كريم عرفان
الحوار المتمدن-العدد: 6395 - 2019 / 10 / 31 - 00:46
المحور:
الادب والفن
عندما تبدع المراة وتكتب فإنها تكتب وفقا لقانون محدد وآلية معينة يخبرنا بها النقد( الذى هو علم وفن معا )..فلا يمكن للمرأة أن تفر من أنوثتها في الكتابة ؛ وهناك فكرة شائعة ترددت في الساحة الأدبية وهى تقول بأن المراة تكتب كإنسان فلا خصوصية للكتابة النسائية ؛ وهى الدعوة التي تقول إن على أدب المرأة أن يتدثر بعباءة الادب الإنسانى الذى يجمع بين الرجل والمرأة فكلاهما إنسان. وهى رؤية تجعل المراة تخجل من أن تضفى علي إبداعها من روحها الانثوية المتميزة ؛ وتقيد إبداعها وتكبله ..
كما انه عند القراءة والتحليل النقدى لأعمال أكثر المبدعات نستطيع القول أنه أمر لا يصح من الناحية العملية فلا يمكن للمراة بأية حال أن تعزل نفسها عن خصائصها البيولوجية والفسيولوجية وتشريحها الجسمانى والسمات النفسية التي تميز المرأة وتجعل لها العالم الإبداعى المستقل ..وهذا ما يذكرنا بالمبدأ الذى اكتشفه "فرنر كارل هيزنبرج" Werner Karl Heisenberg في الفيزياء بما يعرف بمبدا "عدم التأكد أو عدم التحديد" والذى يعنى باختصار أننا لا يمكن ان نرصد المجال المكانى لإلكترون مهما استخدمنا من أجهزة رصد فائقة وذلك يعود للراصد نفسه فكمية الأشعة التي ستستخدم في الرصد كفيلة بتغيير وزعزعة الإلكترون من مكانه وبذلك لا يمكن رصد مكانالإلكترون بدقة ..
فإذا قمنا بعملية قياسية لهذه الحالة في النقد ( الذى هو علم وفن معا ) سنجد أن المرأة إذا تناولت ظاهرة حياتية أو حدثا أدبيا أو كتبت نصا إبداعيا فلا مفر من أن هذا النص سيتأثر بذاتية الكاتبة " الأنثوية " والخصائص التي ذكرنا ها سابقا ( البيولوجية – الفسيولوجية -النفسية ؛.. )..إذن فلا مفر من قبول أن للمراة عالمها الإبداعى المستقل الذى هو من حقها ولا يشاركها فيه أحد .
وإذا قام النقاد والباحثون بعمل إحصاء دقيق للساحة الأدبية النسائية سيجدوا أن معظم الكاتبات والمبدعات لديهن التخوف من أن يوسم أدبهن بالادب النسائى و ذلك خشية وضعهن من قبل بعض النقاد في خانة الادب النسائى وهو كما هو شائع يعتبر أدب من الدرجة الثانية ؛ وبتلك النظرة القاصرة أهدر بعض النقاد وتبعهن بعض المبدعات وهم ليسوا بالعدد القليل ثروة أدبية وابداعية كاملة و ألغوا بجرة قلم عالم إبداعى له حضوره واستقلاليته .
#كريم_عرفان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟