أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نائلة الشقراوي - سفيان رجب السائر وراء الجنازات أم قناص جوائز ؟!














المزيد.....

سفيان رجب السائر وراء الجنازات أم قناص جوائز ؟!


نائلة الشقراوي
إعلامية وباحثة في الحضارة والأدب العربي

(Naila Chakraoui)


الحوار المتمدن-العدد: 6406 - 2019 / 11 / 12 - 19:40
المحور: الادب والفن
    


من القرد الليبيرالي الى الساعة الأخيرة تتواصل رحلة سفيان رجب الإبداعية والتي جعلت البعض يطلق عليه لقب رجل الجوائز .الساعة الأخيرة الصادرة عن ميارة للنشر هي برأيي هوامش لرواية القرد الليبيرالي فما سقط هناك ولم يجد له الكاتب ضرورة في السرد جمعه هنا وصنع منه عقارب ساعته تلك ،وكلنا يذكر ساعة شارع الحبيب بورقيبة التي جعلها الكاتب بمثابة العضو الذكري الذي يتبول على المكان في عملية استمناء تكشف زيف الرموز والعورات .وليس ما فعله سفيان رجب بخطيئة وانما بنظري هو ميزة للكاتب تظهر قدرته على التطرق لنفس المواضيع بأسلوب وزوايا نظر مختلفة تبرز ما لم يقع الإشارة اليه من قبل أو الحديث عنه من جديد للتأكيد ونحت الفكرة في الأذهان ، لكننا لا نجد اثرا للتكرار أو للاستنساخ وهذا ما نطلق عليه ببراعة السرد .
عند سفيان رجب الكلمة هي السر والفكرة السر الأعظم .( من الفكرة الصغيرة تولد فكرة أكبر ومنها تولد فكرة أكبر ص40) والافكار التي بثها الكاتب في صفحات مجموعته 110 تغلب عليها الفانتزازيا حيث يتناول الكاتب هذه المرة الواقع من زوايا نظر غير مألوفة ويستعين بشخصيات تاريخية أو أسطورية كإشارات رمزية منه مثل أهل الكهف في نساج القصص والتي فيها إشارة الى ان الثلاث الاف سنة عمر حضارتنا هي بالواقع ليست سوى قرون من الركود والوهم.او ان يستعين بحدث يغلب عليه الخيال في اقصوصته الساعة الأخيرة حين يفترض الكاتب وقوع القيامة بعد ساعة لتبدأ رحلة الركض داخله محاولا ادراك نفسه قبل ان يدركه الموت.الجسد عند سفيان رجب دائما مرتبط بالأفكار المجنونة أو الثائرة او المشوهة والجسد عنده دائما سفلي اذ ينسج من خلال الرغبات الجنسية لأبطاله خرائط طيبوغرافية يعري من خلالها كل فكرة عرجاء لشخصيات قد تبدو لا سوية لكنها هي الشخصيات الموجودة في الواقع والتي يعمد سفيان رجب الى تعريتها وكشف خباياها كاشفا بنفس الوقت حيرة وجودية متصلة به اساسا وتطفو من خلال كتاباته .الانسان هو المشكلة عند الكاتب أو العقدة اذ من خلال شخصيات المجموعة نقف على عينات مختلفة لشخوص سيسيولوجيا ، فكريا ونفسيا تعيش واقعا مركبا ومتأزما فتجنح الى الخيال الذي يتحول واقع وحقيقة يتحرك الأبطال داخلها وفقا لما يقتضيه هذا الوجود المتناقض وحتى في اهداء المجموعة كانت هناك إشارة لذلك اذ يهدي الكاتب عمله لضحايا الحرب الثانية ولضحايا الحرب الثالثة التي اندلعت فعلا في داخل الذات الإنسانية رغم سعيهم المتواصل الى منع نشوبها في الظاهر ،وهنا الفكرة الأهم التي تقول أن حربنا الحقيقية قائمة ودائمة مع عدم انسجام الجسد مع الفكرة ومع تنافر الانسان بتطلعاته وسعيه مع وجوده القهري .لكن ما يؤلم حقا ان في سعي سفيان رجب الى نقل الصورة من زاويته الابداعية الخاصة تأكد لنا ان الوجود قائم على تقديس الجسد قبل الفكرة ،والمجنون الذي وهبه بطل الساعة الأخيرة كل مايملك من ليلة القيامة قالها وهو ينظر الى الكنز الذي ما بين ساقيه (المهم ان هذا موجود )هنا يمكن إشارة لسيطرة الليبيدو على الفرد كضرورة لتواصل النسل أو للحياة عامة بأوهامها و واقعها ولكنها ايضا إشارة الى انه في اللحظة الأخيرة قبل التغيير (البعث )تتواصل عمليات السرقة لانسانيتنا أو لممتلكاتنا لينطق مجنون بالحكمة ان الأمل مازال قائما مادامت اسباب الصيرورة (اللذة ) مازلت موجودة .
سفيان رجب يبحث جيدا في الشوارع الخلفية للنفس البشرية ويعيد رسمها وفقا لفكرته اولا وتناغما مع مواقفه معها وربما هو كما جورج ارويل في 1984 يكتب الحقيقة من زاوية نظر معكوسة تقلب الواقع لتتضح الصورة ، وزارة السلام في رواية جورج ارويل هي وزارة الحرب والحرية هي العبودية والجهل هو القوة ، تماما كما تكون الضحكة في مجموعة الساعة الأخيرة سببا في جريمة قتل لم يرتكبها صاحبها (اقصوصة الجريمة الكوميدية) ومثل ما يتحول صياد السمك الى صياد جثث الغرقى (اقصوصة صياد الجثث) أو كأن يتحول القطار الذي لا تتوقف رحلاته الى موطن واستقرار تنسج فيه الروايات ومن رحمها نتزوج و ننجب ليكون الاشيء هو الشيء والفراغ المرسوم على الضباب هو الواقع الجدير بنا .



#نائلة_الشقراوي (هاشتاغ)       Naila_Chakraoui#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين تصنع وحيدة المي من الخراب مجد الفكرة والنص
- الصحفية عواطف بلدي تحاور قامة من قامات الشعر التونسي
- الصادق وجدان زير برتبة وزير عاشق
- القادر بلحاج نصر ومجموعته القصصية زطلة يا تونس /// تونس بعيو ...
- نورانيات الأنا العاشقة في ديوان وأشرق العشق لراضية الهلولي
- 10دق تكفي..للروائية رفيعة بوذينة، الرواية الجاهزة للتصوير
- فلسفة النص في مجموعة الوجه الآخر للحكاية لإبراهيم بن مراد
- رواية مراد ساسي المشي على شفرة حادة ، رحلة الهروب من الموت ا ...
- وجودية منير الوسلاتي ما بين الاستشراف العرفاني والشعرية _
- رواية للا السيدة للكاتب طارق الشيباني، الرواية المكتوبة على ...
- حفر دافئة للروائي التونسي الحبيب السالمي رواية التفاصيل المر ...
- الحبيب الهمامي ما بين تحليق وسفر ذات شاعرة يشدها الواقع إليه ...
- الضوء الشارد من فصول أنثى الفصول الفصل الخامس المندس بالرواي ...
- صمت النواقيس للكاتبة فتحية دبش ،رحلة في مناخات العنف والإرها ...
- اليسار التونسي والقضية الفلسطينة المطموس والمعلن
- يوسفيات نجيب بن علي تنعى المدائن والوطن ___
- عمق المشاعر وضجيج الفكر في الإصدارات الأخيرة للشاعرة فضيلة ا ...
- القاضي والبغي رواية يكتبها محامي ليقرأها متهم
- دراسة نقدية في رواية ليت شهدا
- متعة الكتابة ولذة القراءة في نص ربيعة الفرشيشي :الحلم المشته ...


المزيد.....




- قبل إيطاليا بقرون.. الفوكاتشا تقليد خبز قديم يعود لبلاد الهل ...
- ميركل: بوتين يجيد اللغة الألمانية أكثر مما أجيد أنا الروسية ...
- حفل توقيع جماعي لكتاب بصريين
- عبجي : ألبوم -كارنيه دي فوياج- رحلة موسيقية مستوحاة من أسفار ...
- قصص البطولة والمقاومة: شعراء ومحاربون من برقة في مواجهة الاح ...
- الخبز في كشمير.. إرث طهوي يُعيد صياغة هوية منطقة متنازع عليه ...
- تعرف على مصطلحات السينما المختلفة في -مراجعات ريتا-
- مكتبة متنقلة تجوب شوارع الموصل العراقية للتشجيع على القراءة ...
- دونيتسك تحتضن مسابقة -جمال دونباس-2024- (صور)
- وفاة الروائية البريطانية باربرا تايلور برادفورد عن 91 عاما


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نائلة الشقراوي - سفيان رجب السائر وراء الجنازات أم قناص جوائز ؟!