أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - انوار صابر حميد - تنورة بنية














المزيد.....

تنورة بنية


انوار صابر حميد

الحوار المتمدن-العدد: 6408 - 2019 / 11 / 14 - 20:48
المحور: الادب والفن
    


يستريح جنون أرعن في مخيلتي , لم أجد تعبير أفضل يروض زبد حياتي الذي يتضارب على شاطئ ساكن فأفكر , أهو الهدوء العجوز أم فورة بركان تخرج من فتحة صغيرة ؟ . لوهلة يبدو كل شيء فاتر رغم رائحة الأحلام الميتة التي تنبعث في الجوار . في الحقيقة منذ البداية وأنا أحاول أن أجد الكلمة المناسبة لتلك الحالة الآنية وأفشل مع ذلك ,ففي النهاية كل هذا الهدوء يذكرني بالعين التي تتجاوز الزمن لتحط على إحدى أغصان آلامها فينهرها شخص ما ويقول , أين شردت ؟ أتذكرون شكل تلك العيون ؟ حسنا راقبوا أعينكم جيدا في منتصف تلك اللحظات ستجدونها جفلة من شدة أتساعها وكأنها تتذكر وجعًا او خيبة ما . والأن لننسى كل ذلك ودعوني أحدثكم قليلًا عن روتيني مؤخرًا. اليوم أو قبل أسبوعين , قضيت النهار كله أبحث بين رواق المتاجر الإلكترونية عن تنورة بنية , كنت أشعر كما لو كانت نهاية العالم لأن مهمتي لم تكتمل , حتى أني الأن أفكر بترك القلم وأمساك الهاتف لأستمر من حيث توقفت في البحث عن تنورة بنية , أتعلم لست فارغة ولم أكن بهذا الشكل من السخف مسبقًا , وبالإضافة إلى ذلك لدي في الحقيقة الكثير من الأعمال التي يجب علي إنجازها قبل نهاية هذا اليوم من تصحيح أمتحانات صفية , تحضير مواد للعمل غدًا وغيرها الكثير مما لا أريد حتى أن أتذكره . وكما قلت سابقًا لم أقصد منذ البداية أن أكون الفتاة اللامبالية ولا أدرك حتى كيف وصلت الى هذا الحد من السخف . أفكر جديًا إن كانت كلمة تقهقر تفي بالغرض في سياق هذه الجملة ولا أعرف , ففي الغالب أنسحب من مستنقعات حياتي أي أتنحى على قارعة الطريق أراقب الجموع وهي منساقة نحو الذي أراه عدم , هيهات لو يمرون بالصمت دون أن يفرقعوا بحركات تتمخض من أقدام تضرب الأرض بعنف القرود . ويا ترى هل يسمى ذلك تقهقر أم له معنى آخر ما زلت لم التقطه ؟ . هل فقدت الحياة رونقها ام أنا ما أنفك أقوم بالترميم مخلفات ما عدت أحتاجها بالسرداب الخلفي من طاقتي ؟. لا بد أني سأجن عما قريب وريثما يحدث ذلك وجب علي ان اكتب طلاسم بعد أن فقد قلبي قدرة التكلم , لذلك تحملوني قليلا حتى أعود إلى رشدي أو يعود رشدي إلي وأن رفض الرجوع تماما سأتزوج شخصًا يقال عنه الموت ,يحمل عينين زرقاوين ليزرع العشب في قبري. خلال الشهر الفائت تجولت كثيرًا في المتاجر الإلكترونية , وفكرت جديًا بشراء أجهزة تنصت وكاميرة توضع تحت قبة القميص لمراقبة المارين عندما أشعر بالملل , وليس ذلك فقط إنما ارتأيت في شراء جهاز تعقب , كاميرات كبيرة لتصوير الأفلام وزينة كورية باللون الوردي الكريه . قد يبادر إلى ذهنكم بأني أجلس على كومة كبيرة من المال وألا لما فكرت بشراء كل ذلك , ولكني في الحقيقة , أنا مريضة ومفلسة وراتبي يقبع تحت سلم ألإيجار المنخفض لدرجة أني أستعمل عدسة مكبر لكي أشعر به , هل علي أن اشتري عدسة أكبر؟ .مشكلتي الأساسية هي أني حالمة وفي مراحل خصوبتي المرتفعة أكون هوليودية تماما , "سيتحسن غدًا" غالبا ما أكرر هذه العبارة في تلك الفترات حتى تحولت إلى وجبة أعتدت أن أكلها عندما لا أجد شيئًا اسد فيه فراغ قلبي, ولكن رغم ذلك أبقى جائعة من الداخل, جائعة لشيء غير واقعي ترتطم به خشونة العالم لتزيح عظامي التالفة عن بعضها البعض وبدل "متنحية" أصبح "منحنية " فيرتمي رأسي بين جنحي الاستمرارية طائرًا فوق العمر حيث أشعر بالشبح الزمن يمر من خلالي ثقيلا فأتساءل كيف كبرت بهذه السرعة دون أن أتذوق حلاوة الحياة , أهذه هي الحياة التي حلمت فيها بصغري وحاربت من أجلها آجلي؟ أتساءل إن كنت أخطأت نحوها بشيء أو خدشتها دون أن أقصد ولا أتذكر , أتساءل إن كان العيب بقنوات تذوق لساني أو شبكتي العينية أو حتى سوء فهم من جانبي, ولأني لا استطيع إيجاد الإجابة مثل العادة فلنؤجل التفكير إلى حين آخر, فغدًا ستطيلني الكثير من الهراوات ,سأقع مثل عجوز أنهكه المرض , أبكي بشعور الخسران كأنما فقدت أطفالي دفعة واحدة في حرب لا ناقة لي فيها أو جمل , غدًا سيكون يوم مؤلم وستعتريني ذات الأحاسيس ,فينخفض صدري ويتهاوى جسدي ,ولكن رغم ذلك لن أجيب حول إن كانت الحياة تستحق معاناتنا أو لا , لأني في سري كنت أعلم الإجابة منذ الصغر , منذ شعوري الأول بالظلم , كنت أشعر بالإجابة فقط من خلال الأفق , أليس الأفق حزين وبعيد وضبابي كئيب؟. أعتذر سأتوقف عن الكتابة الأن فجل ما أشعر به حاليًا هو عدم استطاعتي إكمال النص ,فليس الأمر كأني كنت أنتظر شيئًا منذ البداية أو أردت نحت ملامح الطائر الناعق في داخلي , إنما شعرت بأني مدفوعة نحو البحث عن تنورة بنية وبالمناسبة ,ما زلت حتى الأن لم أجد تنورة بنية وقد تركت خلفي سبعة سلات تسوق مليئة من متاجر الكترونية مختلفة ولا أنوي الدفع عليها ألا أن ضغطت مزاجيتي المفرطة على زر الدفع حينها سأشتري وأراقب حسابي وهو ينزل تحت حدود رصيده وعندما يحدث ذلك سأتعب نفسي بكاءً , سوف أخبرك لماذا أفعل ذلك , هل ستكون كلمة ملل كافية؟ نعم مللت من البكاء على أمور غير حسية لا تلمس ولا أجد العذر لها وأن شكوتها يصبح فهمها صعب لذلك سيكون لي من السهل البكاء على "فائض مادي" لأن الألم حينها سيكون حقيقي ولا يأتي بالتقسيط كما يحدث مع شعورك بالضياع والفقدان الذي ما تفتأ تشعر بأنه قاع جديد تغرق فيه . دعني أقول شيئا أخير الأن ... فلتنسى كل ما أخبرتك به فالحزن هو الحزن ولا شأن للألوان به.



#انوار_صابر_حميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمراة لليلة واحدة


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - انوار صابر حميد - تنورة بنية