|
إن جاء القرشي أو انتحر البغدادي
طارق الهوا
الحوار المتمدن-العدد: 6412 - 2019 / 11 / 18 - 09:21
المحور:
كتابات ساخرة
لا توجد ملة في العالم منذ بدء عصر الاساطير الشفهية حتى المكتوبة منها تقضي بقتل من لا يؤمن بها أو يتركها أو يترك صلاتها أو لا يصوم صيامها سوى الملة الاسلامية. العبارة لا تجني فيها، بل هي من صلب الاسلام، الذي أصبحت منابره في دول كثيرة تهدد حرية العقائد والسلم الأهلي وكيانات الدول الحديثة وحضارات الشعوب وشرعة حقوق الانسان ومكتسبات عصر التنوير، الأمر الذي قد يؤدي قريباً إلى صدور مواد جديدة في تقارير "البنك الدولي" السنوية مثل: "حصة الانسان السنوية من الارهاب" و "حصة الانسان الشرق أوسطي السنوية من الاضطهاد الديني" و "حصة غير المسلم من اللعنات والتكفير" و "حصة الشيعة السنوية من نسف المساجد" و "حصة المسيحيين السنوية من نسف الكنائس" و" حصة أوروبا السنوية من التفجيرات" و "حصة النيجيريات من الخطف بواسطة بوكو حرام"..... وهكذا. أما المُعارض لهذه الانجازات أو من يتهمها بضرب أمن المجتمعات فستستهدفه مؤسسات حقوق الانسان، وستتهمه بالتمييز العنصري. ونعود إلى داعش فخر انجازات الدولة الدينية في الربع الاول من القرن. كل أفعال تنظيم داعش التي أعلن زعيمها الخلافة الاسلامية، سنجد لها أحاديث وآيات تبيحها، وعندما كان المسلمون العاديون يشعرون بالخجل من سؤالهم: هل يطبق البغدادي الاسلام؟ كانوا يجيبون: هذا ليس من الاسلام في شيء. صمت تام وانكار وخجل من عدم القدرة على التعايش وذبح الناس أمام الكاميرات. من سوء حظ البغدادي أنه وُلد في قرننا، ولو وُلد في القرن الاول الهجري لأطلق أئمة المسلمين عليه "الصحابي الجليل"، تماماً مثل عقبة بن نافع مجرم الحرب صانع الاهوال والفظائع في الشمال الأفريقي، وعمرو بن العاص الذي كان يبني مسجداً في مصر بعد كل مذبحة يصنعها، وكان أكثر اسم مسجد سخرية من كل القيم الانسانية هو "مسجد الرحمة" في الاسكندرية الذي بناه بعد قتل أكثر من ألفين قبطي، ناهيك عن الصحابي الجليل خالد بن الوليد الذي تغاضى الرسول محمد عن قتله أسرى بني جذيمة الذين أسلموا، ورفع يديه إلى السماء وقال: أللهم إنني أبرأ إليك مما فعله خالد. الجريمة حسب الروايات التي كُتبت بعد 150 سنة لتبرير إبادة بني جذيمة الجماعية، أن القوم لم يقولوا "أسلمنا"، وقالوا "صبأنا" ، ولم يفهم خالد منهم أنهم أسلموا ، ولذلك عذره الرسول وسامحه فيما بعد. وكان هذا هو المخرج الشرعي لتجاهل الرسول قوله تعالى عندما سمع الخبر : "ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنة وأعد له عذاباً عظيماً". كما التزم البغدادي بأسلوب الصحابي الجليل خالد بن الوليد مع الأسرى المشركات، فقد مارس كلاهما ما تفعله الماعز والجمال والحمير والأحصنة على الملأ، إذ ضاجعا أو وطأا أو نكحا أو اغتصبا الاسرى المشركات في أرض المعارك، لدرجة أن العملية التي نسف البغدادي نفسه فيها ليضاجع الحوريات مكافأة على روحانياته، سُميت باسم أسيرة أميركية مُشركة اغتصبها أربع مرات لأنها رفضت الاسلام. تجاول الخليفة البغدادي في روحانياته الآية التي تقول "واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربة واليتامى والمساكين وابن السبيل....." فلم أسمع أنه بنى مسجداً أو مستشفى أو مدرسة أو ملجأ لليتامى من خُمس الله، بل سمعت أنه سرق بنوكاً وهدم مستشفيات وأثار ومدارس وقطع أيادي أولاد السبيل الذين سرقوا دراهم ليقتاتون بها، لأن بعضهم فضلوا الابتعاد عن منجزاته الجهادية، وكانوا بفضل عقيدة جهاده المقدس بدون عمل. تمسك البغادي بحرفية كلام الله ومنه " المال والبنون زينة الحياة الدنيا"، حتى آخر لحظة في حياته، إذ نسف نفسه وثلاثة من أولاده بسترة ناسفة وكان يحمل المال معه، لزوم الرشاوى وشراء ولاء من حوله، بعد اصابته بفوبيا الشك من الايقاع به من أقرب المقربين حتى منكوحاته. أي جهاد مقدس جمع هؤلاء الرعاع الذين يشكّون في بعضهم ومنكوحاتهم. ورغم التزام الخليفة ناسف نفسه مع أولاده بتعاليم الاسلام، مات كافراً لأنه انتحر وقتل أولاده معه، ولا يهمني كثيراً تفسير العلماء لانتحاره حتى لا يقع في أيادي الكفار إلخ.. إلخ.. إلخ، لأنني صراحة من الملتزمين بالنص وليس التفسير. قال النبي. فيما رواه الشيخان بروايات مختلفة . عن ثابت بن الضحاك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من حلف بملة غير الإسلام كاذباً متعمدا فهو كما قال، ومن قتل نفسه بحديدة عُذب بها في نار جنهم". إن جاء القرشي أو انتحر البغدادي لايهم، فالاساليب الوحشية والدموية والبهيمية ستستمر، والرئيس ترامب قتل إحدى الغرغونات، وهن ثلاث أخوات أسطوريات يونانيات شعورهن من ثعابين، من ينظر إليهن يتحوّل إلى حجر، والاختان الباقيتان بشعورهن الثعابين هن القنابل الموقوتة الداعشية الموجودة في السجون وترفض أي دول استلامها، ويرددون كالبباغاوات في وجه سجانيهم سترون ما يسوؤكم منا، وهو ما لم يخطر على بال مؤلف الأسطورة اليونانية، لأن الاستنساخ لم يكن في عصره مثل عصرنا الذي كلما قتلت فيه غرغوناً ظهر آخر ليشيع بجهاده النكد والبلبلة والقرف والتفجيرات في حياة الشعوب، ويحاول تحويلهم إلى أحجار يعيشون في قرون لم تعد أساطيرها وألواحها تناسب العلوم. ماذا سيفعل العالم مع ابراهيم الهاشمي القرشي وغرغوناته؟ لا تجار السلاح الذي أخرجوا هذه المسوخ من جحورها لديهم جواب، ولا رؤساء الدول، ولا المنافقين في مؤتمرات حوارات الاديان، ولا الذين يجتمعون في دافوس سنويا لتبادل معلومات عن مليارات أرباحهم والأساليب الجديدة لربح مليارات أخرى، وطظ في الثقافات والحضارات مادامت صناعاتهم تدر عليهم المليارات.
#طارق_الهوا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|