عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 6396 - 2019 / 11 / 1 - 21:41
المحور:
كتابات ساخرة
ذهبتُ إلى بيت أُمّي "ضائِجاً" ، كعادتي عندما تدْلَهِّمُ الخُطوب.
قلتُ لها: - مساءُ الإنتفاضةِ يا أُمّاه.. فأجابتْ:
-همزين إتذّكّرِتْ وجيتْ .. ثمّ دار بيننا الحوار الآتي :
- هاي شكو يابه.. أشو صار اسبوعين مكَلوبة الدنيا؟
-ماكو شي يُمّه .. ذوله شباب مقهورين ، ديطالبون بحقوقهم.
- لعَدْ ليش يكتلوهم ؟
- الحُريّة لها ثمنٌ يا أُمّاه.
- يابه إذا تِكَدَرْ ، روح وإنصَحْهُم يرجعون لبيوتهم .. تره كل فايدة ماكو.
- لا تُشيعي الإحباطَ واليأسَ في صفوف الشبابِ الثائرِ يا أُمّاه ، وتعالي معي لنذهبَ إلى ساحات التحرير، ونُسمِع العالم صوتنا آني ويّاج .. وأصَعْدِجْ بالتُك تُك ، وأطُك ويّاج سيلفي.
وعند هذا المُنعَطَف الحواري الخطير تَذَكّرَتْ أُمّي بيتِ شعرٍ أثيرٍ لديها ، سمعتهُ منها أوّلَ مرّة في نكسة حزيران 1967 .. وعاطَتْ بي :
وِلَكْ روح عليهم ، وكَوللهم: يا ما سَقَتْنا الغادرات ... وبَيّتَتْنا بلا عَشا.
- ماهذا التشاؤمِ يا أُمّاه ؟ بعدين وين أكو "غادرات" .. ومنو يبات بلا عَشا ؟ أصلاً هسّة بساحة التحرير أكو ريّوك وغده وعَشا .. وقنابل الغاز نِلعَبْ بيها دُعبُل . إي وداعتج دُعبل ، بس شويّة بي دُخان .. و مرّات يبَجّي .
- وجنابكَ "الكسيف" شراح تسوّي لذوله الشباب ؟ تَرِّشُ عليهم "واهليّة" الأمل .. لو ترَجّعْ الماتَوا منهم لأمّهاتهم ؟
- لا يام . آني كتبتلهم البارحة منشور عن تقييم بيئة الأعمال في العراق ، وإذا لم يتم إصلاح هذه البيئة ، لن تقوم للإقتصاد العراقي قائمة ، وسيبقى إقتصاد ريعي ....
هُنا قاطَعَتني أُمّي "عائطةً" بغضبٍ "كرخيٍّ" كاسِح :
- إنجَبْ يَوَلْ . أنعَل أبو ألرَبّاك ، لابو العلّمَك .. وإنطاك شهادة الدكتوراه مال هالوكت .. ولا بو الإقتصاد ، وبيئة الأعمال ، والبنك الدولي .. ولا بو السوّاك براسي "مُحلّل إستراتيجي" !!!!!!.
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟