أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابراش - في ذكرى وفاة أبو عمار ،من يجرؤ على الكلام ؟














المزيد.....

في ذكرى وفاة أبو عمار ،من يجرؤ على الكلام ؟


ابراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 6405 - 2019 / 11 / 11 - 13:40
المحور: القضية الفلسطينية
    


لن يُضير أبو عمار في شيء إن منعت حركة حماس إحياء ذكراه في غزة فأبو عمار حاضر في قلب ووجدان كل فلسطيني وكل حر في العالم ،فهو ليس شخصاً عادياً أو مجرد زعيم حزب أو رئيس دولة بل قائد لحركة تحرر وطني وقفت في وجه الصهيونية والإمبريالية ومنه استلهم أحرار العالم إرادة الصبر والصمود والمقاومة والإصرار على النضال حتى وإن كانت موازين القوى العسكرية غير مواتية .
لم يكن أبو عمار مجرد زعيم أو رئيس عادي بل أسس لنهج العرفاتية ،والعرفاتية مدرسة نضالية عبَّرت عن خصوصية التجربة النضالية الفلسطينية .العرفاتية نهج جسد الشخصية الفلسطينية بكل تعقيداتها وتبايناتها وما فعلته فيها الجغرافيا والشتات والاحتلال ،العرفاتية هي تلك القدرة على الحفاظ على استقلالية القرار الوطني وسط محيط يسعى لتهديده وسحبه لمربعه سواء باسم البعد القومي أو البعد الإسلامي ،والعرفاتية هي القدرة على التعامل مع التوازنات والمحاور الدولية وإيصال صوت الفلسطيني للشرق والغرب والشمال والجنوب حيث كانت القضية حاضرة في كل المؤتمرات الدولية إن لم يكن كعضو فكضيف مرحب به ،حتى الأمم المتحدة وفي زمن اتهام واشنطن لمنظمة التحرير بالإرهاب ذهب أبو عمار والقى خطاباً في الجمعية العامة 1974 وقال كلمته (جئتكم بغصن الزيتون بيد والبندقية باليد الأخرى ) ،والعرفاتية هي القدرة على تجميع الكل الفلسطيني تحت راية الوطنية ،ووطنية أبو عمار تتجاوز كل الأيديولوجيات .
ولو كانت حركة حماس واعية وصادقة فيما ترفع من شعارات حول الوطنية والمقاومة لكانت سمحت لحركة فتح بإحياء المناسبة وشاركت فيها بقوة ،بل ما الذي يمنع أن تكون حماس صاحبة الدعوة لإحياء ذكراه . فإن كانت حماس بدأت تلامس الوطنية وتعترف بها فأبو عمار زعيم وطني كانت بصماته واضحة في استنهاض الهوية الوطنية التي بدونها لكان الشعب الفلسطيني حتى اليوم مجرد جموع لاجئين ،وإن كانت حماس ترفع شعار المقاومة وتقدس البندقية فالمقاومة لم تبدأ مع ظهور حركة حماس ،فحركة فتح بقيادة أبو عمار كانت أول من أطلق الرصاصة الأولى وقادت حركة مقاومة طَبَقت سيرتها الآفاق وفرضت على العالم الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره ،بل كان تمسكه بهذا النهج المقاوِم ورفضه الاستسلام للشروط الأمريكية والإسرائيلية في كامب ديفيد 2 ورفضه نزع سلاح حماس وبقية الفصائل سبباً في محاصرته واغتياله ،وإن كانت حركة حماس صادقة في رغبتها بالوحدة الوطنية فكيف تعمل على إقصاء حركة فتح ومنعها من ممارسة نشاطها وحركة فتح أكبر فصيل وطني وأبو عمار لم يكن فقط زعيم حركة فتح بل رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ؟ .
مات أبو عمار الذي ترك من الأعداء والمشككين بقدر ما ترك من الأحباء والمؤيدين ،فبعد وفاته تقاسم ورثته السياسيين إرثه المالي ولكنهم اختلفوا مع وعلى إرثه السياسي .شعاراتياً يتباكون على أبو عمار ويُشِدون بتاريخه ومنجزاته ويتنافسون على إحياء ذكراه ،ولكنهم غير مستعدين للسير على نهجه .
احترام أبو عمار ليس التنافس على إحياء ذكراه أو رفع صوره بل استلهام تجربته وتجديد العرفاتية كنهج نضالي ،والعرفاتية تعني :التواضع والتقرب من الشعب وتفهم وتحسس معاناته ،التمسك بنهج المقاومة بكل أشكالها ،لا تعارض ما بين الفعل المقاوم والعمل السياسي والدبلوماسي ،الوحدة الوطنية والتمسك بها بأي ثمن ،والعرفاتية تعني استقلالية القرار الوطني وعدم التبعية لأي محور أو مشروع خارجي وفي نفس الوقت عدم التدخل في الشؤون الداخلية للآخرين .
لم توفَق حركة حماس في منعها إحياء ذكرى وفاة أبو عمار حتى وإن كان المنع يدخل في باب الكيدية السياسية وتعزيز الشقاق داخل حركة فتح ،حتى وإن كانت تتخوف من خروج كبير للجماهير في هذه الذكرى فإن عليها بعد المنع أن تزداد خوفاً لأنها زادت من غضب هذه الجماهير وأرسلت رسالة قوية باستحالة التعايش والمشاركة الوطنية ،والجماهير التي يتم منعها من ممارسة حقها بالتعبير عن الرأي وممارسة نشاطها السياسي بناءً على طلب رسمي ستخرج لاحقا بدون طلب تصريح أو أخذ موافقة من أحد كما يجري في العراق ولبنان .
هذا الزعيم شغل العالم أثناء حياته وما زالت قضية وفاته تشغل العالم وتثير غضب الشعب الفلسطيني الذي إلى الآن لم يسمع موقفاً أو تصريحاً رسمياً حول مرتكبي جريمة اغتياله .الشعب والعالم كله يعرف أن إسرائيل تقف وراء الجريمة ولإسرائيل تاريخ طويل في اغتيال القيادات الفلسطينية وسبق وأن حاولت اغتيال أبو عمار أكثر من مرة قبل ذلك ومنها في حمام الشط في تونس 1985 ،ولكن الشعب يريد تصريحاً رسمياً يتهم إسرائيل ومن ساعدها في تنفيذ الجريمة .
قبل شهر من انعقاد المؤتمر السابع لحركة فتح في نوفمبر 2016 صرح الرئيس أبو مازن أنه يعرف من يقف وراء مقتل أبو عمار وأنه سيُعلن عن الحقيقة في مؤتمر فتح ،وجاءت هذه التصريحات اعتماداً على تقرير أولي من اللجنة الفلسطينية المكلفة بالموضوع برئاسة عضو اللجنة المركزية لحركة فتح توفيق الطيراوي ،هذا الأخير الذي قال إن اللجنة أوشكت على استكمال تحقيقاتها ،كما أن لجنة أخرى برئاسة عزام الاحمد ذكرت نفس الشيء ،وقد سبق للجان تحقيق روسية وفرنسية وسويسرية أن رجحت أن أبو عمار مات بمادة البولونيوم 2010 المشع حيث وجِدت آثار هذه المادة على ثيابه وفي جسده .
والسؤال لماذا صمت الجهات الرسمية الفلسطينية عن حقيقة مقتل رئيس الشعب الفلسطيني وقائد حركة تحرر عالمي نال مكانة واحتراماً دولياً لم ينالها أي رئيس أو قائد في العالم ؟ وهل هي ضغوط دولية ؟ أم خوف من فتنة داخلية ؟ أم خوف أن يكون مصيرهم مصير أبو عمار ؟ وهل هذه الجريمة التي تشكل اهانة للشعب الفلسطيني ولكل احرار العالم ستمر وتم اغلاق الملف نهائيا ؟ألا يشجع عدم محاسبة ومتابعة المجرمين أن يكرروا جريمتهم مع أي زعيم فلسطيني يسير على نهج عرفات ؟.
[email protected]



#ابراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخابات والمصالحة والدوران في حلقة مفرغة
- لا قيمة لانتخابات إن لم تُجدِّد الطبقة السياسية
- السيبرانية السياسية :علم السياسة في زمن الثورة المعلوماتية
- مقاربة سسيوتاريخية للحراك الشعبي في لبنان
- الانتخابات وحدها لا تكفي
- الانتخابات الفلسطينية :الشعب يريدها والأحزاب تتهرب منها
- حول المسألة الانتخابية في فلسطين
- الوجه الآخر لتركيا
- ما بين منظمة التحرير الفلسطينية وحركة حماس
- كيف ومن أين أتى محمد دحلان بأنصاره ومؤيديه ؟
- المثقفون الفلسطينيون بين اكراهات المكان وواجب الإنتماء ( ادو ...
- التضليل في مصطلح المشروع الاسلامي
- النخب السياسية الفلسطينية ما بين الجهل والتواطؤ
- قراءة تفكيكية لمصطلح (المقاومة) وعلاقته بالممارسة
- عندما تغيب مقاومة الاحتلال تحضر الفتنة
- اغتيال شعب وقضية بالفتنة والحرب الأهلية
- إدارة ترامب تفضح أوهام السلام الأمريكي وعجز إسرائيل
- الدين والوطن ملكية عامة لا يجوز خصخصتهما
- القانون لا يقل أهمية عن الدين
- منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح :ما لهما وما عليهما


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابراش - في ذكرى وفاة أبو عمار ،من يجرؤ على الكلام ؟