كانيكا....................87 سيناريو

حيدر ابو حيدر

الحوار المتمدن-العدد: 1559 - 2006 / 5 / 23 - 09:56
المحور: الادب والفن
    

الفصل الأول

لقطة عامة-
اتروش يا مستعمرة الزنبق
والرمان
انا نعشق آلف كمين
لمجرد رائحة العشق
اتروش
الليلة اخبرني نقار الخشب إن آلاف الجند المحمولين سيطاون القلعة منتصف الليل. وقال أيضا
إن الطريق إلى كلي الرمان في غاية الصعوبة وان الشيخ علو علو خمبابا البستان ركب حماره الهزيل
ورفع راية استسلامه البيضاء وتوجه نحو العسكر.
اتروش
يا بوابة وادي الجنة يا عارية الجسد إلا من ورد اللوز , حين غادرك الملاك صرتي
اكثر آمنا وجمالا ,

لقطة متوسطة-
الأنصار يلتفون حول الموقد, ينحني, أحدهم وينفخ فيه روح الجنوب فيمنح الآخرين الدفيء
فتراقص أصابعهم النار لكي يمنحوا الأجساد الرطبة لسعات دفئ وحنين , تبعث فيهم ذكرى عشق أو ذاكرة,
وكأنهم على موعد لحلم جماعي يأخذهم حيث المدن والسيارات والمواعيد .zoomind على زمزميه ماء
تستقر بشكل جانبي فوق الجمرات.ثمة غصن متيبس يغور بالنار,ثم يخرج متوهجا ليشعل لفافة التبغ البريكاروي

لقطة قريبة-
نقار الخشب لازال متوجسا وهو ينقر بلحاء متيبس, يتداخل صوت التنقير بصوت طائرة هوكر هنتر
غير مرئية ثم يتحول صوت التنقير تدريجيا إلى صوت جهاز المورس- اللاسلكي-
يخرج الطائر من الكادر.
كانيكا
موعودة بالهشيم
وعلى سنها الصخري
أعدت كل أدوات الاغتصاب
الليلة سينال منها الجند
وابناء العم المرتزقة
وستصادر الوديان صراخها
وسيتقاسمها القواد والمستشارين

الهوكر هنتر تخرج من غيمة وتختفي سريعا في أخرى,
الليلة........... انتم موعودون بالخراب القادم من وراء القلعة, الليلة عليكم أن تنهوا آخر لفافة تبغ
أخر خفارة ليلية . غدا ستكون كل أيامكم خفارات, ستحرسون الأشجار وعيون الماء.
وعيونكم سترصد كل الطرق المؤدية إلى كانيكا.
على مقربة من المكان انشغل النصير –ك-بجهاز اللاسلكي جاهدا من اجل الحصول على
ذبذبة مناسبة – zoomind يبصق بالأرض.
-ها خير رفيق؟
- منين يجي الخير أبو أمل شوفها مغيمة وكراكيع ومطر.

ثلاثة قذائف تسقط على قرية بافريكه يتبعها عواء مخنوق لكلاب القرية.
ابوالفوز يحرك زر الراديو الترانسيتور
- صوت المغنية- اسألوه لا تسالوني اسالوه
- ما زعلت منه عليه زعلوه
الضباب طوق المكان بالكامل وأصبحت الرؤيا محدودة –يدخل الكادر بين لحظة وأخرى
شكلا غريبا غير واضح المعالم يتكرر بأشكال مختلفة وأحجام متباينة.
الموسيقى - غير منتظمة كما لو كانت أصوات لضفادع أو تدحرج لآواني من الألمنيوم
او خطى لبغال أو خنازير.لا صوت لنقار الخشب

لقطة عامة-

- مئات من البشر يتوجهون صوب الجبل تاركين وراءهم حرائق ودخان اصفر يلف بيوتهم الطينية
- تاركين خلفهم كل شئ.هرعت حيواناتهم مستغيثة وراهم كأنها تطلب النجدة, حتى
- الكلاب توقفت عن العواء وهي تتسلق السفح قبل البشر لكي تنجوا من الموت القادم من أعلى القلعة .
-
ملاحظة- كم أتمنى أن يكون لهذا المشهد طقس خاص في حياة الأكراد بان يقوموا سنويا بالصعود على
الجبال لكي يصبح تقليدا عند الشعب الكردي أن يذكروا الأجيال ذكرى هجوم السلطة الدكتاتورية في سنة
الأنفال 87 سيئة الصيت.أشبه باحتفالات الاولمب ولكن مع الفارق.

لقطة قريبة جدا-

جثة الكلب الذي قتله النصير سلمان البارحة لازالت شاهدا عليه , بل صارت أحاديث الجميع
وخصوصا كفاح الذي ما انفك أن ينسى الجميع هذا الحدث حتى يعاود التذكير به من جديد وبأسلوب
كوميدي- بان سلمان افرغ ثلاثين اطلاقة بجسد الكلب . كلب القرية الذي اعترض طريقهما عند مدخل
قرية الصالحية في سهل فايدة. وحسب قول( الدراماتور) كفاح كنجي أن الكلب فارق الحياة منذ الاطلاقة الأولى
فلا اعرف السبب الذي جعل سلمان يفرغ اطلاقات المخزن بالكامل في جسد الكلب المرحوم.

لقطة متوسسطة-

الكتل البشرية التي قصدت الجبل يلفها الضباب الأصفر- لقطة slow motion وجوه ضبابية
صفراء تشكل مع بعضها حلقات للرقص – دبكات كردية- zoom ind على عازف بالزرنة بعيون
دامعة. بغل يزفر دخان اسود من منخريه. امرأة مسنة تنكفا على وجهها, كفان لطفلتين ينفصلان عن
بعضهما, الرقص بالأرجل يزداد سرعة.

لقطة عامة-

عجلات ومدرعات عسكرية تسمع أصواتها من جانب القلعة تظهر تدريجيا وهي تهبط الجبل على
الطريق الإسفلتي .مجموعة من الكلاب تركض أمامها بنشاط.
طائرة الهوكرهنتر أصبحت اكثر وضوحا.
قذائف المدفعية لا تتوقف . أصوات الكلاب تعلو أحيانا وتهبط أو تتداخل مع أصوات العجلات المسرفة
لقطة متوسطة-
الرقص وسط الدخان الأصفر يأخذ شكلا آخر. أجساد نصف منحنية تضع قطع قماش على الأنوف,
تترنح بالرقص و يتساقط الراقصين على الأرض الواحد تلو الآخر.
تتوقف كل الأصوات عدى عازف الزرنة zoomind على وجهه ينفخ باختناق ينفخ ينفخ ينفخ
يتلاشى الوجة بالكامل داخل الدخان الأصفر.

لقطة متوسطة-

من أعلى قمة كاره –لقطة من الخلف- الكلاب تجري من الأسفل باتجاه القمة الجبلية الوعرة. صوت
رمي كثيف من ناحية القمة باتجاه الكلاب التي تتساقط والأعداد تزداد وتقترب اكثر.


الدخان الأصفر
يلف القرى والأشجار
لا اثر لعين الماء
لا اثر للطير
والأطفال الذين نعرفهم
المدافئ التي كانت تنتصب
مثل الأعلام البيضاء
خانتها الريح

الأنصار ...............
وحدهم في كاره
هذا الجبل الرحيم
لا أحد يعلم في بغداد ألان
أن ثمة قيامة حقيقية أقامها
الدكتاتور في هذه المناطق
ألا قلب ألام
وحده يستيقظ في الليل ويقول
بردا وسلاما يا ولدي


- انتهى الفصل الأول-
يتبع........................

#حيدر_ابو_حيدر (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات