|
همسة وفاء ابراهيم الخياط المكفوفون انموذجا
خليل محمد إبراهيم
(Khleel Muhammed Ibraheem)
الحوار المتمدن-العدد: 6414 - 2019 / 11 / 20 - 14:33
المحور:
الادب والفن
همسة وفاء إبراهيم الخياط نهر الصداقة العذب المكفوفون أنموذجا
على الرغم من مأساتنا بوفاة المرحوم (إبراهيم الخياط)/ وقرب غروب يوم رحيله النهائي- كانت تنعقد على قاعة (الجواهري العظيم؛ في الاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين ب(بغداد) جلسة تدور حول إعلام المكفوفين؛ ومشكلاته؛ حضرها جمع من قادة وأعضاء منظمات المكفوفين في العراق، مع ضيفَين عربيَين عزيزَين يمثلان الاتحاد العربي للمكفوفين، (الدوحة) (قطر) الشقيقة-، وكانت الشخصيَّتان الكفيفتان الكريمتان الحاضرتان؛ كل من الوزير القطري المفوَّض الدكتور (خالد النعيمي)؛ رئيس الاتحاد، والأستاذ (حسين الاحليبي)؛ الناطق الإعلامي باسم الاتحاد. هذه الجلسة؛ لم تكُنْ إلا زهرة من زهور حديقة الصداقة الإبراهيمية، فقد أعدَّ لها غرسها؛ قبل سفرته الأدبية؛ إلى (عقرة)، ومن ثمة في رحلته الأدبية الأبدية، وكان بودي أن تسقي مياه حضوره العذبة؛ روضة هذه الجلسة العطرة، لتعريفه على بعض عَرْفِ المثقفين؛ من المكفوفين العراقيين والعرب، وتعريفهم على ضَوْء الاندماج القائم، بين أشجار المكفوفين؛ بحدائق المجتمع الأدبيِّ الجليل خاصة، والعراقيِّ النبيل؛ عامة؛ عبر (إبراهيم الخياط)/ وأمثاله- وهم كُثُر. كان من سرور عموم المكفوفين الحاضرين؛ شمَّ شذى عطره الرقيق، واعتذر لي/ بشذى خلقه الدمث- عن حضور هذا اللقاء، فهو منشغل بلقاء آخر؛ لم نعلم أنه سيطير معه في سماوات الموت الغريب/ النقّاد العجيب- مَن يُحسن اختيار مَن يختار، فالأرض تقبل الورد وتُقبِّله، بينما ترفض الشوك الشرير. في ذلك اليوم المثير؛ كان على موعد للتحليق مع أدباء مدينة (عقرة)، ليطيروا في سماء أدبها، وليستذكروا وفاة أديبها العراقي القدير (نافع عقراوي)، لكن أجنحة الموت؛ كانت أسرع إليه، وأقرب عليه حيث اختطفت وردته الناظرة/ التي طالما نثرت عطور البرتقال- بين ورودنا التي عادت عليه باكية، بعد أن كانت به باهية. على الغداء/ وقبل رحيله المفجع غير المتوقَّع- دار حديث عن جلسة المكفوفين/ التي زَيَّنتْها/ بحضورها- السيدة الدكتورة الشاعرة (راوية الشاعر؛ نيابة عنه- في ذلك الوقت؛ دعا إلى استمرار جلسة المكفوفين. قبل الجلسة؛ حضرْتُ لِأراها تبكي بحرارة محرقة، واستغربْتُ متسائلا:- ما لها؟! وبأسى العاطفة الشاعرية؛ أبلغتْني باستشهاد المرحوم، كما أبلغتْني بأنه/ قبل رحيله المرّ- أراد لجلسة المكفوفين أن تستمرّ. وبناءً على رغبته؛ انعقدتْ جلسة المكفوفين حول الإعلام، لكن تغيَّر بعض ما فيها، فقد أبَّن الدكتور (صادق حسين)/ عريف الحفل، ورئيس جمعية برايل للمكفوفين- المرحوم (إبراهيم الخياط)، كما كانت لي كلمة تأبينية، عبَّرت عن عواصف عواطف المكفوفين تجاه الفقيد/ بوصفي كفيفا؛ ممثلا للمكفوفين بين الأدباء، وممثِّلا للاتحاد في مجمل جلسات المكفوفين التي طالما انعقدتْ على قاعة (الجواهري) العظيم في الاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين- كما تألَّقت الدكتورة الشاعرة؛ راوية الشاعر؛ بكلمة تأبينية مؤثِّرة. وبينما كانت تلك الجلسة؛ منعقدة على قاعة (الجواهري العظيم؛ كانت جموع الأدباء؛ تملأ ساحة الاتحاد حبا له، فكأن الاتحاد/ كما أراده دائما- خلايا نحل عاملة مثمرة. كانت جلسات المكفوفين/ جميعا- بمباركته غير أولاها؛ فقد كانت على عهد الشاعر الكبير (ألفريد سمعان)/ يوم كان أمينا عاما للاتحاد- وواقع الحال أن المكفوفين/ على عادتهم- لم ينسَوا أفضال صداقة صديق، ولا سيما المرحوم، لذلك لم يتكلَّم أحد/ في هذه الجلسة- إلا أبَّنَه قبل كلامه، ثم كانت للمكفوفين على هذه القاعة النبيلة/ قاعة الجواهري العظيم- جلسة تأبينية أخرى؛ خاصة؛ أقرَّها الأستاذ (حسين الجاف) حين تحمَّل/ موقتا- مهمة الأمين العام للاتحاد. هذه المواقف الاتحادية النبيلة؛ تركت في ضمائر المكفوفين؛ محبَّة شاكرة للاتحاد؛ لم تكُنْ لولا حدب أمنائه العامّين/ ولا سيما (إبراهيم الخياط)- عليهم. هذه المسألة، لا ينبغي أن تُنسى للرجل، فهو نهر صداقة عام للجميع، ولا سيما المكفوفون؛ أثمرتْ صداقة دائمة الإزهار، بين الاتحاد، وأحبائه المكفوفين. تعرَّفْتُ على المرحوم/ لأول مرة- على صفحات جريدة (أشنونة) البعقوبية، وهو يُزيِّن صفحاتها بما ينشره فيها، ثم تفضَّل الدكتور الكفيف (رائد محمد نوري)، فعرَّفني عليه/ شخصيا- في آب 2003، حيث ألقيْتُ/ عن السُمَيْسَر الشاعر القلق المهمش- محاضرة في حدائق اتحاد أدباء ديالى/ تلك المحاضرة التي تطوَّرتْ ثم كانت إحدى موضوعات كتابي (في الأدب الأندلسي موضوعات وقضايا)، وقد تفضَّل فنشره الاتحاد العام للأدباء والكتاب في عام 2017- وقد قدمني/ يومها- الدكتور (فاضل عبود الراشد)، لِتنال المحاضرة؛ اهتماما مناسبا، لكن أهمَّ ما كان في هذه المحاضرة؛ تعرُّفي/ شخصيا- على جملة من أدباء ديالى؛ بينهم هذا الشخص الشفيف؛ الظريف؛ الدؤوب المحب. كان لقاءً جرَّ وراءه لقاءات؛ لها أول، ولم يكُنْ لها آخر، لولا رحلته المفاجئة إلى الجنة، فقد كان جنّة على الأرض؛ حسدتها عليه جنّة السماء، فما أسعدهما ببعضهما، ويا ليتنا نلتقي هناك في الجنان، فهل لنا هناك من مكان؟! نرجو ألا نكون إلا مع مَن نُحبّ، ومَن نُحبُّهم في جنان الخلد رافلين في الصداقة؛ محاطين بالمحبة التي تُفيضها قلوبنا الغضّة؛ على العالم الأليم.
#خليل_محمد_إبراهيم (هاشتاغ)
Khleel_Muhammed_Ibraheem#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
خريف الأمل
-
همسة وفاء
-
لكي لا يغتال المثقف من جديد
-
في المجتمع العراقي
-
مشكلاتنا مع التجاوزات
-
ماهو الفساد
-
عيد العمال العالمي عيد الأمل الأنساني
-
الوقاية خير من العلاج
-
قصيدة حوار
-
عراقة العراق
-
تعليق على مامتبع فؤاد النمري
-
في محرم الحرام
-
تموز الثورة
-
قيل لي انتم قليل
-
قطار التغيير ماذا نريد منه أيضا؟
-
ماذا نريد من قطار التغيير ؟
-
قطار التغيير على سكة العراق
-
عيد العمال العالمي عيد الآمال الأنساني
-
حول الذكرى المئوية لثورة (أكتوبر) العظمى
-
اليسار
المزيد.....
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|