أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد مصارع - شيطان الخطابة ؟














المزيد.....


شيطان الخطابة ؟


احمد مصارع

الحوار المتمدن-العدد: 1560 - 2006 / 5 / 24 - 10:42
المحور: الادب والفن
    


حدث ذلك حين رشحني الرفاق لمهمة عظيمة , فمنظري جهم , وصوتي جهوري يلهب الحماسة , وعباراتي رعدية مزلزلة , يهتز من هولها المنبر , ولم أكتشف مقدار ورطتي , من زحلقة لحظة لعينة , حين قبلت تشريفهم , ومن ساعة سكر شديد ونشوة داهية , وراحت مشتقة مزاجي تتدهور كلما اقتربت لحظة الإعصار الثوري , فحيث أنه لابد من التدرب على تقوية الحافظة , وتمريخ الحبال الصوتية .
لقد صارت عملية الاستعداد اللائق , هاجسا مقيتا , وضربت فيروسات خطيرة شاشة نومي , فصرت لا أنام بعمق في البداية , ثم أصبح نومي متقطعا , وبدأت الكوابيس الخفيفة ثم تلتها العيارات الثقيلة , وحين اشتدت فقد صرت أكره النوم , فقررت أن لا أنام بعد اليوم , فكان شعاري : لا نوم بعد اليوم ..
بعد خسراني المبين لمتعة النوم , صارت أحلام اليقظة تغازلني بقرب النجاح الباهر , في الوهلة الأولى , وفجأة فقدت بريقها , وتحولت الى أحلام يقظة ممسوسة .
لقد شعرت بالخوف واجتاحني الخطر , فقلت لنفسي :
(- لقد أكلت هواء , لقد أكلت وحلا , لقد ورطت نفسك من غير داع ... يا ويلاه .. يا ويلي ..)
لم أعد أمتلك نفسي , فأنا منسحق , بين مطرقة كوابيس النوم , وسندان أحلام اليقظة , ففي أثناء لحظات التدريب الخطابي المفلق , أثناء وحدتي , هاجمني ( هاجمتني ؟)- المهم أن الهجوم وقع علي - حزمة من الفيروسات الكومبيوترية الغريبة , تظهر لي بعكس اتجاه نظري , أنظر للأعلى تظهر لي من الأسفل , أنظر يمينا تظهر شمالا , أنظر أماما تظهر خلفا ؟ ما هذا ؟!. عجيب غريب ؟.
ظاهرة صوتية معادية موغلة بالاختباء ؟!.
حين أقول : أيها السيدات والسادة , يرد علي صوت معارض غريب - كلكم فساده ؟
وحين أقول أيها المواطنون ؟ يرد : كلكم خراطون ؟
حرت وعجزت وخفت منه كثيرا , سكت للحظات وأعدت المحاولة :
- أيتها السيدات أيها السادة , علق : حضارتنا من حضرات السيدات والسادة في العادة , وأصحاب الجلالة والفخامة والسيادة فوق العادة , في العادة اجترار , وفوق العادة انجرا ر ؟
حضارتنا إنسانية .. ,استوقفني بجلافة : انس النية وبت على سوء الطوية , وتأبط الشر دوما , واشحذ لسانك على الدوام , سيفا مجردا بلا غمد ..عرب وين ؟ طنبوره وين ؟!. اون لاين ؟؟؟
قلت حضارتنا علومية وشددت النبرات , فاعترضي بانزعاج :
- من العلوم , ( يحيب علوم ويودي علوم ) ,يستخبر من هنا لهناك ,ويشرع في كتابة تقارير عفريتية , بمن يكره أو يحب سيان , فهذا عائد لمشتقة المزاج , على كيفك , فالمزاج لحظي , تقديم بلاغات كاذبة ’ والإدلاء بشهادات مزورة , المهم أن يقدح القلم القادم من نار جهنم ومن شررها المتطاير .
علمانية , قلتها مرتعدا , فقال : على المنية , فالقتل سيكون جزاء من يحاول الإفتاء لحياته اليومية , وهو أعلم بشؤون دنياه , بدون أن يستخرج تقريرا مقيدا لإسناد فتواه , عن طريق الفرع الأمني الحزبي , والمختص بشؤون الرفاق المناضلين الذين تطوعوا بلبس ثوب الأئمة والعلماء , تحت رئاسة أحد القوارض , وتكبدوا عناء حمل اللحية الكثيفة المزعجة , والطرابيش الكاريكاتورية , التي يصعب على المناضل أن يتعود عليها , لولا قوة الحمية الحزبية في خدمة قضايا الكروش البرميلية , ومن ثم , أليس عسيرا عليه وهو المتخم من حفظ اسطوانات متكسرة , وخطب مدمجة بشكل عسير , هل تسير الأمور هكذا بدون إذن ولا كهنوت أو دستور ؟!.
حين قلت استطرادا وحشوا : عقلية ؟
اشتد زئير المكان من الظاهرة الصوتية , ولاخيار عندي في أن أحتمل أو لا أحتمل !.
عقلية : من عقل القطيع الأهوج غير المعقل , كحبال منسوجة بشكل مقيد ومعقد , والأهم عنكبوتية بحيث لايمكن لأي حشرة طائرة أن تطير مبتعدة عن الشباك , وقد يمكن لها أن تفلت ولكن بعد أن يتم امتصاص كل ذرة دم فيها , وانتظار أن تتجدد فيها الدماء ؟
حين قلت أصولية محافظة : كان التعليق أقرب للضحك والسخرية
- أصولية بدون أصول ولا تفكير بالوصول , فالمهم هو بقاء الحال على ماهو عليه , حيث لامحا ل أبدا في بقاء الحال على ماهو عليه ؟
حين قلت تاريخية وقد أعجبني التناقض اللفظي ؟ رد ؟
- درخية , حفظية , بصمية ,لكل ما يضر ولا ينفع أبدا , وفيهم قيل ( صم بكم عمي ) , ومن قوم لا يكادون يفقهون حديثا , بغضاء وجوهم مسودة من الغيظ الكظيم , وما خفي كان أشد فظاعة ؟ وأشد مضاضة ؟
أريد أن أنام , لا , لن تنام في وئام ورهام ؟
آلو .. آلو .. عفوا رفيق , إنني مريض وفي الموت راحة ويا ليتني أموت ...إنني أعتذر ..
والآن هل يسمح لي بالنوم ؟
بدون تعليق , خاطركم , وتصبحون على خير ؟.
صمت ...



#احمد_مصارع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا وطني الحقير
- الغرق في أبحر الشعر ؟
- هل توجد بحور في الشعر العربي ؟
- اللغمطة : المخادعة هي الأهم ؟!.
- الاضطرار في التنظير للاستعمار ؟
- الشيوعية تحوم حول الجيفة الصفرية ؟
- الإنسان ودالة النسيان ؟
- أسئلة عن رمزية الحياة ؟
- باسم الديمقراطية , أنا أخون إسرائيل ؟
- هل أكبر متعة : اعرف نفسك ؟
- العلاقة الرمزية بين الإنسان والحية ؟
- كان كالحلم البعيد ؟
- أتماهى بالحب كي لا أموت ..الى الشهيد الشاعر : كمال السبتي
- بلسم سام أم ديمقراطية العم سام ؟
- ذات يوم من الجحيم
- عراق القمة يستنكف عن القمامة العربية ؟
- هل الدخان حرام ؟
- كالوا لهم بمكيالين وكالو لنا بمكاييل ؟
- ثنائية الهمجية والحضارة ؟
- ?الماركسية والدين ؟!.والدين ليس أفيون


المزيد.....




- دائرة الثقافة والإعلام المركزي لحزب الوحدة الشعبية تنظم ندوة ...
- Yal? Capk?n?.. مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 88 مترجمة قصة عشق ...
- الشاعر الأوزبكي شمشاد عبد اللهيف.. كيف قاوم الاستعمار الثقاف ...
- نقط تحت الصفر
- غزة.. الموسيقى لمواجهة الحرب والنزوح
- يَدٌ.. بخُطوطٍ ضَالة
- انطباعاتٌ بروليتارية عن أغانٍ أرستقراطية
- مدينة حلب تنفض ركام الحرب عن تراثها العريق
- الأكاديمي والشاعر المغربي حسن الأمراني: أنا ولوع بالبحث في ا ...
- -الحريفة 2: الريمونتادا-.. فيلم يعبر عن الجيل -زد- ولا عزاء ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد مصارع - شيطان الخطابة ؟