أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد زكريا توفيق - مزرعة الحيوانات لجورج أورويل















المزيد.....

مزرعة الحيوانات لجورج أورويل


محمد زكريا توفيق

الحوار المتمدن-العدد: 6406 - 2019 / 11 / 12 - 01:10
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


جورج أورويل (1903-1950م)، روائي وناقد وكاتب مقال بريطاني. ولد في البنغال بالهند. اسمه الحقيقي إيريك آرثر بلير. كان والده ضابطا بريطانيا يعمل في الهند. كان لأورويل رأي قوي في أهم القضايا السياسية في عصره. الإمبريالية والفاشية والشيوعية.

من أهم أعماله، التي تعبر عن ضمير الجيل، هي رواية مزرعة الحيوانات، ورواية 1984. مزرعة الحيوانات تعتبر صرخة ضد الدكتاتورية وحكم الفرد، في صورة تهكمية. الخنازير المتصارعة على السلطة هي:
ستالين وغيره من الطغاة، ويمثلهم (نابليون)،
تروتسكي وغيره من الإصلاحيين، ويمثلهم (سنوبول).

الرواية في إيجاز:

عندما شعر الخنزير العجوز، الماجور، في مزرعة العزبة التي يمتلكها السيد جونز بقرب أجله، دعا جميع حيوانات المزرعة لاجتماع عاجل. أثناء هذا الاجتماع، اتهم الماجور العجوز الجنس البشري، ونسب له كل الموبيقات، من قتل وكذب وسرقة واستعباد للحيوانات بدون رحمة. ونصح الماجور رفاقه بمقاومة هذا الوضع المذري والثورة على الظلم والاستغلال والتجبر.

بعد وفاة الماجور وانتقاله إلى الأمجاد السماوية، تولى أمر الحيوانات شابان قويان من خنازير المزرعة، هما سنوبول ونابليون. قادا الثورة على صاحب المزرعة المفتري المخمور السيد جونز. وبمعاونة باقي الحيوانات، تم طرده من المزرعة إلى غير رجعة.

قاما أيضا بتغيير اسم المزرعة إلى "مزرعة الحيوانات" بدلا من "مزرعة العزبة". ثم تم وضع دستور جديد في صورة وصايا سبع حيوانية، أهمها "كل الحيوانات متساوية في الحقوق والواجبات".

الخنزير الشاب سنوبول (كرة الثلج)، والذي يدل اسمه على الصفاء والنقاء والشفافية، تولى تعليم الحيوانات القراءة والكتابة والأخلاق الحميدة. بينما الخنزير نابليون، والذي يدل اسمه على الدكتاتورية والثورة المضادة، تولي تعليم وتدريب الأطفال على الأصول الحيوانية.

الأمور جرت كالعادة في المزرعة بيسر ونظام، لكن بدون السيد المفتري جونز. كثر الإنتاج وأصبح الطعام وفيرا لكل الحيوانات. احتلت الخنازير مكان الصدارة والقيادة بحكم كونها أكثر ذكاء، كما أنها هي صاحبة فكرة الثورة أصلا. لذلك خصصت لنفسها طعاما خاصا، لبن وتفاح، للحفاظ على سلامة أجسامها وعقولها. ثم بدأ التنافس والصراع على السلطة يطفو على السطع بين سنوبول ونابليون.

عندما أعلن سنوبول عن مشروعه لبناء طاحونة، أصابت الغيرة قلب نابليون فأطلق كلابه الشرسة التسعة، التي قام بتربيتها بنفسه، على سنوبول لتقوم بمطاردته وطرده من المزرعة. بعد ذلك، قام نابليون بتنصيب نفسه حاكما أوحدا لمزرعة الحيوانات.

لم يضع نابليون الوقت عندما آلت إليه الأمور والسلطة. قام كدكتاتور أصيل لا يشق له غبار بتغيير الهيكل الحكومي للمزرعة. استبدل الاجتماع العام الذي تدار خلاله شئون المزرعة بلجنة خاصة من الخنازير قام هو باختيار أعضائها. ثم بدأ ينسب لنفسه فكرة بناء الطاحونة، مع أن الفكرة جاءت أصلا من الخنزير المطرود سنوبول.

قامت الحيوانات بالعمل الشاق المتواصل لبناء الطاحونة. على أمل أنها تخدم جميع الحيوانات مستقبلا، وتجعل حياتها أكثر راحة وسهولة. عندما دمرت الأمطار والسيول الطاحونة، أقنع نابليون باقي الحيوانات بأن السبب الحقيقي في انهيار الطاحونة هو سنوبول، الخنزير الهارب، والمتآمر لعودة النظام القديم وتحكم السيد جونز من جديد. لقد أصبح سنوبول كبشا للفداء وشماعة يعلق عليها فشل وإخفاق النظام الحاكم.

بدأ نابليون في تطهير المزرعة من المشاغبين، والتخلص من أعدائه ومعارضيه. مستخدما في ذلك كلابه المسعورة. كان يقتل كل من يتهمهم بالتواطؤ مع غريمه سنوبول أخذا بالأحوط. ثم تضخمت عنده الأنا وقام بتمجيد نفسه في كل مناسبة.

قام بتغيير النشيد الوطني واستبداله بنشيد جديد يمجد نابليون، ولا أحد غير نابليون. طبيب الحكماء وفريد عصره وأوانه. لقد بدأ نابليون يسلك سلوك صاحب المزرعة الأصلي السيد جونز. بالرغم من ذلك، وتحت تأثير الدعاية، لازالت الحيوانات تعتقد بأنها الآن أسعد حالا من أيام زمان، أيام المالك الأصلي.

قام السيد فريدريك، أحد المزارعين في المنطقة، بمهاجمة المزرعة بالذخيرة الحية لتحطيم الطاحونة. غير أن الحيوانات تنتصر في هذه المعركة، لكن بثمن باهظ جدا. جرح فيها الكثيرون، منهم الحصان باكستر. وبالرغم من جروحه المبرحة، ظل يعمل بكل قوته بجد وإخلاص طول الوقت، إلى أن خارت قواه وعجز عن العمل كلية.

طلب نابليون نقل الحصان باكستر إلى أقرب مستشفى بيطري. لكن الحمار الذكي بنيامين، الذي يستطيع القراءة مثل أي خنزير في المزرعة، يلاحظ أن العربة الموكلة بنقل باكستر مكتوب عليها ما يفيد بأنها تتبع أحد المجازر.

يأتي التبرير سريعا من أجهزة دعاية نابليون بأن العربة، كان حقا يملكها المجزر، ولكنها بيعت للمستشفى الذي سيقوم بالعلاج. الحقيقة المفجعة هي أن نابليون كان قد باع صديقه المخلص، والذي أفنى حياته في خدمة حيوانات المزرعة، للمجزر لأجل حفنة من المال يشتري بها برميل خمرة لزوم المزاج.

تمر السنون، خلالها يتغير سلوك الخنازير ويبدأ في التحول، إلى أن يصل في النهاية إلى ما يشبه سلوك البشر. تمشي على رجلين خلفيتين، ويحمل كل منهم في يده السوط، يلبس الملابس الإنسية وينام على السرير. الوصايا السبع تختصر إلى:

"كل الحيوانات متساوية، لكن هناك من هو أكثر مساواة من الآخرين"

أقام نابليون حفل عشاء، دعا إليه الخنازير ومزارعي المنطقة، الحلفاء والزباين الجدد. أثناء الحفل، أعلن عن إلغاء ممارسة كل التقاليد الثورية الدخيلة والعودة إلى الأصول القديمة المرعية. وأعلن أيضا عن العودة إلى الاسم القديم "مزرعة العزبة". طالما أن الخنازير تسلك سلوك البشر، فلا داعي للتفرقة بين الإثنين. ولا داعي للثورة من أساسه. وجاتها نيلة اللي عاوزة خلف.

بينما طغيان السيد جونز صاحب المزرعة الأصلي يمكن تبريره بأنه رجل غبي سكير، إلا أن طغيان حكيم زمانه نابليون لا يمكن تبريره إلا برغبته الملحة والمستميتة في السلطة. نابليون كما جاء في الرواية الأصلية، هو كائن شرس قبيح المنظر، عنيد لئيم ومعروف بالتمسك برأيه وفرض أسلوبه بأي ثمن. لا يجد غضاضة في الكذب والنفاق واستخدام الدعاية والرعب لتحقيق أهدافه الغير مشروعة.

عند نجاح الثورة، أول شئ فعله نابليون هو سرقة ألبان البقر، ثم قام بتخصيصها لبني جنسه من الخنازير. كلمات الماجور العجوز في بداية الرواية، لم تقم بتحفيز نابليون على الثورة ضد الظلم والطغيان، لكنها أتاحت له الفرصة لقنص السلطة وتنصيب نفسه دكتاتورا على المزرعة برمتها.

جرائم نابليون ضد رفاقه تتدرج من اختطافه لتسع كلاب مولودة حديثا وتدريبها وتحويلها إلى عصابة من القتلة، تتبعه شخصيا. تستخدم في إجبار الحيوانات البريئة على الاعتراف الكاذب. حتى يتم قتلها أمام الجميع بدم بارد.

لكن الجريمة الكبرى التي اقترفها نابليون، هي التحول التام، من مجرد خزير عادي إلى أن يصبح صورة طبق الأصل في السلوك من السيد جونز صاحب المزرعة سابقا. بل هو أكثر قسوة وفسادا.

في نهاية الرواية، نجد نابليون ينام على فراش وثير في سرير السيد جونز. يأكل في طبقه، يشرب كحوله، يلبس قبعته، يمشي على رجلين هو الآخر، ويقوم بالتجارة مع جنس البشر مثله. آخر جهوده في عالم الدعاية هي اختصار الوصايا السبع، دستور المزرعة الجديد، إلى:

"كل الحيوانات متساوية، لكن هناك من هو أكثر مساواة من الآخرين"

لكن الخنزير سنوبول مختلف تماما. هو أوزوريس أو بروميثيوس في الأساطير القديمة. كرس حياته لخدمة شعبه ومجتمعه. قام بتعليم وتثقيف باقي الحيوانات، وغرس فيهم القيم النبيلة. ثم وضع لهم الوصايا السبع كي تعمل كميثاق أو دستور لباقي الحيوانات. هدفه من بناء الطاحونة كان لتوفير الوقت لراحة الحيوانات كلها ورفاهيتها. لا لإستغلالها بالنخبة وحرمان الأغلبية من خيرها.



#محمد_زكريا_توفيق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحلة إلى بيت جدتي
- الديموقراطية هي الحل
- حرية الرأي يا قوم
- رينيه ديكارت
- هوراس – الاعتدال
- يوم جميل من الزمن الجميل
- نظام نقر الدواجن
- ثيسيوس بطل أثينا الإنسان
- السر في بير
- غباوتك حتودينا في داهية
- قم للنملة واوفها التبجيلا
- من أقوال وتأملات ماركوس أخيلوس
- صديقي الحر أحمر اللون
- طيور تقيم الأفراح والليالي الملاح للزواج
- نقار الخشب والبوق وطائر البطريق
- القوة الغاشمة ومحاربة التطرف
- رسائل من مصر (الفلاح المصري)
- مونتيسكو ومبدأ فصل السلطات
- من أين جاءت أساطير العهد القديم؟
- قصص وحكايات من زمن جميل فات - الجلشاني


المزيد.....




- النهج الديمقراطي العمالي يدين الهجوم على النضالات العمالية و ...
- الشبكة الديمقراطية المغربية للتضامن مع الشعوب تدين التصعيد ا ...
- -الحلم الجورجي-: حوالي 30% من المتظاهرين جنسياتهم أجنبية
- تايمز: رقم قياسي للمهاجرين إلى بريطانيا منذ تولي حزب العمال ...
- المغرب يحذر من تكرار حوادث التسمم والوفاة من تعاطي -كحول الف ...
- أردوغان: سنتخذ خطوات لمنع حزب العمال من استغلال تطورات سوريا ...
- لم تستثن -سمك الفقراء-.. موجة غلاء غير مسبوقة لأسعار الأسماك ...
- بيرني ساندرز: إسرائيل -ترتكب جرائم حرب وتطهير عرقي في غزة-
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال ... دفاعا عن الجدل --(ملحق) دف ...
- اليمين المتطرف يثبت وجوده في الانتخابات الرومانية


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد زكريا توفيق - مزرعة الحيوانات لجورج أورويل