ربيحة الرفاعي
كاتبة وباحثة
(Rabiha Al-refaee)
الحوار المتمدن-العدد: 6407 - 2019 / 11 / 13 - 04:37
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ليس جديدا علينا خبر تكالب حراس الظلام على رائد من رواد التنوير، وليس غريبا خبر تنطّع محام ما، لرفع قضية بدعوى ازدراء الأديان ضد طاقة نور تتحدى جبروت الظلام، متكئا على طاقة التكفير والإقصائية التي بثتها في مساحة مهولة من الجماهير، حفنة سدنة موروثٍ يصيح بالأمة مطالبا بمراجعته وتخليصه مما دس فيه من ادعاء على الله ورسوله ..
وليس مفاجئا ولا مدهشا خبر رفع معاول العتمة، دعوى قضائية على الدكتور خالد منتصر، واتهامه بازدراء الأديان، لأنه تجرأ على التعرض لصنم من أصنامهم.. صنم ألبسوه القداسة والعصمة باعتصامه وإياهم في عتمة كهف موروثٍ جامد، وضعه قبل قرون وقرون رجال انتهوا، وانتهى زمانهم، وتقزّم سقفهم المعرفيّ في ظل التطور العلمي والمعرفي اليوم، حتى بات مجرد ذكره تآكلا ..
لم يتعرض خالد منتصر وفقا للائحة الدعوى المرفوعة ضده لله ولا لرسوله ولا لكتابه، وإنما لرجال ألبسوهم قداسة يسدلون غلالتها على كل حراس العتمة، ليدوروا وينهكونا دورانا بلا انتهاء في حلقة تقديس وحراسة الموروث لحمايته من المراجعة، واكتساب القداسة بحراسته وتقديسه.
لم يزعجهم خالد منتصر بأكثر مما يشكله من طاقة نور تنفتح على كهفهم الذي يجرّون الأمة لترسخ فيه، فلا ترى غير ما يرون، ولا تفكر خارج صناديقهم المغلقة على ما استحال في زمن إغلاقها تنقيحه؛ لمنع تسلل مقحم على الإسلام إليه، وما أكثر ما تسلل مما يكفَّر ويحارب كل من يشير إليه.
ولإن وجدت الدعوى مساحة لها في القانون المصري في إطار المادة ٨٩(و) عقوبات والمادة ١٦١ عقوبات كما جاء في لائحة الدعوى، او وجدت مساحة لها في القانون في أي دولة عربية او غير عربية يتنطع فيها أحدهم للادعاء ضده، ولإن أدين هذا المفكر الصلب الجرئ، ولإن حوكم وحكم بما يؤكد تمكن الفاشية الدينية من الأمة، فلن يخرس الظلم قلمة ولن يكبل عقله، ولن تنغلق طاقات الفكر والتدبُر التي تنفتح تباعا، ليدخل نور الحق إلى العقول ويبعثها من موات طال.
#ربيحة_الرفاعي (هاشتاغ)
Rabiha_Al-refaee#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟