثناء بعض الإنجازات الصغيرة التي حققتها و يتصدرها (قانون الخلع) ؛ فقد كشف تقرير التنمية الإنسانية العربية للعام 2002 عن الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي : أن الدول العربية تتصدر وبجدارة المرتبة الدنيا في مجالات (الحرية) و(دور المرأة في المجتمع) ؛ فقد قطعت المرأة شوطاً بالتعليم لكن مشاركتها اقتصادياً وسياسياً متدنية ؛ وهنا في بلادنا (على سبيل المثال) يرتفع معدل إلمام النساء بالقراءة والكتابة عن الرجل حيث بلغت النسبة : 85 % للنساء مقابل 4 ,81 % للرجال؛ كما لوحظ أن التعليم الجامعي في قطر للعام 2000 أن نسبة 38 % للبنات مقابل 13 % لللبنين ؛ ومع ذلك فلا تزال أوضاع النساء متردية فمشاركة المرأة في الاقتصاد العالمي تجاوزت نفس نسبة مشاركة الذكور إن لم تزد : 55 % بينما مشاركة المرأة العربية قدرت ب : 29 % فقط ... فهنا في قطر بلغت مشاركة المرأة القطرية في الاقتصاد : 16 % فقط ؛ أما المشاركة السياسية فلا تزال أغلب دول العالم العربي لا تشكل ولا تمثل فيها المرأة شيئاً ؛ ومع أننا هنا أيضاً في قطرقد فتحنا باب (التدريب ) لتهيئة وتكوين كوادر نسوية عربية على خوض الانتخابات الا أن نسبة النساء المقيدات في جدول الناخبين عندنا يصل الى 45 % من الناخبين بينما نسبة المرشحات فقط : 3 % .
وقد أظهر التقرير السنوي (للمرأة والرجل في قطر) أن أجورهم متساوية تقريباً ؛ وأن أغلب النساء القطريات يعملن بإجور حيث 95 % منهن يحصلن على راتب شهري بينما نسبة نساء الأعمال لا تصل لنسبة 5 % ؛ وقد أظهر التقرير أيضاُ ضعف تمثيل المرأة القطرية في المراكز القيادية ومراكز صنع القرار في القطاعين الحكومي والخاص .
لقد تحسنت أوضاع المرأة العربية عموماً والقطرية تحديداً بالنسبة للتعليم لكن مساهمتها في التنمية تكاد تكون هامشية ؛ فقد شهد العالم في العقود الأخيرة اعترافاً متزايداً بدور المرأة لكن دول عالمنا العربي تخطو خطوات بطيئة وقصيرة في هذا النحو؛ خاصة في شأن (التشريعات) التي تشمل النساء والتي تلحق ضرراً كبيراً نفسياً وجسدياً على المرأة ..... بعد ذلك دعونا نطرح سؤال : ما المقصود بعملية التنمية ؟
التنمية هي عملية تحول شاملة لكل مظاهر الحياة اقتصادية وسياسية وثقافية ... هذا لو استخدمنا مصطلح تنمية كبديل أو مرادف لكلمة نهضة ... ولتبدأ المجتمعات عادة نهضتها ومشوار تنميتها فإنها تنحو نحو التحرر الاقتصادي والذي يستوجب مشاركة النساء سوق العمل ؛ فعمل المرأة لم يعد ترفاً بل ضرورة ولكن كيف نخلق كوادر نسوية قادرة على المنافسة وقادرة أيضاً على المشاركة في العملية التنموية ؟
وإذا كان خروج المرأة للعمل لتشارك الرجل في تحمل تبعات الحياة فذلك لا يمثل نجاحاً أو مجداً تحصل عليه النساء ولا يمثل فتحاً مبيناً خاصة اذا رافق خروجها شروط تعسفية كارتداء النقاب (مثلاً)أو عدم الاختلاط بالذكور؛ فعمل المرأة العربية لا يعني تحريرها من عبودية المنزل بل عبئاً إضافياً يقع فوق كاهلها وهو بالدرجة الأولى عملية استغلالية وذات طابع نفعي ... وقضية المرأة أولاً وأخيراً قضية اجتماعية لا يجب ولا ينبغي معالجتها عبر الخطاب الديني .... وتبدأ حرية المرأة والنضال من أجل تحقيقها بإحداث تغييرات كبيرة في ثقافة المجتمع بدءاً من مرحلة الطفولة وتكريس سلوك التضامن والتماثل بين الذكر والأنثى وإعدادهما معاً لمواجهة المستقبل بنفس التبعات والتطلعات والأحلام وتساعد في تحقيق ذلك كل المؤسسات المدنية في المجتمع .



#بشرى_ناصر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العيب والاحتشام في كتابات المرأة
- خطاب المرأة المشبع بالخوف
- الصدام الحضاري : سيناريو جهنمي
- هواجس أنثوية
- تمجيد النحن وغياب الآخر
- أما آن لأقدم أوجاعنا أن تثمر......؟
- توريط النساء بالإرهاب
- الاعتصام بحبل الله ....
- المثلية -أو الشذوذ الجنسي ...
- نساء رهن البيع ...
- كلاّ....أنا لست حرة
- جسد الأنثى المعذب ..جسدها المسجون
- أيها السادة:انتبهوا للصدمة والترويع...
- هل تتحمل المؤسسة التعليمية عبء ومسؤولية صياغة الخطاب المتطرف ...
- تغرير بالمواطن العربي أم تغريبه ؟
- نحن النساء : برتقالة وقديسة ..
- زواج الدمى لا ينجب أطفالاً حقيقيين ..
- المثقفون العرب .. أي خطاب لأي واقع ؟
- الصحافة النسائية : أي خطاب ولمن يوجه ......... ؟
- شؤون حميمة لا يعرفها الرجال


المزيد.....




- مركز حقوقي: نسبة العنف الاسري على الفتيات 73% والذكور 27%
- بعد أكثر من عام على قبلة روبياليس -المسيئة-.. الآثار السلبية ...
- استشهاد الصحافية الفلسطينية فاطمة الكريري بعد منعها من العلا ...
- الطفولة في لبنان تحت رعب العدوان
- ما هي شروط التقديم على منحة المرأة الماكثة في البيت + كيفية ...
- الوكالة الوطنية تكشف حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في البي ...
- تحديد عيب وراثي رئيسي مرتبط بالعقم عند النساء
- فوز ترامب يهيمن على نقاشات قمة المرأة العالمية بواشنطن
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- إعلامية كوميدية شهيرة مثلية الجنس وزوجتها تقرران مغادرة الول ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - بشرى ناصر - نجاحات أم اخفاقات نسوية