|
لكي لا يصبح الأسير إبراهيم أبو مخ ضحية جديدة من ضحايا الإهمال الطبي
راسم عبيدات
الحوار المتمدن-العدد: 6404 - 2019 / 11 / 9 - 13:29
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ستة وستون أسيراً فلسطينيا استشهدوا في سجون الاحتلال وزنازينه نتيجة سياسة الإهمال الطبي،وهناك اكثر من سبعمائة أسير فلسطيني مصابون بالأمراض المزمنة،بينهم 24 أسيراً مصابين بمرض السرطان،وهؤلاء الأسرى لا تقدم لهم العلاجات الطبية اللازمة،ولا تجري لهم التحاليل الطبية والمخبرية في الوقت اللازم،مما يجعل المرض يفتك باجسادهم وتتفاقم حالتهم الصحية ومعاناتهم،إنها سياسة موت بطيء يتعرض لها الأسرى الفلسطينيون في سجون الإحتلال. الأسير القائد إبراهيم أبو مخ من بلدة باقة الغربية في الداخل الفلسطيني- 48 – واحد من ستة وعشرين أسيراً فلسطينياً مضى على وجودهم بشكل متواصل في سجون الإحتلال ربع قرن فما فوق،منهم اثنا عشر اسيراً من الداخل الفلسطيني – 48 -،وأبو مخ مضى على وجوده وأبناء مجموعته وليد دقه وصالح أبو مخ وإبراهيم بيادسة 35 وثلاثين عاماً،فهم دخلوا المعتقلات الصهيونية في شهر آذار من عام 1986،وكانوا في ريعان شبابهم،وكانوا حالمون كباقي أسرى شعبنا وثورتنا بان وجودهم في المعتقل مسألة وقت،ولم يدر بخلدهم بأن رحلة عذابهم وموتهم البطيء ستطول وتطول،وسبقهم الى ذلك من أبناء الداخل الفلسطيني -48 - الأسيرين كريم وماهر يونس أبناء بلدة عارة،حيث مضى على وجودهما سبعة وثلاثين عاماً،في حين ان من قضى في سجون الاحتلال المدة الأطول بشكل متقطع وما زال يقبع في سجنه،هو الأسير القائد نائل البرغوثي،المحرر في صفقة الوفاء للأحرار،سليل عائلة عريقة في النضال والكفاح قدمت الشهداء والأسرى والجرحى،نائل البرغوثي دخل عامه الإعتقالي الأربعين . الأسير القائد إبراهيم أبو مخ والذي التقيته في محطتين اعتقاليتين في عامي 1986 و 2001 ،حيث سكنا معاً في سجن شطة في الشمال الفلسطيني،هو انسان يمتاز بالهدوء والعقل التحليلي،إنسان هادى صحيح ولكن عندما يغضب او يثور لمحاولة إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية او أجهزة مخابراتها النيل من كرامة الأسرى او إذلالهم وتركيعهم بالسطو على حقوقهم ومنجزاتهم ومكتسباتهم،يتحول الى بركان ثائر ومناضل عنيد..وهو واحد من اسرى الداخل الفلسطيني،الذين رفضوا بعد ان تخلى عنهم المفاوض الفلسطيني في أوسلو تحت حجج وذرائع رفض إسرائيل،ان يتحدث المفاوض الفلسطيني باسمهم واسم اسرى القدس لكونهم من حملة الجنسية الإسرائيلية القسرية والهوية الإسرائيلية المؤقتة " الزرقاء"،ان يفكوا علاقاتهم بتنظيماتهم الفلسطينية مقابل مجموعة من الإغراءات والإمتيازات ذات البعد الشخصي عرضتها عليهم أجهزة مخابرات الاحتلال وإدارة مصلحة سجونها،واكدوا انهم جزء من ثورة شعبهم وأبناء تنظيماته،وهم لن يساموا لا على كرامتهم ولا على إنتمائهم الحزبي والتنظيمي مقابل مكتسبات حياتية تافهة وزائفة. إبراهيم أبو مخ بعد خمسة وثلاثين عاماً من الأسر،عرف فيها طريقه الى أغلب سجون الاحتلال وزنازينه،وخاض فيها الكثير من الخطوات النضالية من إرجاع وجبات للطعام الى إضرابات جزئية عن الطعام وأخرى مفتوحة،دفاعاً عن الحركة الأسيرة وعن حقوقها ومنجزاتها وحقها في العيش بكرامة وعزة في المعتقلات الصهيونية ،ومن ضمن هذه الحقوق تقديم العلاج الطبي للأسرى وخاصة الذين يعانون من امراض مزمنة تحول حياتهم الى جحيم في سجون الاحتلال وزنازينه،ويموتون في اليوم الواحد ألف مرة وهم أحياء،نتيجة سياسة اهمال طبي متعمدة ،تجعل من الصعب علاجهم،ومنهم من دفع ويدفع حياته ثمناً لهذا الإهمال الطبي. أبو مخ بعد خمسة وثلاثين عاماً من الأسر،جاءت التحاليل الطبية لتقول بانه مصاب بسرطان الدم،وبالتالي رحلة أسره وعذابه ستزداد صعوبة،فإدارة مصلحة السجون الإسرائيلية،لا تقوم بتقديم العلاجات الطبية اللازمة لمثل هؤلاء الأسرى،بل تتركهم فريسة لهذا المرض ،لكي يفتك باجسادهم،ومن ثم يستشهدون،إنها سياسة الموت البطيء التي نعرفها جميعاً،فالمحتل بتركه لمثل هؤلاء الأسرى المرضى يواجهون مصيرهم بالموت البطىء،يريد ان يوصل رسالة لكل أبناء وشعبنا وأسرانا،بان من يقاوم الاحتلال او يناضل ضده فمصيره الموت في سجون الإحتلال،او الخروج منه بعاهات دائمة. نحن جميعاً نعرف بأن دولة الاحتلال لا تحترم لا حقوق أسرى ولا قوانين ولا مواثيق ولا لإتفاقيات دولية خاصة بأسرى او غيرهم،مثل حقهم في تلاقي العلاج اللازم ،وعدم ممارسة التعذيب بحق هؤلاء الأسرى،رغم ان إسرائيل واحدة من الدول الموقعة على اتفاقية مناهضة التعذيب، نجد بان القضاء الإسرائيلي وما يتفرع عنه من محاكم إسرائيلية تتجند لخدمة المستوى الأمني،وتقر وتشرعن استخدام التعذيب العنيف بحق الأسرى،كما حصل مع الأسير سامر العربيد الذي تعرض لتعذيب وحشي على يد أجهزة المخابرات الإسرائيلية "الشاباك" عرض حياته لخطر جدي،وما زالت حياته في خطر نتيجة هذا التعذيب الوحشي، الذي ذهب ضحيته 73 أسيراً فلسطينياً في أقبية ومراكز تحقيق الإحتلال. الأسير القائد أبو مخ لا نريد له ان يكون ضحية جديدة من ضحايا الإهمال الطبي بعد خمسة وثلاثين عاماً من الأسر والمعاناة في سجون الاحتلال،يكفي انه ضحية من ضحايا أوسلو والإهمال الفصائلي،ولذلك لا بد من اعلاء الصوت من قبل القيادة والسلطة والفصائل والمؤسسات الحقوقية والإنسانية ومؤسسات المجتمع المدني محلياً وعربياً ودولياً،من اجل أوسع حملة تضامن تطالب بإطلاق سراح الأسير أبو مخ وغيره من الأسرى الذين يعانون من أمراض مزمنة خطيرة تهدد حياتهم بالموت. خمسة وثلاثين عاماً من الأسرى لانت فيها وصدأت قضبان السجون،وإبراهيم لن تلن عزيمته ولم تضعف إرادته،ولكنه المرض اللعين،وإبراهيم الذي انتصر على جلاده وقيد سجانه وعفونة زنزانته،سيهزم مرضه بصبره وإرادته،ولكن علينا ان لا نترك إبراهيم وحيداً،فالمرحلة التي نعيشها صعبة وقاصية ورديئة،فهناك أسرى مضربين عن الطعام منذ ما يزيد عن مئة يوم،حركة الشارع دون المستوى في نصرتهم ومساندتهم،والمشاركة في الفعاليات المساندة لهم موسمية والحضور والفعاليات والمشاركة الحزبية نخبوية ومتدنية. إبراهيم أبو مخ كل أبناء مجموعته يعانون من الأمراض المزمنة والخطيرة،وكل أسرانا بحاجة الى حملات دعم ومناصرة،ولكن الأسير أبو مخ بعد خمسة وثلاثين عاماً يحتاج منا ان نقف امام مسؤولياتنا ونطالب بلإطلاق سراحه،لكي لا يموت في أسره ألف مرة وهو على قيد الحياة.
#راسم_عبيدات (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مئة وعامان على وعد بلفور المشؤوم ونكباتنا مستمرة
-
ازمة المؤسسات المقدسية عميقة وممتدة
-
الثورة اللبنانية بين الإحتواء والتوظيف الخارجيوتحقيق المطالب
-
-ميكي ليفي- يكشفمخططات الإحتلال لتصفية وجود شعبنا في القدس
-
لا بديل عن الحراك الشعبي لوقف العنف والجريمة في مجتمعنا الفل
...
-
هبة اللبدي تعري الاحتلال
-
الفساد والوطنية لايلتقيان
-
القدس والداخل الفلسطيني في دائرة الإستهداف الصهيوني
-
الإنتخابات الإسرائيلية للخروج من المأزق ...منْ سيخون منْ....
...
-
نتنياهو.... اليوميتقرر مصيره ...رئاسة الحكومة او السجن
-
في ذكرى اوسلو المشؤوم
-
أما آن الاوان لهذا السجن ان يقذف هؤلاء الأسرى..؟؟
-
قراءة كان الإنتظار نصف الرد ... وجاء الرد
-
لإنتظار نصف الرد
-
هل نحن امام فرصة تاريخية لإستعادة الكرامة العربية...؟؟
-
ما الهدف من منع دوري العائلات المقدسية..؟؟
-
ما الذي يدفع اطفالنا للشهادة...؟؟؟
-
ماذا بعد الإشادة بشجاعة المقدسيين..؟؟
-
قراءة اولية لما حدث في الأقصى اليوم
-
-توليد- النخب السياسية والفكرية
المزيد.....
-
راكبة تلتقط بالفيديو لحظة اشتعال النار في جناح طائرة على الم
...
-
مع حلول موعد التفاوض للمرحلة الثانية.. هل ينتهك نتنياهو اتفا
...
-
انفصال قطعة كبيرة من أكبر جبل جليدي في العالم!
-
15 قتيلاً على الأقل خلال انفجار سيارة في مدينة منبج في سوريا
...
-
روسيا تعلّق الطيران في عدة مطارات عقب هجوم أوكراني بالطائرات
...
-
عواقب وخيمة لوقف أمريكا المساعدات الخارجية.. فمن سيعوضها؟
-
الصفائح الجليدية في القطب الجنوبي أكثر قدرة على الصمود
-
انتشال رفات 55 شخصا ضحايا اصطدام طائرة الركاب بمروحية عسكرية
...
-
لبنان .. تغيير أسماء شوارع وساحات تذكر بالنظام السوري السابق
...
-
الرئيس الجزائري: أبلغنا الأسد رفضنا للمجازر بحق السوريين
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|