أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سعيد عيسى - السّلطة الموقوفة بين تخوين المنتفضين أو محاولة امتطائهم














المزيد.....

السّلطة الموقوفة بين تخوين المنتفضين أو محاولة امتطائهم


سعيد عيسى
كاتب - باحث

(Said Issa)


الحوار المتمدن-العدد: 6414 - 2019 / 11 / 20 - 22:47
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


واضحة للعيان الأزمات السياسيّة المستحكمة بين مكوّنات السلطة السياسيّة اللبنانيّة، راخية بثقلها على الاجتماع اللبنانيّ، تكاد تقارب ثلاثة عقود من الزمن، وما إن تخفت زمنا، حتى تستعر زمنًا آخر، وينتج عن هذا الخفوت او الاستعار، توافق حينا، وتنابذ حينًا آخر، لكنّ ذلك لا يستتبعه جفاء سياسيّ خالص، إنّما بقاء لخيوط التواصل مفتوحة على ما يسمّى "شعرة معاوية"، التي تتضخّم أحيانًا مستحيلة "حبلّا من ليف"، يغلظ أو يرقّ، بناء على ارتباط مكوّنات السلطة بالخارج ومسيراته الإقليميّة او الدوليّة.

رغم ذلك، لم يترك جفاء السلطويين أو تآنسهم، فيما بينهم، أثرًا يذكر، على التّحاصص، وتقاسم النفوذ، والغنائم، والمقدرات، والواردات والنفقات، والصفقات...، فأبواب المؤسسات العامّة مشرّعة لهم، يكيلون منها، ما شاؤوا، ومتى أرادوا، دون حسيب أو رقيب، لا بل كانوا هم أنفسهم، حسباء، رقباء، موزعين للواردات، ومستفيدين منها، في آنٍ معا؛ حتى انّهم استعاروا من "مونتسكيو" مبدأ "التعاون بين السلطات"، وأغفلوا "الفصل بينها"، وحولوا مبدا "السلطة تراقب السلطة"، إلى "السلطة تعاون السّلطة"، في تقاسم النفوذ، والتّحاصص، والغُنم، ودمجوا بعضها ببعض (تنفيذيّة، تشريعيّة وقضائيّة)، جاعلين منها واحدة، مفصّلينها حسب ما يشاؤون ويرتأون.

لم ينسَ مكونو السلطة الاقتصاد والمال، فجيّروهما لمصلحتهم أيضًا، وعقدوا شراكات تقاسم وتحاصص، مع رجال المال والأعمال والمصارف، خادمين بعضهم البعض، فأضحوا قابضين على السّلطة والمال، ساندين بعضم البعض، تكافلا وتضامنا، وصولا إلى جعل مدّخرات اللبنانيين رهائن عندهم، مغرقين النّاس بأزمات، وأثقال، وأحمال، وأوزار، لا طاقة لهم بها ولا ناقة لهم فيها ولا جمل.

اليوم، بعد ان ضاقت النّاس ذرعًا بما اقترفته مكوّنات السلطة، فاستوطنت الشوارع احتجاجًا ومطالبة، بمحاسبة من اوصلهم إلى الدّرك الذي هم فيه، وإعادة تكوين السّلطة من جديد، لما فيه مصلحتهم الآنيّة والمستقبليّة، واسترجاع ما نهب منهم، ومن حيواتهم، معيدين لأنفسهم ولبلدهم الأمل من جديد؛ في هذا الوقت بالذات، تنقسم السلطة مجدّدًا فيما بينها، في حفلة تنازع جديدة بين مكوّناتها ، قافزة فوق آلامهم، وأوجاعهم، وفقر حالهم، وبطالتهم، ونهبهم، وتدمير الاقتصاد، وسرقة أموالهم، ومدّخراتهم، وجنى أعمارهم...وكلّ ذلك، من اجل العودة لتقاسم السلطة، أو إقصاء بعض شركائها منها، او محاولة بعضها تحسين مواقعهم فيها، تحت عناوين الانحياز إلى النّاس ومطالبهم، او محاولة البعض الآخر، كبح جماح النّاس في التغيير بتخوينهم، ووسمهم خادمين لمؤامرات خارجيّة تستهدف هذه الفئة السياسيّة أو تلك.

الكلمة الآن لوجع النّاس، وأيّ كبح لصوت آلامهم سيكون وبالًا على من يطلب منهم التوجّع بصمت، وعندها لن يكون هناك عاقل ليسمع هدير الشوارع؟



#سعيد_عيسى (هاشتاغ)       Said_Issa#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجالات الهوياتية: الشباب يعيد تعريف المُشتَرَكات
- الشباب المنتفض : موقوفون بين الليبيراليّة والراديكاليّة.. وب ...
- انتفاضة الشباب اللبناني: لغة مغايرة وقطيعة إيديولوجيّة مع ال ...
- أبعد من سقوط حكومة في لبنان: سقوط القوى السياسية الحاكمة
- الفقراء يستعيدون وسط مدينة بيروت
- لا حاجة للحوار لدى السّلطة اللبنانيّة: هي تُضمر عكس ما تُبدي
- قراءة أوّليّة للإجراءات الإصلاحية التي أقرها مجلس الوزراء ال ...
- الهاشتاغ بين ضفتين (١)
- النماذج التنمويّة الفاشلة، الدور إذن للشباب
- تعميم مصرف لبنان بخصوص المشتقات النفطية والأدوية والقمح: الخ ...
- قراءة متأنيّة في احتجاجات الشّارع اللبنانيّ
- الدّين العام في لبنان بانتظار غودو!
- هل يتكرر سيناريو التسعينيات في لبنان؟
- المشكلة في النّظام اللبناني وليس بحرّاسه
- النّظام الضريبي اللبنانيّ، خادم أمين لعجز الموازنة
- ملاحظات أوّليّة على -الورقة الماليّة الاقتصاديّة الإنقاذيّة- ...
- ملاحظات أوّليّة على -الورقة الماليّة الاقتصاديّة الإنقاذيّة- ...
- لبنان اليوم، مجتمع الأعمال ومجتمع السياسة والأعمال
- لعنة الاستيراد


المزيد.....




- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سعيد عيسى - السّلطة الموقوفة بين تخوين المنتفضين أو محاولة امتطائهم