سليم نزال
الحوار المتمدن-العدد: 6399 - 2019 / 11 / 4 - 04:38
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كما ان الدول تتبع سياسات تطلق عليها الامن الغذائى التى تتضمن الاعتماد على الذات و الامن الاقتصادى التى تسعى الى التوازن بين الاستيراد و التصدير ينبغى التفكير فى مسالة الامن الثقافى .
اعنى بالامان الثقافى ان تظل ثقافة المجتمع ثقافة وطنية بالدرجة الاولى.و هذا يعنى ان تبعد الدولة كل انواع الخطابات الثقافية التى تهدد وحدة و سلامة المجتمع .و فى بلاد كثيرة فى العالم يمنع القانون تشكيل احزاب ذات منحى فاشى او نازى او تطرف يقصى الاخر لان هذا يهدد السلامة الوطنية و قد يقود لحروب اهليه .
كما ان للدولة حدود جغرافية تدافع عنها فان من مسوؤلية الدولة الدفاع عن الحدود الثقافية فى وجه الاعتداءات من الافكار المتطرفة .و هذا المصطلح لا يعنى اللون الواحد بالطبع بل ينبغى احترام التنوع المجتمعى و الثقافى لكن فى اطار الثقافة الوطنية الجامعة.
الثقافة الوطنية تتكون عادة من خلال التاريخ و التفاعل المجتمعى بين المكونات المختلفة و يدعم هذا الامر سياسة الدولة التى تدمج المواطنيين فى بوتقة الصهر الوطنية بحيث يعلو الولاء للوطن على اى انتماء دون ذلك .
.و قد راينا من احداث الاعوام الاخيرة الترابط الاكيد بين ضعف الدولة و انكفائها و تراجع الثقافة الوطنية و حلول ثقافات دون وطنية مستندة الى البنى التقليدية العشائرية و الدينية و الجهوية .
السؤال الذى يطرح نفسه من يبدا اولا تراجع الدولة الذى يقود الى ضعف الثقافة الوطنية و نمو الثقافات الجانية ام انتشار الثقافات الجانبية و المتطرفة التى تؤدى الى ضعف الدولة.
نقاش مثل هذا قد يقودنا الى نوع من نقاش بيزنطى طويل, و من وجهة نظرى هناك ترابط بين العاملين . لكن مسوؤلية الدولة اولا ان تحدد من خلال اليات قانونية افاق النشاطات الدينية و الجهوية الدون وطنية لكى لا تحل مكان الثقافة الوطنية الجامعة .و هذا الامر يقع فى نظرى ضمن دائرة الامن الثقافى . و ان تحظر اى نشاط ثقافى يشجع و يغذى افكار التطرف و احتكار الحقيقة و التجزئة و التفتيت .
#سليم_نزال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟