أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جعفر المظفر - النظام الطائفي في العراق .. مفاهيم وإرهاصات














المزيد.....


النظام الطائفي في العراق .. مفاهيم وإرهاصات


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 6403 - 2019 / 11 / 8 - 17:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إن واحدا من أعظم المشاهد التي حققتها إنتفاضة شعبنا التشرينية ضد النظام الطائفي الفاسد هو خروج الشيعة أنفسهم ضد النظام المحسوب عمليا عليهم وفق نظام الأغلبيات الطائفية, وعن هذا دائما كنت أردد أن النظام الطائفي, من حيث شكل الإدعاء, هو نظام لطائفة كبيرة, ولأخريات وفق قواعد المحاصصة, لكنه من حيث الجوهر والبنية نظاما لفئة معينة في كل طائفة, تعيش سياسيا على إدعاء تمثيل طائفتها, ولذلك فهو في النهاية نظام لطائِفيين من كل طائفة وليس نظاما لطوائف.
وما كان الإدعاء أن النظام الطائفي هو نظام لاوطني يستند إلى شعارات وخطب وأناشيد ضدية بل كان شعارا يستند, وخاصة في العراق المتعدد المكونات, إلى الحقيقة التي تقول أن النظام الطائفي هو نظام تجزيئي وليس نظاما توحيدي, وإن ما سمي سياسيا بنظام الشراكة يتناقض مع القاعدة الوطنية التي تبحث عن (المشترك) وليس عن (الشراكة).
إن الباحث عن بعض المفردات الأساسية لثقافة النظام الطائفي سواء في لبنان أو العراق بإمكانه أن يعثر عليها بسهولة بين الجمل التي ظل هذا النظام يتمشدق بها ويعتبرها الأسس التي تقوم عليها الثقافة الديمقراطية ذاتها, بل ويفتخر بها دون خجل أو مواربة, وذلك خلافا للديمقراطيات الحقيقية التي تأخذ بها باقي بلدان العالم والتي هي ديمقراطية أحزاب وطنية وليست ديمقراطية طوائف.
وفي تلك البلدان التي تحترم إستقلالها الوطني مثلما تحترم شعوبها وإنسانها ليس من الصعوبة العثور على صياغات دستورية تحرم العمل السياسي الطائفي وتحضر قيام أحزاب على أساس الدين أو الطائفة, وذلك لأن هذه البلدان لم تكن بحاجة إلى من ينبهها إلى حقيقة كون الثقافة الطائفية الإجتماعية والسياسية هي ثقافة تدميرية للبلد الذي تحكمه.
وفي بلدان كهذه لا يوجد مكان سياسي لمفردة (المكونات الدينية أو الطائفية أو القومية) كما هي في ثقافة النظام العراقي الحالي , وهذا لن يعني بأن الطوائف والأديان والقوميات هي ذائبة في مكون واحد بل يعني أن الإشارة إليها بشكل مستقل إنما تجري في مساحة التبويب الثقاقي والإجتماعي للبلد المعين ولا يجري في الخانة السياسية على الإطلاق, وحينما يكون هناك حديث سياسي فإن هناك إقرار لوجود مكون واحد هو حاصل لتفاعل تلك المكونات وليس حاصلا لجمعها ألا وهو المكون الوطني.
كما أن هذه البلدان, وخلافا للعراق أو لبنان لا تعتمد مفردة (الشراكة) كتعبير عن شكل النظام الطائفي بل تعتمد على مفردة (المشترك).
وهنا فليس صعبا العثور على مكمن الضعف الذي تخلقه هاتان المفردتان أو مكمن القوة.
ففي حين أن (الشراكة) هي أقرب إلى المفهوم التجاري التقاسمي التي تحمل في طياتها وبنيتها عوامل التجزئة والتفتيت فإن مفردة (المُشترك) تعبرعلى العكس من ذلك تماما عن الثقافة التي تذيب (المكونات) المتفرقة في (مكون) وطني واحد, بادئة عملها من إيمان لا يتزعزع بحقيقة أن الوصول إلى هذا المشترك إنما يقتضي تحريم الطائفية وتحريم قيام الأحزاب على أساس ديني أو قومي عنصري أو طائفي.
إن واحدا من أهم الأمور التي دعونا إلى إدراكها هي تلك التي تؤكد على أن هناك وحدة عضوية ولا جدال عليها بين ثقافة (المشترك الوطني) من جهة وبين إستقلال البلد وسيادته من جهة أخرى, فالشراكة التي تخفي في طياتها وبنيتها صيغ الصراعات الطائفية غالبا ما تؤدي إلى الإستنجاد بالجار على الآخرين من أصحاب الدار. وإن عودة إلى مفهوم الطائفة العراقية الأكبر وهي الطائفة الشيعية التي سيتاح لها حق الحكم وفق مبدأ الأغلبيات الطائفية سوف يجعلنا نتقبل حقيقة أن هذه الطائفة سوف تتحمل بالنتيجة مسؤولية إلقاء البلد في أحضان إيران التي سوف لن تمانع بفعل سياستها الإمبراطوية ونهجها الإقليمي على وضع العراق برمته تحت إبطها وليس في أحضانها.
وأجزم أن هناك فَرقا بين ما تعنية أو تشيعه كل مفردة على حدة, فالأحضان هنا تعني من جملة ما تعنيه المحبة والرعاية والعطف في حين أن (تحت الإبط) تشيع إلى حالة إعتصار البلد الموضوع تحت الإبط وعصره وكبسه وجعله يعيش في بيئة تخنقها الروائح الكريهة, ولذلك كله وجدتني أحبذ هنا إستعمال جملة (تحت الإبط) بدلا من جملة (في الأحضان) كلما تحدثت عن حالة (الإستعمار أو الإستحمار) الإيراني للعراق.
وقد يظن البعض, ونظرا للمفاهيم التقليدية لمعنى الإستعمار, أن الحديث عن وجودٍ إستعماري إيراني للعراق إنما هو حديث مبالغ فيه, بإدعاء أن المشترك الفقهي المذهبي هو الذي يصلح في ظنهم لتفسير صلة القربى ما بين البلدين. لكن ظنا بهذا المعنى, حتى ولو كان تأسس على النيات الحسنة, سوف يضع المُشترك المذهبي, وهو هنا الشيعي, في لائحة الإتهام كأحد أهم العوامل التي تتناقض وتتضاد مع مفهوم وحاجات ومقومات الدولة الوطينة.
ولا تقف طبيعة التصريف السياسي لهذه القربى على تدمير الإستقلال الوطني للدولة العراقية ومنح العراق مجانا للدولة الإيرانية وإنما نراها تساهم أيضا بشكل أكيد وفاعل على شفط العراق من محيطه العربي, بل وفي جعله مُعاديا لهذا المحيط وغير قادرٍ حكما على الإلتزام بمصالحه وهيئاته وقراراته.
وعن هذا الأمر بالذات سوف تكون المقالة القادمة.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلم العراقي ذلك السلاح المعجزة
- بإمكان الديمقراطية العراقية أن تنتظر قليلا
- البحث عن وطن
- ثلاثة إسلامات .. دولة علي ودولة معاوية .. (7)
- صدام والسامرائي .. مرحلة البدايات
- الأرض بتتكلم عراقي .. الأرض .. الأرض
- عادل عبدالمهدي .. هش فقتل ونش فذبح
- إستدراك ضروري ..
- هل شارك السامرائي ناظم كزار محاولته الإنقلابية* ؟
- ثلاثة إسلامات .. (6) الغزو العربي لفارس والغزو الفارسي ...
- هل تآمر السامرائي على (الحزب والثورة) ؟!! .. (4)*
- ثلاثة إسلامات .. الديني والمذهبي مقابل القومي (5)
- تصفير التاريخي
- بين عبدالخالق السامرائي وصدام حسين (3)*
- بين صدام حسين وعبدالخالق السامرائي .. (2)*
- بين عبدالخالق السامرائي وصدام حسين .. العفيف الإستثنائي*
- ثلاثة ملالي ورئيس (1)
- بعض من بعض الذي كان ..7.. نظرية المؤامرة.
- بعض من بعض الذي كان .. 6.. القراءة المرتدة
- بعض من بعض الذي كان ..5 .. عيوب في نظرية العصر الجميل


المزيد.....




- قائد الثورة الاسلامية يزور مرقد الإمام الخميني (ره)
- خطيب المسجد الأقصى يؤكد قوة الأخوة والتلاحم بين الشعبين الجز ...
- القوى الوطنية والاسلامية في طوباس تعلن غدا الخميس اضرابا شام ...
- البابا فرنسيس يكتب عن العراق: من المستحيل تخيله بلا مسيحيين ...
- حركة الجهاد الاسلامي: ندين المجزرة الوحشية التي ارتكبها العد ...
- البوندستاغ يوافق على طلب المعارضة المسيحية حول تشديد سياسة ا ...
- تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي 2024 لضحك الأطفال
- شولتس يحذر من ائتلاف حكومي بين التحالف المسيحي وحزب -البديل- ...
- أبو عبيدة: الإفراج عن المحتجزة أربال يهود غدا
- مكتب نتنياهو يعلن أسماء رهائن سيُطلق سراحهم من غزة الخميس.. ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جعفر المظفر - النظام الطائفي في العراق .. مفاهيم وإرهاصات