أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حسين التميمي - !! مناصب تشريفية .. مناصب تشريبية














المزيد.....

!! مناصب تشريفية .. مناصب تشريبية


حسين التميمي

الحوار المتمدن-العدد: 1558 - 2006 / 5 / 22 - 10:16
المحور: كتابات ساخرة
    


هنا لن (اتحارش) بهذا المسؤول أو ذاك ، اذ يبدو اننا نعيش في ظل نوعية غريبة وعجيبة من الحرية والديمقرطية ، أذكر انني قد كتبت الكثير من الأعمدة والمقالات التي تشير بما لا يقبل اللبس أو الشك الى تقصير هذا المسؤول او ذاك وكان المسؤول في الصحيفة (كذا) يعترض ويرفض نشر الوضوع بحجة انه (لا يريد اثارة المشاكل) فأقول له : صحافة بلامشاكل أشبه بـ (طبيخ) بلاملح او بهار ، فيبتسم ثم يتحول للحديث عن موضوع آخر ، بثقة واطمئنان وكأنه يفترض بأن ابتسامته هذه مرسوم جمهوري كمراسيم القائد الضرورة - يلغي ماقبله ويشرعن مابعده . لذا فكرت مليا ووجدت ان الحديث عن جزر القمر امر محمود العواقب ، سيما وان رئيس تلك الجزر لا يطلع على صحافتنا ولا يتأثر بها الا بمقدار تأثر المسؤولين عندنا .. فعقدت العزم على ان اشمر عن ذراعي وعن يراعي ، وأن استغل الفرصة لأكتب عن تلك الجزر المسكينة التي تتجاذبها انواء طائفية ومذهبية وقومية وجنجلوتية مفرطة .
الصورة الأولى التي لفتت انتباهي هي لقاء رفيع المستوى بين أمير احدى تلك الجزر مع قائد جيشها وقائد شرطتها ، اللقاء ضم بعض المسؤولين ممن لهم علاقة بأمن الجزيرة وبعض مسؤولي الأحزاب ، لذا تم تغير اسم اللقاء الى اجتماع لتدارس الأوضاع الأمنية في الجزيرة وسبل القضاء على الفلتان الأمني وموجة التفجيرات والاغتيالات اليومية للمواطنين الابرياء ، الأمير القى كلمة او خطبة عصماء دوت لها القاعة بالتصفيق ودوى انفجار مصاحب للتصفيق في سوق قريبة (من العنافصة) لكن التصفيق المدوي صم آذان الأمير فلم يسمع غيره ، قائد الشرطة تحدث بشمم وكبرياء وأنف مرفوع وأوداج منتفخة ، من نهاية القاعة سمع صوت (على شنو شايل خشمك والناس مجطلة بالشوارع؟) لكن احدا لم ينتبه للصوت ومثله تحدث قائد الجيش ، وتحدث ايضا قائد (المدري شنو) عن المدري أيش باستفاضة ، فصفق الجميع للمدري شنو باهتمام ، وفي نهاية الاجتماع سأل احد الصحفيين عن اسم هذا الاجتماع أو موضوعه ، فلم يحصل على اجابة ثم سأل أحد الحراس عن موعد تقديم الطعام فحصل على اجابة فورية و أمروه باحضاره فورا ، بعدها دخلت الصواني المسلفنة كمن يقف خلف الباب في انتظار الأمر وانهي الاجتماع على عجل ومد الطعام على اصوات وتعليقات الأمير المبتسم على الدوام ومثله فعل باقي المسؤولين فارتفعت اصوات قهقهاتهم عاليا وارتفعت اصوات اطلاقات نارية قريبة من مبنى الامارة ، وعلم بعد ذلك ان مسلحين اغتالوا بضع مواطنين ، ولأن العدد لم يتجاوز الخمسة تم التكتم على الأمر لحين انتهاء الأمير وضيوفه من طعامهم ، وقيل ان ثمة صوت انطلق من آخر الصف وهو يصرخ (سم وزقنبوت) لكن القهقهات والطرف التي قيلت في ذلك الوقت غطت على ماعداها بيد انها لم تغط بعد ذلك على صوت الأمير وهو يأمر بجلب انواع الفواكه مما لذ وطاب لكي (يحلي) هو وضيوفه .
في مساء ذلك اليوم تم استصدار أمر باعتقال ثلاجة الموتى لأنها كانت تستقبل الجثث بوجه منقبض الأسارير ، وقيل في المذكرة بأن هذه الثلاجة تمارس دورا تخريبيا عن طريق اشاعة روح التشاؤوم لدى زوارها من ذوي الضحايا ومن الصحفيين ، مما يعكس انطباعا بأن الوضع الأمني مترد ومتدهور ، وهذا فعل تآمري ويجب القضاء عليه ، وكان أن انطلقت مجموعة من رجالات السيد (شايل خشمة) للقبض على الثلاجة ، لكن الأمر لم ينفذ لأن المذكرة لم تتحدث بشكل دقيق فيما اذا كان الأمر يشمل الجثث ،(التي وصل عددها الى العشرين ساعة تنفيذ الأمر) أم ان عليهم رمي الجثث خارجا وضبط الثلاجة خالية ، لذا وبناء على البرقية أو الاتصال - المرسل من قبل لجنة القبض والاحضار – تم تشكيل لجنة لتدارس هذا الأمر ، وعن اللجنة انبثقت لجنة اخرى ، للتدقيق والمعاينة من أجل اثبات وجود الجثث ، وعن هذه اللجنة انبثقت لجنة أخرى مهمتها التنسيق بين الأمير وبين السيد (شايل خشمه) ولكون اللجنة الأولى قد امرت باحضار المتهم الأول في القضية والمدعو (ثلاجة الموتى) فقد تم فصل التيار الكهربائي عن المتهم خشية حدوث حالة انتحار بالكهرباء أو اي خرق أمني آخر ، ووفقا لتراتبية الأحداث فقد انبعثت رائحة غريبة لم يشم الناس في الجزيرة مثلها من قبل ، وهذه الرائحة تم تجنيد كافة المؤسسات ذات العلاقة من أجل معالجتها ، وكان لمؤسسة الرفق بالكلاب قصب السبق في هذا المجال لأنها كشفت سريعا عن مصدر الرائحة المنتنة ، ورفعت تقريرها الى الأمير مباشرة ، ولأن الرجل لم يكن يعلم بالاجراءات التي اتخذها السيد (شايل خشمه) فقد أمر بالتحقيق في الموضوع وهذا التحقيق استلزم وجود لجنة وعن اللجنة انبثقت لجنة لتصطدم بلجنة السيد (شايل خشمة) و ... وما يزال النزاع قائما بين اللجان ولم تصل أي منها الى حل يرضي هذا الطرف أو ذاك ، لكن الأمير مازال مصرا على عقد المزيد من الاجتماعات وخلال كل خطبة يلقيها يدوي صوت تفجير هنا وهناك وخلال كل وجبة طعام يتم فيها تبادل الضحكات يتم في الخارج تبادل الطلقات وتحصد الكثير من الأرواح البريئة ، بينما اللجان لم تزل تختصم على امر القبض على الثلاجة فهذا يقول فارغة وذاك يقول ممتلئة بينما الجثث تحشر فيها كل يوم والتيار يقطع ثم يعاد ، و.. ووو ,, لا أعرف ماذا بعد !!





#حسين_التميمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا لا يقرع ناقوس الخطر !!
- !! لزوم الشيء .. الشيء ولزومه
- بائع اللبن يطرد المحتل
- مايكرو ارهابي
- من المسؤول .. من البريء ؟
- تخريب غير منظور
- متى يطرق الوزير بابي ؟
- لماذا لا يزعل الشعب قليلا ؟
- ثلاثة قتلى - قصة قصيرة
- شيء من نار ..نص وقراءة
- لجان مشبوهة
- انفلونزا الفساد الاداري
- في التربية والتعليم
- يوم كأنه العراق .. يوم هو العراق
- مؤيد نعمة.. فنان الشعب .. لن نقول وداعا
- قطعة لحم ... بشرية
- لجان مشبوهة هدفها إدامة الفساد الإداري
- هل يعنيهم الدستور .. حقا !!
- أبو المعالي .. رجل قلّ نظيره
- أرض عراقية صالحة ل .. .زراعة أحلامنا


المزيد.....




- صحفي إيرلندي: الصواريخ تحدثت بالفعل ولكن باللغة الروسية
- إرجاء محاكمة ترامب في تهم صمت الممثلة الإباحية إلى أجل غير م ...
- مصر.. حبس فنانة سابقة شهرين وتغريمها ألف جنيه
- خريطة التمثيل السياسي تترقب نتائج التعداد السكاني.. هل ترتفع ...
- كيف ثارت مصر على الإستعمار في فيلم وائل شوقي؟
- Rotana cinema بجودة عالية وبدون تشويش نزل الآن التحديث الأخي ...
- واتساب تضيف ميزة تحويل الصوت إلى نص واللغة العربية مدعومة با ...
- “بجودة hd” استقبل حالا تردد قناة ميكي كيدز الجديد 2024 على ا ...
- المعايدات تنهال على -جارة القمر- في عيدها الـ90
- رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حسين التميمي - !! مناصب تشريفية .. مناصب تشريبية