اكثر الثورات رقيا وتأثيرا في التاريخ ثورة شعب لبنان

محمود الشيخ

الحوار المتمدن-العدد: 6405 - 2019 / 11 / 11 - 00:06
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    

اي متتبع لمسار الثورة في لبنان ، يكتشف انها تحمل في ثناياها عناصر الوعي والثقافة والتنظيم والإدارة، وتخلو من العنف ويتبين انها لا تحمل شكلا واحدا من الإحتجاج بل اشكالا مختلفة، حتى الدبكة والرقص والغناء ، وتخلو من العنف ، كان جزءا من الإحتجاج ، غير الهتافات المنددة بسياسة الحكومة ، ثم انها ثورة غير طائفية في مجتمع طائفي ، ثم كانت فعلا عابرة للطوائف والمذاهب ، كانت لبنانية صرفة ،لذا اخترقت كل الحواجز .
البعض من الناس يعتقد انها ضارة وهي مؤامرة من باب الدفاع عن حزب الله والمقاومة ، صحيح ان جهات عدة وعلى رأسها السعودية تحاول من خلال الثورة تحقيق اهدافها وعلى رأسها ابعاد حزب الله عن الحكومة ، لذلك دورها متصاعد خاصة في مدينة طرابلس ، وايضا أمريكا وإسرائيل ، لبنان مفتوح على كل العالم ومخابراته ، لذلك يلعبون فيه ، في محاولة منهم وضع لبنان تحت إبطهم ، لكن ثورة شعب لبنان كانت نتيجة طبيعية ، لتفاقم الأزمة الإقتصادية في البلد وازدياد حجم البطالة فيها ، اذ بلغت (40% ) والبعض الأخر يقول انها تبلغ (36%) وان عدد العاطلين عن العمل (660) الف عاطل عن العمل معظمهم من خريحي الجامعات ومن الشباب مما يدفغهم اما للهجرة او يدفعهم للغرق في الأفات الإجتماعية كل ذلك بتأثير الفساد المنتشر في مؤسسات الدولة ودوائرها المختلفة ، ، واما النساء بلغ (800 ) الف امرأة من الحاصلات على شهادات جامعية عاطلات عن العمل ، وتتفاوت نسبة البطالة من مدينة الى اخرى ، ففي بيروت تبلغ ( 19.9 %) واما جبل لبنان (32%) وفي الجنوب وصيدا وجوارهما (20%) وفي صور (19%) وعكار (44%) اما البقاع الغربي ( 22%) والبقاع الشمالي (44%) وبموجب هذه الأرقام والنسب تكون نسبة البطالة (36%) .
ان اختلاف النسب والأرقام ناتج عن غياب ارقام رسمية للبطالة سببها خوف السلطة تحسبا من معرفة التقسيمات الديمغرافية والطائفية ، كما يبلغ عدد الفقراء مليون شخص اضافت اليهم الأزمة السورية (200) الف فقير بعد دخول (1.5) مليون سوري الى لبنان ، واستنادا الى الأزمة السورية دخل من (250_ 300) الف شخص معظمهم من الشباب عديمي المهارات المهنية اصبح هؤلاء في عداد العاطلين عن العمل وتقول التقارير الباحثين ليس هناك ارقاما موحدة للبطالة في لبنان بسبب غياب احصائيات حكوميه رسمية وعلمية غير مسيسة ، لذلك تبقى تكهنات ، لكن اذا عرفنا عدد اللبنانين فقط في امريكا حسب احصائية دائرة الإحصاء المركزي الأمريكية يبلغ عدد اللبنانين في امريكا (501.450 ) الف لبناني ، واللبنانين منتشرين في كل بقاع العالم وحسب احصائيات يقوم بها باحثون يبلغ عدد اللبنانين (18) مليون فقط (4) مليون موجودين في لبنان ، الهجرة ناتجة عن السياسة الإقتصادية الحكومية التى لم تراعي احتياجات السوق يضاف الى الفساد المنتشر في دوائرها والنهب المالي الذى تؤكد تقارير البنك الدولي الى وجود (800) مليار دولار للبنانين في بنوك العالم الخارجية.
هذه الأسباب مجتمعه دفعت الشعب اللبناني الى النزول للشارع يضاف الى ارتباط الليرة بالدولار وفي الفترة الأخيرة ( خسف ) سعرها قياسا لسعر الدولار حتى اصبحت لا قيمة شرائية لها ، من هنا نقول ان شعب لبنان من حقه ان يصعق وليس ان يثور ،بل ان يمارس كافة اشكال الجنون على السياسين ، وان مطالبهم محقه فعلا ، لذا كان على كافة القوى وعلى راسها حزب الله كونه يعرف تماما ان امريكا واسرائيل والسعودية ولبنان مفتوحة لكل مخابرات العالم كان عليه ان يدرك بأن الثورة ستسغل من قبل كل هؤلاء لتغير التوازن في لبنان لصالح اعداء حزب الله ومن اجل اخراج حزب الله من السلطة الحكومية ، وما الشعارات التى كانت ترفع في التجمعات خاصة في طرابلس المدينة التى تزدحم بجماعة السعودية ، كان عليه ان يحشد جماهيره وهم من الفقراء ومصلحتهم احداث نغير جذري في كل السياسات الحكومية الاقتصادية منها والاجتماعية وصولا الى استرجاع المال المنهوب وليس وقوفه في وجههم والمطالبة بعدم تلبية مطالبهم والإصرار على بقاء الحكومة قائمة وتمسكه بنفس الشخوص التى هاجمتها التظاهرات ، لذا اعتقد عليه ان يقلب الطاولة على رأس السعودية وعملائها في لبنان بالوقوف الى جانب المتظاهرين والمحتجين على الطوائف والقبول بإقامة نظام مدني بعيدا عن الطوائف والمذاهب ثم تلبية مطالبهم المعيشيه ، لا شك ان السعودية ستصرف مليارات الدولارات مقابل ابعاد حزب الله عن السلطة واخراجه منها ،فعليه اذن ان يتبوأ المكانة اللائقة فيها كحزب واقف بحانب المظلومين من شعب لبنان واولهم فقراء حزبه المنضوين تحت لوائه

#محمود_الشيخ (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات