أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - إياد الغفري - هواية الثورة














المزيد.....


هواية الثورة


إياد الغفري

الحوار المتمدن-العدد: 6406 - 2019 / 11 / 12 - 19:42
المحور: كتابات ساخرة
    


بعد النصر المؤزر للجيش النظامي على بقايا الثورة السورية، لم يتبق منها إلا نشطاء اللجوء ممن ساعدهم الحظ ودعوات الجدود في الحصول على حق الحماية المؤقتة أو اللجوء في بلاد الله الواسعة.

بدأ من كانوا يشجعون الثورة السورية باعتبار أنها "ريال مدريد"، من جحورهم في مقاهي البلاس دو إيتالي، أو بوقفات اعتصاميه هدفها الاستغناء عن التقاط السيلفي بشكل شخصي وتكليف بقية المعاتيه بالتقاط الصور ونشرها على وسائط التواصل الاجتماعي، بالالتفات لمباريات أخرى.


ناشط أقام في بيروت منذ أكثر من عقدين من الزمان، نشر هلامية كعادته عن سماعه زقزقة العصافير وضحكات الأطفال في بيروت، بيروت التي كان سابقاً يتغنى بها كانت قبيحة، لكن وحسب تطور خلاياه الرمادية صارت جميلة تزينها بوادر الثورة، ثورة "كلن يعني كلن".

لا يعنيني انتصار الثورة ضد الملالي والفساد في العراق، ولا انتهاء الإقطاع السياسي اللبناني، هذا السرطان الذي زرعته الأديان ورعت شتلته المصالح الاستعمارية، وثبت مؤتمر الطائف جذوره.
بالنسبة لي هذه شؤون داخلية لدول مجاورة، لكن الأمر ليس كذلك لنشطاء الثورة السورية، فهم يتابعون الأمر عن كثب.

أحد سلالات الأغاطاسية يبشر بالعروبة، متناسياً جذره التركماني الذي نقر خصانا به في الماضي القريب.
***
منجزات الثورة السورية:
قرابة مليون ضحية وربع مليون مفقود.
بنية تحتية مدمرة، ودولة مقسمة تحت وصايات عدة.
ملايين اللاجئين الذين يحلمون بالنجاح، ويصحون من حلمهم إما في مشفى لرعاية العجزة يمسحون أستاء العجائز، أو وهم يصعدون الأدراج لتسليم الطرود البريدية, أو ربما مازال حلمهم مستمراً كثورتنا التي أكد الائتلاف أنها مازالت مستمرة.
نظام كان يظن أنه بقبضة حديدية قادر على قمع الشعب والبقاء، لكنه أصبح متأكداً أن هذا لا يتم إلا بممارسة الموت اليومي.

***
النجاحات السورية الأهم كانت في مجال التساقي والكبب، الفول بحمض وتوم وزيت، إلى أن يفرق شملهم هادم الملذات ومفرق الجماعات مكتب الضرائب.
***

الثورة السوية حكم عليها بالفشل منذ ولادتها لأنها كانت اتكالية، ثورة "تقول العالم خذلنا" ليست ثورة،
ثورة رموزها يتوزعون على فضاءات افتراضية، ويحتسون القهوة مع رجالات العهد البائد الذين لفوا علم الثورة على رقابهم لحمايتها، طامعين بمستقبل جديد يكونون فيه أكثر أهمية مما سبق، هي بازار يتم فيه شراء الضمائر والذمم أو ما تبقى منها.

الثورة ليست فعل أو سيرورة كما حسبت سابقاً، الثورة هواية.
أنا أهوى التصوير الفوتوغرافي، المطالعة، الموسيقا الكلاسيكية وممارسة العادة السرية،
أخوتي نشطاء المجتمع المدني:
ما أعرصنا ونكابر، من لم ير من المنخل فهو أعمى، والثورة والله ليست كما كنت أظن.

أنا أعلم أنكم هواة ثورات، أحييكم وأشد على أياديكم، وأناشدكم أن تكون لديكم الجرأة الأدبية لأن تكفوا عن ممارسة نفاقكم مع ذواتكم، واحدكم يحسب أنه بالتماهي مع الضحايا ممن فقدو كل شيء، يقوم بدوره ويضع رأسه على الوسادة فينام قرير العين.

عقلية المجرم نفسها مهما اختلفت الجغرافيا، لا فرق بين قاتل نظامي، إسلامي، مليشيوي وبين من رفع لهم الأصابع وخوَّن من شكك بنزاهة أيقونات ثورية صيغت على عجل في مطابخ أجهزة مخابراتية.

الفرق الوحيد كائن في المصير، القسم الأول ضحى بروحه فمات ذبحاً، سلخاً، تعذيباً، قصفاً بينما يموت القسم الثاني قرير العين بأمراض مستعصية، زاد في شراستها استهلاك ضخم للحشيش والمشروبات الكحولية، والشحوم.
أخوتي هواة الثورات:
دعونا نموت قهراً، وارحموا شيبتنا.
مارسوا هواية مشاهدة الثورات على الأقنية الفضائية، بصمت... ولا تقلقوا قهرنا بتحليلكم لثورات الجيران، التي تحسبوها شعر عانة خالتكم، بعد أن اكتشفتم صلعكم.



وأستغفر الله لي ولكم.
إياد الغفري – ألمانيا

12 تشرين الثاني 2019



#إياد_الغفري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشخصنة والثورة
- الأمل
- الشعر والأحلام
- الإلحاد القويم
- جبل المشتى والمراهقة
- العصفرة
- إدلب
- رامي مخلوف
- هوموسابيانات
- فراس السواح ومقصلة الثورة السورية
- تشابه أسماء
- السبعة وذمتها
- كلمات عن رجال تحت الشمس
- الماريشال
- قولوا والله
- دمشق - باريس - دمشق
- مطولة تشرينية
- صف حكي
- من الفرات إلى النيل خواطر عن دولة إسرائيل الكبرى
- الحوار المتمدن


المزيد.....




- دائرة الثقافة والإعلام المركزي لحزب الوحدة الشعبية تنظم ندوة ...
- Yal? Capk?n?.. مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 88 مترجمة قصة عشق ...
- الشاعر الأوزبكي شمشاد عبد اللهيف.. كيف قاوم الاستعمار الثقاف ...
- نقط تحت الصفر
- غزة.. الموسيقى لمواجهة الحرب والنزوح
- يَدٌ.. بخُطوطٍ ضَالة
- انطباعاتٌ بروليتارية عن أغانٍ أرستقراطية
- مدينة حلب تنفض ركام الحرب عن تراثها العريق
- الأكاديمي والشاعر المغربي حسن الأمراني: أنا ولوع بالبحث في ا ...
- -الحريفة 2: الريمونتادا-.. فيلم يعبر عن الجيل -زد- ولا عزاء ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - إياد الغفري - هواية الثورة