أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - هشام عبد الرحمن - الحركة الطلابية وبلورة الهوية في الجامعات الفلسطينية















المزيد.....

الحركة الطلابية وبلورة الهوية في الجامعات الفلسطينية


هشام عبد الرحمن

الحوار المتمدن-العدد: 6406 - 2019 / 11 / 12 - 13:01
المحور: القضية الفلسطينية
    


تعد المرحلة الجامعية من المراحل المهمة لبلورة الوعي وتشكيل الهوية نظرًا لاتساع تجربة الطالب من خلال احتكاكه بمختلف الأطياف السياسية داخل الجامعة, وتشكل رغبة الطالب محفزًا أساسيًّا في الانخراط في نشاطات الحركة الطلابية الفلسطينية ,حيث عمدت الفصائل والأحزاب المختلفة إلى زيادة درجة التأطير والتجنيد والتعبئة في صفوف الطلبة؛ لأنهم يمثلون الشرائح المتعلمة, إضافة إلى الدور الريادي للحركة الطلابية في رفد الحركة الوطنية الفلسطينية في الداخل والخارج بالكوادر والقيادات الوطنية المؤهلة فكريًّا وسياسيًّا للعمل في صفوف المنظمات الفلسطينية. لقد شكلت الجامعات والمعاهد والكليات المتوسطة المنابر والمحطات الهامة للمناكفات السياسية والحزبية والنقاشات الطويلة وللدعايات الانتخابية لفصيل أو تنظيم سياسي ما, حيث إن حالة الجدل السياسي استغلت لمهاجمة الخصوم من أتباع الفصائل الأخرى ولزيادة وعى جموع الطلبة بالبرامج السياسية والانتخابية للفصائل والأحزاب السياسية.
وبما أن الحركة الطلابية الفلسطينية انطلقت في أوج المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي, فقد عملت جاهدة لاستنفاذ كل خيارات مقاومة الاحتلال عبر منبر الجامعات ومن خلال العمل الجاد والدؤوب لتجنيد الطلبة وتأطيرهم وتثقيفهم سياسيًّا حتى يقوموا بمهمة مقاومة الاحتلال بطريقة واعية وثمرة وعقلانية.
لقد أدت حالة التسارع والاتساع التي سادت القطاع الطلابي والتعليمي في الوطن المحتل خلال النصف الثاني من عقد السبعينات، إلى بروز قوى طلابية عرفت بالأطر الطلابية، وفي هذه المرحلة غدت الحركة الطلابية هدفًا للقوى والفصائل الفلسطينية السياسية؛ مما أدى إلى بروز تشكيلات طلابية ارتبطت بشكل أو بآخر بهذه القوى، التي ارتأت ألا تبقي هذا المجال بعيدًا عن نفوذها وسيطرتها، حيث إن المرحلة التي سبقت تشكيل الأطر الطلابية كان الدور الرئيس فيها للمجالس الطلابية، التي كانت هدفًا للسيطرة عليها من قبل مؤيدي ومناصري القوى الفلسطينية في الجامعات، دون أن تتواجد لهذه القوى تشكيلات وأطر منظمة، فقد اعتمد التصويت في انتخابات المجالس الطلابية في تلك المرحلة على البعد الشخصي للمرشحين، وآرائهم المعلنة في القضايا العامة، باستثناء الشيوعيين الذين عملوا بشكل منظم ومرتبط بالتنظيم (اتحاد طلبة فلسطين في الضفة الغربية وقطاع غزة).
ومع نهاية عقد السبعينات بدأت عملية تشكيل الأطر الطلابية في الجامعات والمعاهد الفلسطينية، وامتدت بعد ذلك إلى المدارس، وقد عملت معظم الأطر الطلابية تحت إطار تنظيمي كامتداد للفصائل والقوى والأحزاب السياسية الفلسطينية، بيد أن تسمياتها جاءت في مرحلة لاحقة. .
وقد اعتبرت المحافل المختلفة- المحلية منها والخارجية- الحركة الطلابية الفلسطينية، ومؤسساتها المنتخبة مقياسًا ومؤشرًا للتوجهات السياسية في الوطن، لا سيما الصحافة العالمية، وكذلك صحافة الاحتلال التي اعتبرت الجامعات الفلسطينية ساحة للتعبير عن منظمة التحرير الفلسطينية ، وما يجري بهذه المنظمة من تفاعلات واتجاهات، فلم تعد الجامعات الفلسطينية حقلًا للعلم فقط، بل ساحات للعمل الوطني والفصائلي، بحيث يمكن من خلال متابعتها معرفة الاتجاهات السائدة في المجتمع الفلسطيني.
وهناك علاقة الجدلية بين مفهوم الهوية الوطنية وبين المشاركة في فعاليات الحركات الطلابية، بمعنى أن تكون الهوية الوطنية نفسها عاملًا دافعًا نحو خوض العمل الطلابي من جهة، ومن نفس الوقت هي عامل يتم تطوره من خلال العمل الطلابي من جهة أخرى، تعزز الاستنتاج الواضح حول الدور التربوي للحركة الطلابية، فعلاوة على تطوير الهوية الوطنية ذاتها، فإن للحركات الطلابية دور أساسي في تعزيز التوافق النفسي عند الطلاب بشكل عام علاقة مباشرة مع التنمية السياسية والمشاركة الفعالة للطالب.
ومن الجدير بالذكر أن العمل الطلابي بصفته عملًا جماعيًّا سياسيًّا يتم من خلال العضوية في تنظيمات طلابية سياسية لها مشاربها الفكرية المختلفة، فلا بد من التوقف عند أهمية هذه الأطر السياسية في إغناء الساحة الطلابية بالنقاش السياسي والذي يشكل حجر الزاوية للمشاركة السياسية للطالب داخل الجامعة.
تحتل الحركة الطلابية في الجامعات الفلسطينية أهمية خاصة, بسب تداخل المهام والمسئوليات والأدوار التي لعبتها الحركة في المفاصل التاريخية الهامة من عمر الشعب الفلسطيني الصامد على أرضه. تجزم العديد من الأدبيات, الأولية والثانوية, التي تناولت الحركة الطلابية الفلسطينية الجامعية أن بدايات الحركة الوطنية الفلسطينية داخل الأراضي المحتلة بعد العام 1967 كانت ممثلة في الحركات والكتل الطلابية بحيث كانت الجامعات نواتها الأولى. من هنا كانت مقاومة الاحتلال والتصدي لمشروعه الاستيطاني من المهام الرئيسة التي قامت بها الحركة الطلابية الفلسطينية, منذ منتصف السبعينات من القرن الماضي وحتى اليوم. وكما هو معلوم للجميع أن هذه الفترة شهدت ميلاد العديد من الجامعات الفلسطينية التي ساهمت في تنمية الأراضي الفلسطينية, وتثبيت الشعب الفلسطيني على أرضه, والمحافظة على هويته الوطنية وتراثه القومي, لا سيما أن الاحتلال الإسرائيلي امتاز بالاستيطانية والاحتلالية والتهجير القسري لشعب آخر، وقد كان هدف إسرائيل منذ البداية السيطرة على الأرض الفلسطينية بدون السكان الأصليين.
فإضافة إلى المسئوليات الوطنية التي قامت بها الحركة الطلابية بكفاءة عالية, نتعرض هنا إلى المهام الأخرى التي تكفلت الحركة الطلابية القيام بها خاصة النقابية والمطلبية المرتبطة بخدمة جموع الطلبة من خلال مواجهة المشاكل الملحة التي تواجههم داخل الحرم الجامعي على شاكلة قضايا الأقساط والتخفيف عن كاهل الطلاب ماليًّا, فضلًا عن قضايا متصلة بالأجواء الأكاديمية والانتخابات الطلابية, والديموقراطية الطلابية.
إن التجربة الديمقراطية الواعية بين أوساط الطلبة في رحاب الجامعات تسهم بالتأكيد في تعزيز التوجهات الديمقراطية, وتقوية البنيان الداخلي للمجتمع الفلسطيني، بتعدديته وتنوعه الثقافي والديني والسياسي والاجتماعي، خاصة إذا اقترن تطور المجتمع الفلسطيني مع متطلبات وشروط مسبقة أخرى من أهمها تعميق الثقافة السياسية الناضجة وأنسنة التعليم وبث قيم التسامح والتعددية السياسية والفكرية والدينية والاجتماعية, وتقبل الآخر والتعايش معه.
وتعتبر تجربة الحركة الطلابية الفلسطينية من تجارب العالم الغنية في مجال مقاومة المحتل، والدفاع عن المطالب الوطنية، ومثال ذلك مقاومة الاستيطان، والتضامن مع الأسرى، وبنفس الوقت لم تغفل البعد النقابي للحركة الطلابية، من خلال الشعار الذي رفعته "ديمقراطية الحياة الجامعية ووطنية التعليم". وللحركة الطلابية دورًا مهمًّا وفاعلًا ومحوريًّا في حياة الشباب الفلسطيني حيث تحمل همومهم وقضاياهم، وتضمد جراحاتهم عند الشدائد وتحتفي بهم عند تميزهم ونجاحهم وتحتضن إبداعاتهم وتشركهم وتشاركهم في كل المناسبات.
من هنا فإن النشاط الطلابي الفلسطيني لم يكن عملًا نقابيًّا فحسب، بل إطارًا سياسيًّا ليصل إلى جموع الفلسطينيين، وهذا مرده إلى طبيعة نضال ومطالب هذه الحركة إلى جانب هويتها.
إن ما ميز طبيعة النشاط الطلابي الفلسطيني، مساهمته في التكوين الخاص للطلبة ليكونوا جسمًا حقيقيًّا لهموم وآمال وتطلعات شعوبهم، وذلك لكونهم يرون المشهد السياسي بعيون وطنية وإنسانية بعيدة عن المصالح الخاصة والاسترزاق، وهذا جعل الطلبة أقرب للاستشعار بمصالح الناس، كونهم شريحة ممتدة أفقيًّا وليس عموديًّا في شرائح المجتمع المختلفة.
وتعد الحركة الطلابية في الجامعات الفلسطينية قواعد شبابية يختمر فيها الوعي السياسي، وتنبثق منها قوى الكفاح الوطني، وقد كانت ولاتزال مسرحًا للنشاط الاجتماعي والوطني، حيث لم تكن الجامعات مجرد أماكن للدراسة بل خلية من النشاط والحركة، ولقد لعبت دورًا قياديًّا في الواقع السياسي الفلسطيني ومثلث البؤر الأكثر اشتعالًا في الفكر والممارسة من خلال تدعيم الاهتمام بالقضايا السياسية عبر المشاركة السياسية، وتحقيق متطلبات الحياة الديمقراطية، كما تسهم الحركات الطلابية في نشر الوعي بين الطلبة وتوعيتهم لما يحدث في محيطهم من أحداث ومواقف سياسية، سواء على المستوى الوطني أو في الخارج.
وطلبة الجامعة بصفة خاصة يمثلون شريحة متميزة داخل قطاع الشباب حيث يساهمون في تكامل عملية البناء في المجتمع الفلسطيني، بالإضافة إلى أنهم يعدون نخبة منتقاة من الشباب الذين أتيحت لهم فرص الحصول على معارف وخبرات في مختلف العلوم والفنون لم تتح لغيرهم ممن في مثل سنهم، إلى جانب ما يمتازون به من حيوية ونشاط تؤهلهم لأن يكونوا إحدى القوى السياسية الفعالة عند ممارستهم للعمل السياسي الذي ينبغي أن يتمرسوا على أدائه حتى تكتمل ثقافتهم بتعزيز الانتماء والتوجه الوطني من أجل الوصول بهم إلى المشاركة السياسية وإبداء الرأي فيما هو لصالح المجتمع الفلسطيني وهويته وتاريخه النضالي.
يأتي ذلك خلال مرحلة دقيقة في تاريخ الشعب الفلسطيني المعاصر الذي يسعى إلى إنجاز مشروع التحرر الوطني وإقامة الدولة المستقلة، ويخوض من أجل ذلك صراعًا مريرًا مع الاحتلال.
ونشير هنا إلى أن الحركة الطلابية الفلسطينية حظيت بأهمية خاصة نتيجة للظروف السياسية التي تمر بها الحالة الفلسطينية، التي تعيش مرحلة دقيقة من مراحل الانقسام السياسي، الذي يسعى للنيل من قضية الشعب الفلسطيني لوحدته؛ لذا كان على عاتق الحركة الطلابية في الجامعات الفلسطينية دور طليعي وفعال في المسيرة النضالية للشعب الفلسطيني، من خلال تلطيف الأجواء بين الطلبة من كافة التوجهات الحزبية والفصائلية، والسماح بحرية الرأي، وتقديم الأنشطة التي تعزز من ثقافة الوحدة والحوار، من خلال استضافة كوادر وقادة سياسيين يدعون إلى نبذ الفتنة وعودة اللحمة للمجتمع الفلسطيني.



#هشام_عبد_الرحمن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإعلام الفصائلي والأزمة السياسية الفلسطينية
- اصلي الفجر وادعيك
- دور الإعلام الفلسطيني وأثره على المواطنة
- محاربة الفساد و تعزيز الانتماء و المواطنة
- تعالي نوقد شموع الفرح
- ويسألونك عني
- الإعلام الفصائلي أو التنظيمي في فلسطين
- ثريتي قليلاً مولاتي
- ثمة أشياء تشدني نحو المحراب
- الإعلام والمواطنة في المجتمع الفلسطيني


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - هشام عبد الرحمن - الحركة الطلابية وبلورة الهوية في الجامعات الفلسطينية