أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سامية ناصر خطيب - الحرب تعرّي الانظمة العربية















المزيد.....

الحرب تعرّي الانظمة العربية


سامية ناصر خطيب

الحوار المتمدن-العدد: 448 - 2003 / 4 / 7 - 03:47
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


 

اتخاذ موقف من الحرب على العراق حشر الانظمة العربية في اضيق زاوية، ودفعها للحسم لصالح دعم امريكا ضد شعوبها. غضب الشعوب العربية في هذه الحرب موجّه لعدة عناوين: لامريكا واسرائيل وللقيادات العربية نفسها. قرار الانظمة دعم امريكا والتنكر لحماية دولة عربية شقيقة وعضو في الجامعة العربية، يزيد عدم الاستقرار ويقرب الانظمة من نهايتها.

 

سامية ناصر خطيب

مع اقتراب الحرب على العراق وقف الزعماء العرب امام معادلة صعبة، وصار عليهم ان يحسموا بين دعم العراق، الدولة العربية الشقيقة، وبين دعم امريكا، الدولة التي توفر لهم الحماية والامن. الخيار كان صعبا بلا شك، اذ كيف يمكن ان تكون عربيا خادما للامريكان ومعارضا للحرب على العراق في نفس الوقت؟ بحثا عن مخرج وغطاء شرعي لقرارهم، عقد القادة العرب قمتين، عربية في شرم الشيخ في 1 آذار (مارس)، واسلامية في قطر في 6 آذار.

ولكن العرب لم ينجحوا في ضبط انفسهم واخفاء توترهم، ففضحوا انفسهم بالبث الحي المباشر. في هذا كتب عبد الباري عطوان، رئيس تحرير "القدس العربي" اللندنية: "لم يخطر ببالنا مطلقا ان ينحدر مستوى الحوار بين زعماء العرب الى هذا المستوى غير اللائق وتبادل الاتهامات بالعمالة". (نقلته "كل العرب"، 7 آذار)

لم يكتفوا بالتأخر في اتخاذ اي موقف، بل "انتظروا الى ان ملأت امريكا الارض والسموات في الخليج بجيوشها واحدث معداتها العسكرية، وبسطت خرائطها تحضيرا للعشاء الاخير دون ان تدعو العرب اليه"، كما تقول الكاتبة السعودية فوزية ابو خالد. (واشنطن بوست، 4 آذار)

القمة العربية كانت على وشك الانفجار بعد المشادة الكلامية بين ولي العهد السعودي، الامير عبد الله، والزعيم الليبي، معمر القذافي، لولا ان تدخل الرئيس المصري حسني مبارك للقيام بدوره التقليدي في اصلاح ذات البين، وسمح للقمة بعقد جلسة الاختتام.

 

مبادرة الامارات

على جدول اعمال القمة طرحت الامارات مبادرتها الهادفة لمنع الحرب. كيف؟ ان يتفضل "صدام حسين بالتنحي عن السلطة، مقابل تعهد بتأمين منفى جيد له ولعائلته ومقربيه، وان تتكفل الجامعة العربية والامم المتحدة بالاشراف المؤقت على السلطة في العراق". (الحياة، 3 آذار)

القمة العربية لم تجرؤ على مناقشة الاقتراح علنا، فتولت المهمة القمة الاسلامية المنعقد بالعاصمة القطرية الدوحة. وتم التوصل لاجماع بين دول مجلس التعاون الخليجي الست "على ضرورة طرح مبادرة رئيس دولة الامارات، الشيخ زايد بن سلطان، في الاطار العربي لتقويمها ومناقشتها." (الحياة، 3 آذار). واشارت صحيفة "كل العرب" (في 7 آذار) الى ان: "المبادرة خرجت الى النور بعد يومين فقط من دعوة كولين باول الزعماء العرب لمطالبة صدام بالتنحي. بمعنى ان المبادرة هي مطلب امريكي".

بالاضافة للامارات دعمت المبادرة علنا ثلاث دول اخرى هي الكويت، البحرين وقطر، فيما دعمتها السعودية والاردن سرا. ويكشف هذا الموقف حقيقة الخلافات في القمة العربية بشرم الشيخ. فهناك عمليا معسكران، الاول يعارض الحرب بقوة وتقوده سورية وتؤيده لبنان وليبيا. والثاني يميل لتحميل العراق مسؤولية ما حدث، وتقوده مصر ودول الخليج والاردن.

 

انقسام الانظمة العربية

بروز معسكرين في العالم العربي فجر الى العلن الازمة المصرية-السورية، والتي تدور الخلافات بينهما منذ مدة على مستوى غير رسمي في وسائل الاعلام.

لقد خرج المعسكر المصري- السعودي من قمة شرم الشيخ بقرار تشكيل لجنة للاتصال بدول عربية، بينها العراق، لتنفيذ قرارات القمة. ولكن سورية اعترضت، والعراق طلب تأجيل زيارة اللجنة التي ستطلب من نظامه التنازل عن الحكم، الى اجل غير مسمى.

في اجتماع اللجنة العربية في نيويورك بوفد فرنسي، اعاد "الفرنسيون الكرة الى الملعب العربي، حين طلبوا من اللجنة ان تؤدي دورا فاعلا مع الرئيس العراقي باقناعه ليس بالتنحي ولكن بسرعة التجاوب مع المفتشين الدوليين، واجراء خطوات دراماتيكية تتضمن تطوير النظام وانفتاحا سياسيا واصلاحات ديمقراطية عاجلة". (الحياة، 15 آذار)

انشقاق اوروبا قابله انشقاق الدول العربية التي كان المفروض ان تقف موحدة ضد الاعتداء على العراق. ان اتخاذ موقف من الحرب حشر معظم الانظمة العربية في الزاوية، ودفعها لحسم خيارها بين دعم امريكا واغضاب شعوبها او الوقوف مع العراق واغضاب حاميتها امريكا. ولكن كان لا بد من الحسم، ولم يكن بامكان الدول التي تستضيف القواعد العسكرية الامريكية، وهي قطر والسعودية والكويت، ان تخرج ضد امريكا.

غير ان هذا القرار لا يلغي قلق الانظمة من "ان يؤدي سقوط السلطة العراقية الى عدم استقرار في المنطقة، مما سيفسح المجال الى حروب اهلية في واحدة من اهم الدول العربية". (واشنطن بوست، 4 آذار).

ويجدر التمييز بين الانظمة التي تعيش من الدعم العسكري الامريكي، وبين الشعوب الناقمة على الانظمة وامريكا. في هذا كتب الصحافي السعودي في "الشرق الاوسط" تركي الحماد، في معرض تعليقه على القمة: "بدا لنا ان العرب ماتوا منذ زمن، ولم يبق منهم سوى اشباح باحثة عن مكان في عالم الاحياء... ان الاحساس بالغضب الحبيس داخل كل انسان عربي  ليس موجها بغالبيته ضد عدو العالم العربي التقليدي اسرائيل وسندها التاريخي امريكا، لكن ايضا ضد القيادات العربية". (نقلته واشنطن بوست، 4 آذار)

ان الاعتبارات التي تؤثر على قرارات الانظمة العربية هي اعتبارات الحفاظ على العرش. انها تدرك ان الوحيدة التي لها مصلحة في بقائها وحمايتها هي الولايات المتحدة، وهي تفهم ان امريكا تحتاج للقيام بالحرب لاعادة مكانتها وهيمنتها على العالم. من هنا كان الحساب بسيط جدا: امريكا قوية يساوي انظمة عربية قوية وثابتة على الكرسي.

هذا ما يؤكده امير سعودي فضل عدم ذكر اسمه ل"نيويورك تايمز" حيث قال: "ان الحفاظ على آل سعود هو الاهم دائما. ولاجل ذلك نحن على استعداد للانتقال الى يمين اسامة بن لادن، او الى يسار معمر القذافي، واذا لزم الامر لن نمانع في ركوب الطائرة الى بغداد ومعانقة صدام حسين كأخ". (كل العرب، 7 آذار)

ولكن من جهة اخرى، حسم الانظمة العربية موقفها علنا لصالح امريكا، من شأنه ان يزيد عدم الاستقرار ويقرب الانظمة من نهايتها.

الصبار



#سامية_ناصر_خطيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاسلام السياسي من المنظور الطبقي
- اسرائيل تفضح فساد السلطة للقضاء عليها
- الدبابات تهمّش الاصلاحات
- العمليات الانتحارية من استراتيجية خاطئة الى فوضى عارمة
- عزمي بشارة يعرج الى السعودية
- في الاشتراكية السبيل لتحرر المرأة
- نساء في ظل طالبان لا قيمة لحياتهن


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سامية ناصر خطيب - الحرب تعرّي الانظمة العربية