جعفر المظفر
الحوار المتمدن-العدد: 6393 - 2019 / 10 / 28 - 16:39
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ثورة شعبنا الحالية هي ثورة إستعادة الوطن المختطف.
ولا ديمقراطية حقيقية بدون وطن مستقل.
هناك معادلة جدلية تجمع ما بين حرية الوطن وحرية الفرد.
من خلال التجربة الحالية تعلمنا درس السياسة الأول جيدا : حينما تضيع حرية الوطن تضيع حرية الفرد وتصبح الديمقراطية مجرد خدعة وكلام فارغ.
كان الهرب من جمهورية الخوف إلى ديمقراطية الزيف هو كالهرب من القبور إلى القبور.
لقد إستبدلنا قبرا بقبر ودكتاتورا بفقيه وفكرا شموليا بفكر غيبي وغبي.
ولهذا لا بد من إستعادة الوطن المختطف أولا لإستعادة حرية الفرد,
بعدها يمكن تحقيق الديمقراطية المتأسسة على نظام سياسي وإقتصادي وإجتماعي يحتاجها وتحتاجه ويدعمها وتدعمه ويحميها وتحميه.
ولتحقيق الأولى، أي إستعادة الوطن المختطف, يجب تشكيل مجلس إنقاذ وطني يخلص العراق من حكم الميليشيات أولا، إذ لا خلاص من هيمنة سليماني وإيران إلا بعد الخلاص من هيمنة الميليشيات.
ولا عودة للمجتمع الموحد الا من خلال الإطاحة بالأحزاب الطائفية وإعادة رجال الدين إلى جوامعهم.
فما يريده العراق هو حكم جامعات لا حكم جوامع.
ما يريده العراقيون التخلص من نظام اللصوصية وأحزابه الطائفية ودستور وديمقراطية المحاصصة.
ما يريده العراقيون هو بناء بنية تحتية إقتصادية زراعية صناعية توفر لهم لقمة الخبز وتضمن لهم بناء ديمقراطية لشعب شبعان وليس لشعب جائع.
قبل الثورة التشرينية كان الحديث عن خارطة طريق كهذه هي مجرد أحلام.
الآن أصبح الحلم على مرمى حجر.
وتشرين العراقي يجب أن يستمر لتكون كل شهور السنة العراقية إسمها تشرين ولا إسم لها غير تشرين وحتى تنتصر الثورة..
بعدها يمكن أن تعود الشهور العراقية إلى إسمائها السابقة.
إنها الولادة العراقية الجديدة من داخل الرحم العراقي.
وإن بإمكان الديمقراطية أن تنتظر قليلا..
#جعفر_المظفر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟