القانون الأخلاقي عند القدماء المصريين

محمد نبيل الشيمي

الحوار المتمدن-العدد: 6398 - 2019 / 11 / 3 - 12:14
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

سبق المصريون العالم في وضع تعريف للأخلاق..قالوا,,الأخلاق موضع المحبة الرقيقة في قلب الملك وتلميذ الملك المنفذ لأوامره الوفي لسيده المتزن تماما في كلامه والمجيب برد العالم الذي يكرمه إله مدينته ويحبه أبوه وتدلله أمه اللطيف مع أقاربه والعطوف عليهم...الرقيق الطباع في معاملته للناس المستقيم السلوك والقويم الأخلاق الذي يحب ماعت(إلهة الحق والعدل في الكون)ويمقت الشر رجل اختاره الإله لأن قلبه يفكر فيما يسره ويتخذ عمله اليومي ما يقدره الرب,,...أما القانون الخلقي أي دستور الحياة عند المصريين القدماء وهو الدستور الذي ألزم كل مصري به..ينص القانون علي عدة مواد:
-لاتدخل المعبد وأنت آثم
-لا تذهب إليه وأنت غير طاهر الجسم
-لا تتهم أحدا فيه زوراأو تغتابه هنا
-لا تسع إلي الربح ولا تفسدنك الرشوة
-لا تقف ضد الضعفاء محاباة للعظماء
-لا تطفف الكيل ولا الميزان ولا تنقصهما
-لا تفش أسرار الطقوس الدينية التي تشترك فيه..تلك الأسرار الخاصة بالمعبد
-لا تنضم إلي الفاسقين ولا تخالط السفلة
-لا تقدم شيئا محرما
-لا تستخدم العنف ضد أي إنسان
-لا ترفع صوتك بسبب كلام غيرك
-لا تنطق بالكذب ضدإلهة الحق والعدل في الكون صاحبة الخلق الطيب,,ماعت,,
وعلي فكرة الأخلاق بني الأدب المصري القديم سواء كان هذا الأدب مقدسا أم دنيويا..كان الأدب يمزج بين الصفات الأخلاقية والذهنية,,فالسلوك الصحيح والفضيلة شيئ واحد والإحتشام والإستقامة الروحية شيئ واحد...ومن مبادئ هذا القانون الأخلاقي للمصريين القدماء تلك الرسالة التي علي أن الفضيلة نافعة للإنسان عندما يسلك سلوكا وديا نحو ربه والملك والأتراب ممن هم أقل مرتبة..حينئذ ينال الإنسان عوضا عن ذلك الصحة والحياة الطويلة والشرف علي الأرض وبعد الموت عند وزن القلب وهنا يعامل الرب الميت الذي التزم بالفضيلةمعاملة تتفق والأفعال التي كان يمارسها في حياته..وزيادة علي ذلك فإن الزائر للقبر سوف يقرأ لهذا الميت بصوت عال...ولم يقف القانون الإخلاق للمصريين القدماء عند هذا الحد فقد كان علي موظفي الفرعون أن يحاربوا من أجل الشعب..وعلي القضاة أن يحموا الضعفاء من ظلم الظالمين..وعلي النبلاء أن يعطوا الخبز للجياع...وللموظفين يقول القانون,,راقب يدك واكبح جماح قلبك وصم شفتيك,,هكذا كان المصريون القدماء..أين نحن منهم الآن؟

#محمد_نبيل_الشيمي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات