عبدالله أبو شرخ
(Abdallah M Abusharekh)
الحوار المتمدن-العدد: 6417 - 2019 / 11 / 23 - 14:47
المحور:
الادب والفن
بفتوى من بعض الموتورين في غزة، وهجوم من المرضى الذين يعتقدون أن لهم مرتبة الآلهة .. هاجرت فرقة " صول باند " التي نثرت الفرح في ميادين غزة، بعد سنوات من الجفاف والموت والبشاعة !
" صول باند " هي فرقة محلية من قطاع غزة تغني الألحان التراثية بتوزيع إبداعي جديد، واللافت أن الفتاة رهف شمالي، الأنثى الوحيدة بالفرقة، غير محجبة، لكن بشكل غير استفزازي ولا استعراضي، بل بمشهد ينضح بالعفوية والجمال والفرح !
ورد في الأثر أن النبي محمد – ص – دخل على نسيبه أبا بكر، وكانت عند عائشة جاريتان تغنيان، فقام أبو بكر بزجرهم لمنعهم من الغناء في حضور النبي صلى الله عليه وسلم، لكن النبي أشار له بيده أن دعهن !!! كان المفكر الإسلامي حسن الترابي قد ذكر تلك الحادثة في معرض حديثه عن جواز الغناء في الإسلام، أما الشيخ الأستاذ عبد العزيز عودة فقد قال ( الغناء كلام .. حلاله حلال وحرامه حرام ) !!
ليست المشكلة أبدا في تحريم الموسيقى والغناء ومظاهر الفرح عندما يتعلق الأمر بسلوك ذاتي للأفراد، لكن أن تنتقل القناعات إلى ممارسات عملية بتكفير الفرقة وتعهيرها والتشهير بها، فهو مشكلة كأداء تعصف بالمجتمع ككل، وبودي أن أقدم نفسي كموسيقي وملحن إضافة إلى مهنتي ككاتب، حيث كان آخر ألحاني مقطوعة موسيقية بعنوان " طريق الأمل " .
https://www.youtube.com/watch?v=b2N0x8BtQFI
لم تكن المشكلة في قرار أي فرد في المجتمع في أن يعبد الله على طريقته، أو يحرم الموسيقى ومظاهر الفرح على نفسه، فهو في النهاية حر، لكن أن يقوم بنقل قناعته تلك إلى ممارسة عملية يفرضها بالقوة على المجتمع فهذا مرفوض ومستهجن ولا يذكرنا إلى بسلوك الدواعش في الموصل والرقة وإدلب، حيث الذباحين وأكلة الأكباد قواطعي الرؤوس ممن شوهوا الإسلام وأساءوا إلى صورته على مستوى العالم !
أما فرقة " صول باند " التي اختارت الهجرة إلى تركيا بغرض الحصول على حريتها في ممارسة الغناء والإبداع، فهي في قلوب الغزيين وكل فلسطيني / ة وستظل - رغما عن الحاقدين والموتورين – زهرة من زهور الربيع الفلسطيني، ذلك الشعب الذي أنتج الفنان المحبوب محمد عساف، هذا الشعب الذي تتعرض هويته الوطنية للملاحقة المحو من الصهيونية وأذنابها حتى لو كانت الملاحقة معبدة بحسن النوايا !
#عبدالله_أبو_شرخ (هاشتاغ)
Abdallah_M_Abusharekh#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟